إعلان

بين التحول للاستبداد وظهور كيان جديد.. كيف تؤثر الاحتجاجات على ماكرون؟

09:10 م الأحد 09 ديسمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

لم يفز إيمانويل ماكرون في أي مواجهة أمام المحتجين منذ توليه رئاسة فرنسا، فخلال ما يقرب من العامين كانت التظاهرات تشتعل بين الحين والآخر احتجاجًا على سياسات الرئيس، التي دومًا ما تنتهي بتغليب كِفة الشعب.

ويبدو أن الرئيس الفرنسي أصبح في مأزق كبير، خاصة بعد تحول شعارات المتظاهرين في بلاده من إلغاء الضرائب على الوقود إلى "إسقاطه هو نفسه".

وأبدت الناشطة السياسية الفرنسية تالياني كاي تخوفها من الأوضاع في فرنسا، قائلةً: "أخشى أن يتحول النظام الحالي إلى كيان استبدادي، خاصة وأن الدستور الفرنسي لا يترك لنا إمكانية إسقاطه"، لافتةً إلى أن هدف التظاهرات الحالية إطاحة ماكرون.

الصمت الذي ألتزم به ماكرون على وشك الانسكار، خاصة بعدما أعلن مصدر بقصر الإليزيه، اليوم الأحد، إن الرئيس سيجتمع بممثلين عن النقابات العمالية واتحادات أرباب الأعمال وجمعيات المسؤولين المحليين المنتخبين، غدًا الإثنين.

ويأتي الاجتماع في أعقاب وقوع أعمال عنف شهدتها رابع عطلة أسبوعية أثناء احتجاجات حركة "السترات الصفراء"، إذ ألقى محتجون مناهضون للحكومة الحجارة وأضرموا النار في سيارات ونهبوا وخربوا محالاً تجارية ومطاعم بأنحاء البلاد.

وقال المصدر: "يريد الرئيس جمع كل الأطراف السياسية والمحلية والقوى الاقتصادية والاجتماعية في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد من أجل سماع صوتها ومقترحاتها بغية تعبئتها للقيام بإجراء".

ماكرون عالق

وأكدت الناشطة السياسية الفرنسية، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن ماكرون أصبح عالقًا في العديد من إصلاحاته الداخلية "البطالة والأوضاع الاقتصادية".

وتابعت: "لقد فقد الكثير من الثقة لدى الاتحاد الأوروبي رغم دعم الأخير له. وفي الأحداث الأخيرة لم يتمكن من السيطرة على الأمر، ما أثر على مكانته".

وفي صحيفة "الأهرام"، حذر الدكتور عبد العليم محمود الكاتب الصحفي، من أن "الأزمة الحالية ما تزال قائمة ومفتوحة على احتمالات عديدة وأسئلة كبرى في الحياة السياسية الفرنسية، من بينها أن تتماثل نتائجها مع تظاهرات مايو 1968 التي أفضت إلى استقالة ديجول رغم الفارق بين ماكرون وبينه.. على الرغم من تراجع الحكومة عن قراراتها فإن الضرر قد لحق بصورة الرئيس وحكومته".

جان باتيست المحلل السياسي الفرنسي والكاتب بصحيفة "لو فيجارو"، أكد أن المتظاهرين يطالبون برحيل ماكرون، بالإضافة إلى أنه سمع الشعار الشهير جدًا "CRS SS" في التظاهرات الحالية، وهو شعار رفعه العمال خلال انتفاضة الستينيات، إلا أنه استبعد أن تتكرر تلك التجربة مرة أخرى.

وأوضح في تصريحات لـ"مصراوي" أن التظاهرات بدأت من قبل الطلاب، ثم توسعت سريعًا حتى شملت كل أطياف الشعب للمطالبة بإصلاح الحكومة ككل، لافتًا إلى أن التظاهرات الحالية تأتي نتيجة ضعف الاقتصاد المحلي، بعدما وصلت البطالة في فرنسا إلى 9.3 %، بالإضافة إلى القوة الشرائية للمواطنين التي أصبحت ضعيفة للغاية، بيد أن الأجور عادية وليست مرتفعة.

هل نشهد كيانًا سياسيًا جديدًا؟

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الرحمن شلقم، تحدث في مقاله بصحيفة "الشرق الأوسط"، عن الأثر الذي ستتركه التظاهرات على مستقبل ماكرون في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي ستتوقف نتائجها على مخرجات سياسات الرئيس المالية، موضحًا أن باريس مهيأة لإنتاج كيان سياسي جديد.

فيما أكد الكاتب الصحفي في صحيفة "الأهرام" عبد العليم محمود أن الشروع في تنفيذ سياسات ماكرون "فاق قوة احتمال قطاع كبير من الطبقة المتوسطة والطبقات الشعبية، في وقت لم تهتم الحكومة بآراء هذه الفئات ولا ممثليها ولم تأخذ في الاعتبار حاجة هذه الفئات المشروعة، ليس فحسب لعدم تحمل العبء الأكبر من تمويل الانتقال البيئي والمناخي لهذه الطبقات، بل وأيضًا حاجتها للتقدير والاعتبار والاحترام والتفاعل مع مطالبها باعتبارهم يمثلون فرنسا العميقة في الريف والعديد من المدن والمناطق الحضرية".

وبالمثل، لفت عبد الحق عزوزي، في صحيفة "الجزيرة" السعودية، إلى أن "الاضطرابات تمثل معضلة لماكرون الذي يصور نفسه بطلاً في مواجهة تغير المناخ، والذي تعرض للسخرية لعدم تواصله مع الناس العاديين في وقت يقاوم فيه تراجع شعبيته".

فيديو قد يعجبك: