إعلان

ماذا نعرف عن فنزويلا؟

03:02 م الخميس 24 يناير 2019

نيكولاس مادورو

كتبت- هدى الشيمي:

تشهد فنزويلا أزمة سياسية كبيرة وصلت أمس الأربعاء إلى ذروتها، بعد نزول الآلاف إلى الشوارع يطالبون بإنهاء حكم الرئيس نيكولاس مادورو، وإعلان خوان جوايدو، رئيس الجمعية الوطنية المعارضة، نفسه رئيسًا انتقاليًا وهو الأمر الذي أيده العديد من دول العالم على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه للشعب الفنزويلي، وقال عبر تويتر: "لقد عانى مواطنو فنزويلا لفترة طويلة جدًا خلال حكم نظام مادورو غير الشرعي".

وبعد فترة وجيزة، قالت كل من كندا والبرازيل وكولومبيا وشيلي وبيرو والإكوادور والأرجنتين وباراجواي وكوستاريكا إنهم يعترفون برئيس المعارضة حاكمًا مؤقتًا للبلاد.

وأكد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو دعم بلاده السياسي والاقتصادي للعملية الانتقالية في فنزويلا، مُشددا على مساندتها حتى تستعيد الديمقراطية والسلام الاجتماعي.

فماذا نعرف إذا عن الدولة اللاتينية التي تمر بأزمة سياسية كبيرة، وصراعًا على مقاليد الحكم والسلطة؟

كانت فنزويلا واحدة من أولى المستعمرات الأمريكية الإسبانية، وحصلت على استقلالها عام 1811 أي بعد 289 عامًا من الاحتلال، ولكنها لم تنعم بالاستقرار إلا في عام 1821.

تقع الدولة اللاتينية على الساحل الشمالي لأمريكا اللاتينية وتتميز بجمال طبيعي أخاذ ومتنوع، بدءً من قمم جبال الأنديز المغطاة بالثلوج في الغرب، مروراً بغابات الأمازون في الجنوب، وصولاً إلى شواطئ الكاريبي في الشمال. وتعد من بين أكثر دول أمريكا اللاتينية تمدناً.

تتكون فنزويلا من 23 ولاية، ويصل عدد سكانها إلى حوالي 30 مليون نسمة، منهم قرابة مليون و600 ألف من أصول عربية، دفع الفقر أعداد كبيرة منهم إلى العيش في بيوت من صفيح تمتد بعضها لتصل التلال المجاورة للعاصمة، كاراكاس.

تعد فنزويلا أحد أكبر البلدان تحضرًا في أمريكا اللاتينية، رغم معاناتها من فترة من الاضطرابات والانقلابات والديكتاتوريات العسكرية، ولكن الحكومات الديمقراطية تمكنت من الوصول إلى الحكم منذ الخمسينيات.

وتعتبر فنزويلا واحدة من الدول التي تمتلك أكبر مخزون من النفط في العالم، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الفحم والحديد والذهب، ومع ذلك يعاني شعبها من فقر شديد، ما دفع كثيرون إلى مغادرة بلادهم.

وحاول الرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز، الذي توفي عام 2013، إنهاء أزمة الفقر ووصف نفسه بأنه "نصير الفقراء"، وأنفق ملايين الدولارات من عائدات الثروة النفطية على برامج التنمية الاجتماعية، خلال فترة حكمه التي استمرت 14 عاما.

وعقب وفاة تشافيز بعد صراع مؤلم مع مرض السرطان وتولي مادورو الحكم أصبحت الأزمة الاقتصادية أكثر خطورة، خاصة بعد هبوط أسعار النفط الذي تزامن مع أزمة اقتصادية أبرز جوانبها نقص كبير في السلع الأساسية وارتفاع معدل التضخم.

وفشلت كل سياسات ومحاولات مادورو في احتواء الأزمة الاقتصادية، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

ماذا يحدث الآن؟

خرجت موجة من الاحتجاجات في العاصمة كراكاس، الاثنين الماضي، مُطالبة بتوحيد المعارضة والإطاحة بمادورو المُتهم بتزوير الانتخابات الرئاسية التي أقيمت في مايو الماضي من أجل البقاء في السلطة.

واستمرت الاحتجاجات حتى بلغت ذروتها أمس الأربعاء، وقتل خمسة أشخاص في أعمال عنف، قبل المظاهرات، ليلا وصباح أمس، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

وأظهرت لقطات من مظاهرات يوم الأربعاء، محتجين يواجهون قوات الأمن التابعة للحرس الوطني، التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كما اشتعلت النيران في السيارات.

وفي الوقت نفسه دفعت الحكومة الفنزويلية بمؤيديها إلى الشوارع، الذي طالبوا ببقائه في السلطة.

وردًا على اعتراف أمريكا بجوايدو رئيسًا انتقاليًا للبلاد، قرر مادورو طرد الدبلوماسيين الأمريكيين من البلاد، وأمهل جميع الموظفين الدبلوماسيين الأمريكيين في فنزويلا 72 ساعة للمغادرة نهائيا.

ودعا جوايدو، زعيم المعارضة، القوات المسلحة إلى الانضمام إليه وإعلان العصيان ضد الحكومة، وتعهد بقيادة حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة.

 

 

فيديو قد يعجبك: