إعلان

تفاصيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر

06:09 م الخميس 10 يناير 2019

وزير الخارجية الأمريكي

كتبت- هدى الشيمي: 

يتواجد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في القاهرة في إطار جولته الشرق اوسطية التي تستمر تسعة أيام بدأت الثلاثاء الماضي من الأردن، ثم توجه إلى العراق في زيارة غير مُلعنة، حتى حطت طائرته في مطار القاهرة الدولي في وقت متأخر مساء الأربعاء.

أعلنت الخارجية الأمريكية أن الهدف من زيارة بومبيو للشرق الأوسط هي وضع الخطوط العريضة للسياسات الأمريكية حيال المنطقة، بعد التطورات التي حدثت مؤخرًا كان أحدثها سحب القوات الأمريكية من سوريا، موضحة أن المسؤول الأمريكي سوف يطرح "القضايا الإقليمية الحيوية، التي بينها ملف إيران ووضع غزة ومحاربة الإرهاب والتعاون في مجالي الطاقة والاقتصاد.

وأوضح بومبيو، عبر تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إن جولته تهدف إلى بحث الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وخطط واشنطن مع حلفائها وشركائها لزيادة الضغط على إيران.

1

داخل القصر الجمهوري 

وداخل القصر الجمهوري، صباح اليوم الخميس، التقى بومبيو مع الرئيس السيسي وسط حضور عدد من المسوؤلين من وزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل.

أكد بومبيو على متانة العلاقات بين البلدين، وأن مصر حليفًا وصديقًا للولايات المتحدة الأمريكية، وقال المسؤول الأمريكي في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع نظيره شكري، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر على تعزيز التحالف الاستراتيجي بينهما، من أجل دعم السلم والأمن في والرفاهية في المنطقة.

2

استعرض الجانبان عدة قضايا وتباحثا حول عدد من الملفات الأقليمية، خاصة تطورات الأوضاع في كلٍ من ليبيا وسوريا واليمن، وجهود التوصل إلى تسوية سياسية لتلك الأزمات بما يحافظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية ويقوض تفشي الفوضى بها ويقطع الطريق أمام تحولها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية،حسبما أوضح البيان الصادر عن الرئاسة.

تطرق الجانبان إلى مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، وأكد السيسي موقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، وفق البيان.

كذلك تطرق اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وأشاد بومبيو بـنجاح الجهود المصرية الحازمة والحاسمة في هذا الإطار خلال الفترة الماضية، مُعربًا عن دعم بلاده لتلك الجهود، ومؤكدًا أن مصر تعد شريكاً مركزياً في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود.

"علاقات متينة"

وتجمع بين مصر والولايات المتحدة علاقات قوية ومتينة بدأت منذ سنوات طوال، شهدت تعاونًا في كافة المجالات - السياسية والاقتصادية والعسكرية ومكافحة الإرهاب، ولكنها وصلت إلى أوجها إبان فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات، الذي استبدل السوفيت بالأمريكيين، وعزز العلاقات بين واشنطن والقاهرة.

بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى، دخلت العلاقات بين مصر وأمريكا مرحلة توتر، إذ صرح أوباما أنه غير مسرور بالإطاحة بالرئيس الإخوانى، رغم انتقاده له وتأكيده أن حكمه لم يكن شاملا، واعترافه بالاحتجاجات الشعبية ضد حكومته.

فى ظل توتر العلاقات، أصدر أوباما قرارًا بتعليق جزئي للمساعدات العسكرية لمصر في أكتوبر 2013، احتجاجًا على سجل حقوق الإنسان، وإن كان ركز على دور مصر الرئيسي في الحرب العالمية ضد الإرهاب.

في عام 2015 عادت المساعدات مرة أخرى.

عادت المياه إلى مجاريها بعد تولي ترامب الرئاسة قبل عامين، فبعد تنصيبه رسميًا تلقى الرئيس السيسي دعوة لزيارة البيت الأبيض، وتكررت الزيارات واللقاءات والمكالمات الهاتفية بين الزعيمين منذ تلك اللحظة وحتى الآيام.

3

افتتاح الكاتدرائية

وأشار بومبيو إلى أن واشنطن ممتنة للرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمه للحريات الدينية في المنطقة، وأعرب عن امتنان بلاده للرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمه للحريات الدينية وذلك بعد أيام من افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة، وهي الأكبر للمسيحيين في منطقة الشرق الأوسط.

وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد أشاد بافتتاح السيسي للكاتدرائية، مُعتبرًا أنه ينقل مصر إلى "مستقبل أكثر شمولا".

قال ترامب، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "متحمس لرؤية أصدقائنا في مصر يفتتحون أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط.. الرئيس السيسي ينقل بلاده إلى مستقبل أكثر شمولا".

تغريدة ترامب

رسالة إلى الحلفاء

واستغل بومبيو تواجده في مصر لطمأنة حلفاء واشنطن، والتأكيد على أن الولايات المتحدة ستواصل القتال ضد تنظيم داعش، رغم سحق قواتها من سوريا، نافيًا أن يكون هناك أي تناقض بين قرار الانسحاب ومواصلة قتال التنظيم الإرهابي.

وقال وزير الخارجية الأمريكي إن أي انسحاب للولايات المتحدة يعقبه فوضى في المنطقة، مؤكدًا على أن الإدارة الحالية بقيادة ترامب أعادت الولايات المتحدة بقوة إلى الساحة الدولية.

وأوضح بومبيو، أن الرئيس ترامب استهدف النظام السوري بالصواريخ ونأمل بألا نضطر لذلك مجددًا.

وكان الرئيس الأمريكي قد فاجئ العالم أجمع الشهر الماضي، بإعلانه سحب نحو 2000 جندي أمريكي من شمال شرق سوريا، ما أثار قلق في المنطقة من احتمالية عودة تنظيم داعش مرة أخرى، كما أنه ترك الأكراد السوريين، حلفاء واشنطن، عرضة لهجوم تركي محتمل، وكذلك دفع ويزر الدفاع الأمريكي جيم ماتيس وعدد من المسؤولين البارزين في البنتاجون إلى الاستقالة وترك مناصبهم.

انتهاء "التقاعس" الأمريكي

وفي كلمة ألقاها من الجامعة الأمريكية، شنّ بومبيو هجومًا على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، واتهمه بالمساهمة في نشر الإرهاب والعنف والفوضى في الشرق الأوسط من خلال سياسته الخارجية، مؤكدًا أن "عهد التقاعس الأمريكي" في المنطقة انتهى بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وقال وزير الخارجية الأمريكي إن إيران تحلم بالسيطرة على الشرق الأوسط، مُشيرًا إلى أن حزب الله اللبناني يلعب دور الدمية لإيران، لأنه "جمع أسلحة كثيرة وخزنها في لبنان، في انتهاك صارخ للقانون الدولي" على حد قوله.

ودعا بومبيو كل الدول الشريكة إلى مواصلة العمل "لاحتواء أنشطة إيران الخبيثة ومنعها من نشر الإرهاب في العالم".

وأكد المسؤول الأمريكي أن واشنطن ستبذل قصارى جهدها لإنهاء النزاعات وحل المشاكل في بؤر الصراع في الشرق الأوسط.

وأنهى بومبيو حديثه قائلاً: " ليس من السهل أن نعترف بالحقيقة، لكن يجب أن نذكرها حين نراها.. آمالنا لكم بأن يكون هناك مستقبلا باهرا في الشرق الأوسط".

فيديو قد يعجبك: