إعلان

بعد استدعاء روحاني أمام البرلمان.. هل يسقط النظام الإيراني؟

12:02 ص الجمعة 31 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:
قالت صحفية "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في تقرير لها اليوم الخميس، إن الرئيس الإيراني حسن روحاني أصبح في ورطة عصية، ويتمسك بمنصبه كمن يتمسك بالحياة.

وتساءلت الصحيفة، ماذا يعني هذا بالنسبة للاتجاه الذي ستختاره إيران في مواجهتها النووية الحالية مع الولايات المتحدة؟ هل ستخضع وتوافق، أم تتمسك بأسلحتها وتبدأ في خرق الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015، وهل قد يتم الإطاحة بالنظام الإيراني أخيرًا؟

يوم الثلاثاء الماضي، استدعى البرلمان الإيراني الرئيس لتوجيه بعض الأسئلة إليه، وكان روحاني هو من مثل إيران أثناء توقيع الاتفاق النووي عام 2015، وهو من حاول التقرب من الغرب، وعارض البرلمان أغلب التفسيرات التي أدلى بها حول المحنة التي تمر بها الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وأحال الأمر إلى القضاء.

يأتي كل هذا في الوقت الذي خسرت فيه العملة الإيرانية أكثر من نصف قيمتها في الأشهر الأخيرة، واستمر أداء الاقتصاد الضعيف، حيث كان أداؤه ضعيفًا حتى قبل أن يلغي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق النووي ويعيد العقوبات على طهران.

في الغالب، لن يتم الإطاحة بروحاني في القريب العاجل، حيث أعلن المرشد الأعلى آية الله خامنئي أن طرده في هذا التوقيت سيصب في مصلحة الولايات المتحدة وأعداء إيران، وبعد أن طرد البرلمان اثنين من وزراء روحاني الاقتصاديين الرئيسيين، وطرد روحاني نفسه مدير البنك المركزي، ربما اعتقد الرئيس الإيراني أن تلك التحركات ستجنبه الهجوم السياسي المباشر، ولكنه كان مخطئًا.

طرد روحاني خارج الرئاسة الإيرانية لن يتم سوى بموافقة خامنئي، وأيضًا كان توجيه اللوم إليه أيضًا بموافقة المرشد الأعلى، وهذه السياسة التي يتبعها خامنئي وتتمثل في إبقاء روحاني في منصبه ولكن جرحه سياسيًا هي التي تلائم شخصية المرشد.

وأصبح روحاني الآن بوليصة تأمين المرشد، ويمكن لومه على المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الجمهورية الإسلامية في حال استمرارها.

وفي نفس الوقت، أعلن خامنئي أن الاتفاق النووي خطأ، وأن روحاني ومعسكره البراجماتي خرجوا من الاتفاق خاسرين، وهذا يحد من أي تهديد سياسي يمكن أن يشكله روحاني لخامنئي وأمثاله من المتشددين الإيرانيين.

وتساءلت الصحيفة، ماذا سيفعل خامنئي بعد كل هذا؟ وكيف يحاول إلقاء اللوم على روحاني؟

تعتمد إجابة هذه الأسئلة على كيف كان يرى الإيرانيون روحاني قبل يوم الثلاثاء، حيث كان هناك خبراء ينظرون إليه على أنه ينتمي لمعسكر الإصلاح وبدأ عام 2015 بالاتفاق النووي، ويقود إيران في النهاية إلى أن تصبح دولة أكثر قوة ولها علاقات صداقة بالغرب، في حين رآه آخرون على أنه يخبئ نواياه السيئة في انتظار الفرصة المناسبة وإنه ليس مصلحًا حقيقيًا حيث تم إلقاء القبض على المصلحين الحقيقيين ومنعهم من الترشح للانتخابات.

بدلًا من ذلك، كان روحاني، بحسب الصحيفة، شخصًا وديًا ليخدع الغرب ويدفعهم لتجاهل رعايتهم للإرهاب.

وبافتراض كلتا الحالتين التي يُنظر إلى روحاني بها، فإن تدميره سياسيًا يجعل صعود المتشددين، وخروج طهران من الاتفاق النووي، وإبرازها لتطوير الأسلحة النووية أمرًا مرجحًا.

وتقول الصحيفة، لا يزال هناك سؤالين لم يتم الإجابة عنهما بعد، وهما هل سيكون الضغط الاقتصادي الذي تضعه الولايات المتحدة على إيران كافيًا لجعل المتشددين يرتجفون قبل أن يقرروا اتخاذ طريق المواجهة؟ والسؤال الثاني هل سيؤدي الضغط الاقتصادي لإسقاط النظام في مواجهة الاحتجاجات الشعبية قبل أن يتمكن من تنفيذ أسلحته النووية؟

وتقول الصحيفة في ختام تقريرها: "يخشى غالبية الخبراء من أن إيران ستتجه للمواجهة بدلًا من التوصل إلى حل وسط، وأن النظام منظم بشكل جيد لدرجة أنه لن يتم الإطاحة به، وبالنسبة للخبراء الذين يعارضون هذا، فإن إظهار روحاني بهذا المنظر يعني أن المواجهة تقترب بشكل كبير، وأن تغيير النظام أمر لا بد منه"

فيديو قد يعجبك: