إعلان

الأسد يربح مجددًا .. الغوطة الشرقية خالية من فصائل المعارضة

04:34 م الإثنين 02 أبريل 2018

الرئيس السوري بشار الأسد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

مفاوضات شاقة استمرت لبضعة أسابيع بين جيش الإسلام؛ الفصيل المعارض الأكبر في الغوطة الشرقية لدمشق، والجانب الحكومي السوري وحليفته روسيا، إلى أن تم التوصل لاتفاق يقضي بخروجهم من معقلهم الأكبر والأخير وتسلميه للرئيس السوري بشار الأسد.

وبخروج جيش الإسلام من معقله الأخير في دوما، تُصبح الغوطة الشرقية لدمشق خالية من فصائل المعارضة، بعد اتفاق إجلاء قضى بخروج جميع الفصائل خلال الأيام الماضية، ليكسب الأسد معركته ضد المعارضة المسلحة في الغوطة.

وانتهت السبت، عملية إجلاء مقاتلي فيلق الرحمن ومدنيين من جنوب الغوطة الشرقية بخروج أكثر من 40 ألف شخص على مدى ثمانية أيام، وكان تم الأسبوع الماضي إجلاء أكثر من 4600 شخص من مدينة حرستا.

وإثر هجوم جوي عنيف بدأته في 18 فبراير الماضي، ترافق لاحقًا مع عملية برية، ضيقت القوات الحكومية تدريجًا الخناق على الفصائل المعارضة، وقسمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب، وبعدما ازداد الضغط عليها، دخلت كل من الفصائل منفردة في مفاوضات مباشرة مع موسكو، انتهت بإجلاء من جيبي حرستا وجنوب الغوطة، ثم دوما.

ومع إخلاء بلدات عربين وزملكا وعين ترما من مقاتلي فيلق الرحمن، بات الجيش السوري يسيطر على 95 بالمئة من مساحة الغوطة الشرقية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

لم تجد روسيا أي صعوبة في التفاوض مع الفصائل المتمركزة في حرستا وجنوب الغوطة الشرقية، أما قادة جيش الإسلام فلطالما كرروا رفضهم أي حل يتضمن إجلاءهم من المنطقة.

وكانت قوات الحكومة تعزز انتشارها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع المفاوضات تمهيدًا لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع فصيل جيش الإسلام، إلى أن أعلنت روسيا التوصل إلى اتفاق مع جيش الإسلام الأحد الماضي.

وبدأت ظهر اليوم الاثنين، عملية إجلاء مقاتلين من جيش الإسلام مع أفراد من عائلاتهم من مدينة دوما، إذ خرجت حافلتين من مدينة دوما على متنهما عدد من مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس.

ولم يصدر أي تعليق لجيش الإسلام حول الاتفاق الذي أعلنه في وقت لاحق الجيش الروسي، بعد أن كان الإعلام الرسمي السوري تحدث عنه.

ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفًا لقوات الحكومة السورية كونها إحدى بوابات دمشق، وخسارتها تعني استمرار تهديد أمن العاصمة.

وشكّلت الغوطة الشرقية منذ العام 2012 معقلاً لفصائل المعارضة المتمركزة قرب العاصمة دمشق، والتي كانت تطمح في السيطرة على العاصمة، وبعد أن تمكنت من السيطرة على أحياء عدة فيها، استعادتها القوات الحكومية بعد أسبوعين فقط، وبقيت الفصائل داخل معقلها بالغوطة.

وخلال خمس سنوات؛ تعرضت الغوطة الشرقية لقصف مدفعي وجوي عنيف من قبل قوات الحكومة أودى بآلاف المدنيين، وأسفر عن دمار كبير في الأبنية والبنى التحتية، بالإضافة إلى ما سببه الحصار المُحكم والمُطبق منذ عام 2013، إلى نقص المواد الغذائية والطبية اللازمة للمعيشة.

وأفاد المرصد السوري، الأحد، بالتوصل إلى "اتفاق نهائي" بين روسيا وفصيل جيش الإسلام في مدينة دوما يقضي "بخروج مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم والمدنيين الراغبين إلى شمال سوريا، على أن تدخل الشرطة العسكرية الروسية إليها" في خطوة أولى قبل دخول المؤسسات الحكومية.

وأكد التلفزيون السوري الرسمي، أن الاتفاق ينص على خروج المقاتلين إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، كما ينص على تسوية أوضاع المتبقين، وعودة جميع مؤسسات الدولة وتسليم المعارضين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة.

كما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، اليوم الاثنين، بأن الاتفاق الروسي مع فصيل "جيش الإسلام" المعارض للخروج من مدينة دوما بالغوطة الشرقية سيكون على 3 مراحل.

وأوضح عبد الرحمن - في اتصال هاتفي مع قناة "سكاي نيوز" الإخبارية - أن المرحلة الأولى تشمل السماح للعناصر السابقين بما يعرف بالاتحاد الإسلامي المعتزلين للقتال ولنشطاء وجرحى بالخروج من مناطق جيش الإسلام تجاه مدينة إدلب.

وأضاف أن المرحلة الثانية ستكون بدخول الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة دوما بهدف طمأنة المدنيين، مشيرًا إلى أن المرحلة الثالثة ستكون بخروج من المدينة من لا يرغب بالاتفاق مع الروس إلى مدينة "جرابلس".

فيديو قد يعجبك: