إعلان

​"حكومة بغداد نهبت 450 مليار دولار".. لماذا انتفض الشعب العراقي؟

02:10 ص السبت 05 أكتوبر 2019

تظاهرات العراق

كتب – محمد عطايا:

منذ أيام، انطلقت تظاهرات عارمة في شوارع العاصمة العراقية بغداد، وعدد من المدن والضواحي، تخللها أعمال عنف، وإطلاق نار من الشرطة العراقية، ما أسقط أكثر من 45 قتيلًا، وآلاف الجرحى، حتى اللحظة.

اشتعلت الشوارع العراقية بشكل مفاجئ، وطالب جميع المتظاهرين بإسقاط النظام، جراء الفساد المالي، والتدخل الأجنبي في بلادهم.

أصبحت الأزمة العراقية الحالية محور اهتمام الصحف العربية والدولية، نظرًا لتفاقم الأوضاع، وارتفاع أعداد المتظاهرين بشكل كبير للغاية في الشوارع والميادين.

يقول المحلل السياسي والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، الكاتب البريطاني المعروف، باتريك كوكبيرن، إن التظاهرات في بدايتها يوم الثلاثاء لم تكن بتلك الحدة، ولم يتوقع أحدًا أن تزداد رقعتها، ولكن ما فعلته قوات مكافحة الشغب، زاد من الطين بلة، واشعل الغضب الشعبي.

في مقاله بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، أكد أن التعامل العنيف من شرطة مكافحة الشغب، التي تحظى بسمعة سيئة، مع المتظاهرين، أدى إلى اشتعال غضب المحتجين خاصة بعد سقوط قتلى بينهم.

وسرعان ما تحولت المطالب من القضاء على الفساد، إلى إسقاط الحكومة بالكامل، وتشكيل أخرى لتسيير الأعمال.

أكد كوكبيرن، أن الحكومة العراقية نهبت ما يصل إلى 450 مليار دولار منذ إسقاط الولايات المتحدة نظام صدام حسين في غزو العراق عام 2003، مضيفًا أن سجل الحكومة الاتحادية حافلٍ بالفساد المالي والإداري.

لمواجهة الغضب الشعبي، أعلن عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء العراقي، فصل أكثر من 1000 موظف بمختلف الدرجات من العاملين في القطاع العام، بقضايا الفساد المالي، إلا أن تلك الخطوة بحسب الكاتب البريطاني، لم تكن كافية لإخماد لهيب المحتجين.

تملك العراق ثورة نفطية ضخمة، تجلب للبلد 6.5 مليار دولار شهريًا، إلا أن الشعب نفسه لا يزال يعاني من البطالة، وتردي الأوضاع الاقتصادية، والانقطاع المستمر للكهرباء والمياه، وفساد واسع في جميع النواحي، فضلًا عن تردي النظام الصحي والتعليمي.

يرى الكاتب البريطاني، أن الشعب العراقي يعلم جيدًا أن حكومته تنهب ثرواته منذ عشرات السنين، ما جعلهم ينطلقون في احتجاجات ضخمة خرج بها الآلاف.

تتمثل إحدى نقاط القوة في الحراك الحالي بالعراق، أنه لا يوجد لها قائد، فهي شبه تلقائية بالكامل، وذلك وفقًا لكوكبيرن، الذي أكد أن ذلك لا يجعل خالية من المسؤولة في التحدث للشعب، حيث يمكنها انتقاء قادة بين المتظاهرين للتحدث معهم حول المشاكل التي يعاني منها الشعب.

وفي تقرير تحليلي لصحيفة "واشنطن إكسامينر، أكدت أن إيران تمكنت من السيطرة بشكل شبه كامل على العراق، في ظل حكومة أصبحت مثل الدمية في يد طهران، فضلًا عن انتشار الكثير من البيرقراطيين في البلاد.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن إيران تريد أن تحول العراق إلى لبنان جديد، حيث تتمتع المصالح الإيرانية بالنصيب الأكبر في البلاد.

وكشفت عن الضعف الكبير في الحكومة الحالية، خاصة بعدما أقال عبد المهدي، أعداد كبيرة في الحكومة بناءً على طلب من إيران.​

فيديو قد يعجبك: