إعلان

على مدار عامين: كيف أهان ترامب نائبه؟

04:13 م الأحد 20 يناير 2019

دونالد ترامب ومايك بنس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

على مدار عامين قضاها في المكتب البيضاوي تمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إحداث تغييرًا كبيرًا في شكل وصورة نائب الرئيس، فجعله أشبه بالعروس أو الدمية التي يحركها بالحبال، والتي لا تقوى على مواجهته أو فعل أي شيء دون استشارته.

تقول صحيفة واشنطن بوست، في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني، إن بقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في منصبه طيلة العامين الماضيين، ربما يكون أحد الإنجازات الرئيسية التي حققها ترامب، والذي لم يعد هناك في إداراته أي من المسؤولين الذين وقع عليهم الاختيار للانضمام إلى فريقه.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه من المتعارف عليه أن يلعب نائب الرئيس دورًا بارزًا في الإدارة، مُشيرة إلى أن هذا المنصب كان من أرقى المناصب وأكثرها سموًا في الولايات المتحدة، إلا أن الأوضاع تغيرت كثيرًا في عهد ترامب والذي أهان نائبه بصور وأشكال مختلفة.

ينص الدستور الأمريكي على أن نائب الرئيس يقوم بمهامه لأربعة سنوات، ومن المفترض أن يقدم له الاستشارات ويساعده على اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بالشؤون الداخلية والخارجية، كما أنه يحل محله في حالة وفاته أو استقالته أو الإطاحة به، في الوقت نفسه فإن الرئيس لا يجب أن يتخلى عن نائبه لأن ذلك سوف يؤثر على صورته أمام الشعب، ويجعله يبدو ضعيفًا كما أنه يثير الكثير من التساؤلات والشكوك حيال ولاء الموظفين في البيت الأبيض إلى رئيسهم.

1

ولكن ترامب يختلف كثيرًا عن أسلافه، وهذا ما اتضح خلال العامين الماضيين، تقول واشنطن بوست إن ترامب يريد ولاء المحيطين به ولكنه في الوقت نفسه سوف يفعل ما يخطر على باله دون التفكير في أي شيء.

وتسلط الصحيفة الأمريكية الضوء على الدور الضئيل الذي يلعبه بنس، وتقول الصحيفة الأمريكية إنه خلال العامين الماضيين تعرض بنس للكثير من الإهانات بسبب دوره السلبي، وأقرب مثال على ذلك ما حدث الشهر الماضي خلال اجتماع الرئيس الأمريكي برئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ورئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر للتحدث بشأن أزمة الهجرة والجدار الحدودي، وبقى نائب الرئيس صامتًا خلال فترة الاجتماع.

وبعد انتهاء الاجتماع، الذي عرضته وسائل الإعلام الأمريكية على الهواء مباشرة، دشن رواد تويتر هاشتاج للسخرية من بنس.

وتقارن واشنطن بوست بين موقف بنس السلبي إزاء إغلاق الحكومة وموقف ال غور نائب الرئيس السابق بيل كلينتون والذي بذل مجهودًا كبيرًا من أجل إعادة فتح الحكومة في تلك الفترة، موضحة أن نائب الرئيس السابق أجرى محادثات وقتذاك مع رئيس مجلس النواب نيوت جينجريتش وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ بوب دول للوقوف على أرض مشتركة والوصول إلى حل.

2

كذلك أهان ترامب بنس بطرق أخرى، توضح واشنطن بوست أن ترامب أكد للجمهوريين في مجلس الشيوخ أن ترامب لن يطالب بتمويل الجدار إلا أن هذا لم يحدث، ولكن بعد ذلك غير الرئيس الأمريكي رأيه. وبعد فترة أشار بنس إلى أن رئيسه سوف يطالب بتخصيص 2.5 مليار دولار من أجل تأمين الحدود دون بناء الجدار وهذا ما لم يحدث أيضًا،إذ يطالب ترامب بتخصيص 5.7 مليار دولار من أجل بناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وفي عام 2017، أرجع بنس سبب إقالة جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، إلى مذكرة صدرت عن وزارة الخارجية، وهذا ما نفاه ترامب إذ قال إنه أقال المسؤول الفيدرالي من منصبه بسبب التحقيقات المتعلقة بروسيا.

مع ذلك، تقول واشنطن بوست إن أغلب المسؤولين الأمريكيين يفضلون التعامل مع بنس عن ترامب، مُشيرة إلى نائب الرئيس لا يزال يقوم ببعض المهام التقليدية التي قام بها أسلافه، فهو يجمع المعلومات ويرسلها إلى الكونجرس وينقل رد فعلهم إلى الرئيس الأمريكي.

3

وتشير واشنطن بوست إلى أن هناك أدلة قليلة على أن بنس يُقدم النصائح لترامب بشأن سياساته وتصرفاته، موضحة أنه يختلف عن بعض نواب الرؤساء السابقين الذين كانوا مستعدين لمجابهة سادة البيت الأبيض.

تقول واشنطن بوست إن الاتهامات الموجهة إلى ترامب زادت من احتمالات وصول بنس إلى الرئاسة، مُشيرة إلى أن ترامب قال إن نائبه يريد أن يبقى إلى جانبه في المكتب البيضاوي حتى عام 2020، وربما يفعل ذلك، إلا أن المشاكل التي يتسبب فيها الرئيس الأمريكي وتقلب مزاجه سوف يُبقي بنس يشعر دائمًا بالتهديد.

وترى الصحيفة الأمريكية أنه حتى إذا بقى ترامب وبنس في منصبيهما لحين انتهاء الفترة الرئاسية، فإن دور نائب الرئيس سوف يبقى محدودًا وضعيفًا، ومقتصرًا على بعض الأمور الهامشية نظرًا إلى أفعال وتصرفات الرئيس الأمريكي.

فيديو قد يعجبك: