إعلان

جولة ماتيس في آسيا هدفها إصلاح العلاقات التي أربكها ترامب

01:33 م السبت 30 يونيو 2018

وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(أ ف ب):

أمضى وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس اربعة ايام في شرق آسيا سعى خلالها للحفاظ على علاقات تسبب رئيسه دونالد ترامب في ارباكها، وهي تتسم بالطابع الودي مع كوريا الجنوبية واليابان، ويغلب عليها التنافس مع الصين.

وبات هذا الدور مألوفا لكبير مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، ليس فقط في آسيا بل ايضا في انحاء اوروبا والشرق الاوسط. ومع تسبب ترامب بارباك العلاقات الواحدة تلو الاخرى مثيرا استفزاز الخصوم وتوتر الاصدقاء، يحرص ماتيس على الحفاظ على تلك العلاقات وركائزها التقليدية.

واضطر هذا الاسبوع إلى ابلاغ القادة وكبار المسؤولين في كوريا الجنوبية واليابان -- الحليفين الوثيقين اللذين اعتمدا على المظلة الامنية الأمريكية لعشرات السنين -- بأن واشنطن لا تزال ملتزمة حمايتهما.

وكان ذلك من الاعراف القديمة قبل ان يلغي ترامب فجأة مناورات دفاعية مع كوريا الجنوبية، لاقناع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون بالتفاوض على التخلي عن اسلحته النووية.

واضطر ماتيس ايضا لاسكات الضجة التي احدثتها حرب ترامب التجارية على الصين وتوجيهه احد اشد تحذيراته في السنوات الاخيرة، وهي أن الولايات المتحدة ضاقت ذرعا بالنزعة التوسعية العسكرية لبكين في المنطقة.

والتحدي أمامه كان جعل الصينيين يصغون لرسالته المقتضبة والدقيقة وعدم خلطها بحرب ترامب التجارية، بغية تجنب المبالغة في ردود الفعل.

وقال ماتيس للرئيس الصيني شي جينبينغ "أنا هنا للابقاء على علاقاتنا في المسار الصحيح، والحفاظ عليها في الاتجاه الصحيح وتبادل الاراء مع قيادتكم العسكرية، والنظر في الخطوات المستقبلية".

ويصر ماتيس، البالغ من العمر 67 عاما الذي خدم في البحرية خلال عدة حروب ونزاعات، ودرس التاريخ بعمق، على انه يعكس سياسة الادارة.

لكن مع ترامب، فإن الحؤول دون تدهور العلاقات المهمة يعد معركة شاقة.

فاليابان وكوريا الجنوبية على حد سواء تشعران بقلق بالغ ازاء الالتزام الامني الأمريكي بعد قمة ترامب التاريخية مع كيم في سنغافورة في 12 يونيو.

وفي حين اتفقا على محادثات بشأن نزع الاسلحة النووية، الغى ترامب فجأة مناورات أمريكية كورية جنوبية مهمة كانت مقررة لوقت لاحق هذا العام.

ورغم فعالية تلك المناورات بمواجهة كوريا الشمالية، إلا أن ترامب وصفها "بالمكلفة" و"الاستفزازية".

وفي سبيل تهدئة قلق الحلفاء في سيول، اضطر ماتيس للقول علنا بأن عديد القوات الاميركية في كوريا الجنوبية، ركيزة الالتزام الدفاعي الأمريكي، سيبقى "حجز الزاوية" للاستقرار الاقليمي.

ولم يضطر اسلافه للسفر الى المنطقة لتوضيح الموقف بهذا الشكل.

قلق متزايد

ومع ذلك ووسط السرية الكبيرة التي تحيط بالمفاوضات الأمريكية مع بيونجيانج، فإن الحلفاء ما زالوا غير مقتنعين.

وقال جيمس شوف، الخبير البارز السابق في البنتاغون لشؤون شرق آسيا وحاليا في برنامج كارنيغي آسيا ان "قلقهم يتزايد حيال مصداقية تاكيداتنا".

وفي اجتماعاته الجمعة مع رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي ووزيري الخارجية والدفاع، سمع ماتيس مرارا بأنه اذا اجرت الولايات المتحدة مفاوضات فقط لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية والصواريخ البالستية البعيدة المدى القادرة على ضرب الاراضي الاميركية، فإن اليابان ستظل تشعر بأنها امام تهديد مباشر.

ومارست طوكيو ضغوطا على وزير الدفاع الاميركي للتأكيد بأن تشمل المحادثات اسلحة الدمار الشامل الاخرى الكيميائية والبيولوجية لكوريا الشمالية وصواريخها البالستية المتوسطة المدى القادرة على بلوغ كوريا الجنوبية واليابان.

ولم يتمكن ماتيس من تقديم ذلك الوعد قائلا ان المحادثات يجريها "دبلوماسيون".

لكن ماتيس قال ان الجانبين ناقشا امكانية تعزيز العلاقات العسكرية وقال لوزير الدفاع الياباني ايتسونوري اونوديرا ان "يتذكر ان لديه صديقا في البنتاغون".

وفي الصين سعى ماتيس لتحذير بكين من ان عسكرة جزر صغيرة في بحر الصين الجنوبي وزيادتها الضغوط على تايوان، الحليف الامني القديم للولايات المتحدة الذي تعتبره الصين مقاطعة منشقة، تقترب من تجاوز الحدود.

ربما كانت تلك احدى اكثر الرسائل جدية وحساسية لماتيس خلال 17 شهرا في عمله مع ادارة ترامب.

لكنها تاتي في وقت يبدو ترامب على وشك شن حرب تجارية شاملة ضد بكين، ما قد يؤدي الى قيام بكين بخلط المسألتين والخروج برد فعل مبالغ.

ورغم ان المسؤولين الاميركيين أكدوا بان المسؤولين الصينيين شاركوا بايجابية في المحادثات، فإن الرئيس شي رفض في بيان الانتقادات بشأن بحر الصين الجنوبي وتايوان قائلا أن الصين لن تتنازل عن "ِشبر واحد" من اراضيها.

لكن الاستقبال الذي حظي به ماتيس في بكين، والاجتماع مع كبار القادة العسكريين، اظهر بأنهم مستعدين للاصغاء اليه.

ومع ذلك فإن القادة في شرق آسيا وسواها ما زالوا يتساءلون عما اذا كان ماتيس، بقدر ما هو جدير بالثقة، يلقى آذانا صاغية لدى ترامب.

وقال شوف "هناك بعض المسائل التي لا يمكن للقادة الاسيويين السيطرة عليها. وماتيس يدرك ان هنك بعض العناصر التي ربما لا يستطيع السيطرة عليها".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: