إعلان

الصراع السوري.. هل سيتم إزاحة إيران من ميزان القوى؟

04:17 م السبت 08 سبتمبر 2018

بوتين وروحاني واردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين (دويتشه فيله)

من جديد تعقد تركيا وروسيا وإيران مشاورات حول مستقبل سوريا، لكن المصالح المشتركة بين الأطراف الثلاثة تتقلص تدريجيا وتشهد تصدعا، وكل المعطيات تشير إلى أن إيران ستكون الخاسرة في سوريا في نهاية المطاف. فهل ستخسر إيران؟

في سوريا يترقب العالم ربما حصول آخر هجوم عسكري حاسم من قبل وحدات جيش الأسد ـ بدعم من حليفيه روسيا وإيران ـ ضد معارضيه. فآخر قلعة للمتمردين في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد على الحدود مع تركيا تتوقع هجوما واسعا لقوات النظام السوري. وواشنطن سبق وحذرت الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية. وحتى بدون هذه الأخيرة يُخشى حصول حمام دم، لأن المتمردين لم تعد لهم منطقة اخرى يتراجعون إليها. ويعيش في المحافظة نحو ثلاثة ملايين نسمة.

وتركيا المشارك الأجنبي الهام في نزاع سوريا حذرت من شن الهجوم لأسباب إنسانية ولمصالح ذاتية. فمن جهة هي تدعم بعض المجموعات المتمردة، ومن جهة أخرى هي تخشى تدفق اللاجئين على أراضيها. كما أنها تريد بشكل مستمر توطيد تأثيرها في شمال سوريا، كما هو الشأن في محافظة عفرين الكردية حيث أقامت مراكز عسكرية.

إيران تخشى فقدان التأثير

وحتى إيران حليفة الأسد قلقة على دورها في سوريا بعد سقوط إدلب. وقبل القمة الثلاثية بأيام قليلة أوفدت إيران ممثلين حكوميين ساميين لإجراء محادثات إلى دمشق، أولا وزير الدفاع أمير خاتمي الاثنين الماضي وبعدها وزير الخارجية ظريف. خاتمي أعلن في دمشق أنه أبرم اتفاقا حول التعاون العسكري وأعلن أن إيران تتطلع إلى حضور ومشاركة في عملية إعادة البناء في سوريا.

وهذه الأهداف غير واقعية، يقول الصحفي وخبير الشرق الأوسط حبيب حسينفارد في حديث مع دويتشه فيله. "إسرائيل والعربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تحاول ممارسة الضغط بكل الوسائل على إيران لتنسحب من سوريا أو أن تقلص تأثيرها. وفي حال غزو إدلب ويصبح وجود إيران ثانويا، فإن روسيا وكذلك سوريا ستفكران من جديد في دور إيران".

روسيا ـ ماتزال ـ معتمدة على إيران

روسيا عملت إلى حد الآن بالتعاون مع إيران على ضمان بقاء الأسد. وروسيا توطد في آن واحد علاقاتها مع إسرائيل التي تصر على أن تنسحب إيران من سوريا. فأي موقف ستتخذه روسيا تجاه حضور مستمر لإيران في سوريا؟

مارغريت كلاين، خبيرة شؤون روسيا والسياسة الأمنية في مؤسسة العلوم والسياسة تشرح بالقول: "روسيا لها في الحقيقة مصلحة في أن لا يتقوى موقع إيران في سوريا. وفي النهاية تتطور روسيا وإيران إلى متنافسين في بلورة النظام الاقتصادي والسياسي والعسكري في سوريا. وفي آن واحد تبقى لروسيا مصلحة ضعيفة في إخراج إيران كليا كفاعل عسكري من سوريا، لأن قوات روسيا في سوريا المؤلفة في المقام الأول من سلاح الجو ووحدات مشاة متفرقة إضافة إلى قوى خاصة وشرطة عسكرية تعتمد على مساندة قواة المشاة الإيرانية".

كما تتوفر روسيا على قليل من الوسائل لإخراج القوى الإيرانية والمساندة لها من سوريا أو إضعاف إيران في المنطقة. "موقف موسكو في الشرق الأوسط يرتكز إلى إدارة علاقات جيدة مع جميع الفاعلين"، تقول الخبيرة كلاين. وبالتالي فإن موسكو تتبع نهجا وسطيا. "فهي تحاول دفع إيران إلى الابتعاد عن المنطقة الحدودية الجنوبية المتاخمة لإسرائيل، وتسمح بموازاة ذلك بضربات عسكرية إسرائيلية ضد مواقع إيرانية في سوريا".

موقف إيران في سوريا يضعف

حسينفارد يعتبر أن النهاية المرتقبة للحرب لا تترك مجالا كبيرا للتحرك العسكري من قبل إيران وأن وقت جنرالات الحرس الثوري في الحرب السورية يصل إلى نهايته. وسوريا من جهتها لن تتمكن من بدء إعادة البناء مادامت في خصام مع أمريكا وإسرائيل بسبب إيران. "بالنسبة إلى أمريكا وإسرائيل يبقى انسحاب إيران من سوريا شرطا هاما لتلقى المساعدة المالية وكذلك إحلال سيادة البلاد. وتحتاج سوريا في ذلك إلى أكثر من 300 مليار، بل حسب بعض التقديرات إلى 1000 مليار. وهذا يقع خارج الإمكانيات الإيرانية والسورية. ولكي يكون الغرب مستعدا لدعم سوريا والسماح بعودة اللاجئين وجب على سوريا تغيير سياستها تجاه إيران".

وبالنسبة إلى تركيا المشارك الثالث في محادثات تبريز الجمعة تكون القضية الكردية أهم شيء. فهي تتطلع إلى إضعاف الأكراد في المناطق الحدودية السورية وحضور مستمر في المناطق الكردية التي تراقبها. وفي حال تحقق هذه التصورات ولو جزئيا، فيمكن لأنقرة حسب الخبراء أن تقبل بإضعاف دور إيران في المنطقة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: