إعلان

نيويورك تايمز: مصير غامض يواجه أكبر ممول سعودي لسد النهضة الإثيوبي

10:16 م الجمعة 16 مارس 2018

سد النهضة

كتب- عبدالعظيم قنديل:

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على اختفاء رجل الأعمال السعودي، محمد العمودي، أكبر المستثمرين، والمساهم الرئيسي في سد النهضة، الذي تقدر ثروته بأكثر من 9 مليارات دولار.

وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أمس، الجمعة، إن حياة العمودي أخذت منحى حاداً في نوفمبر الماضي، بعد أن قامت السلطات السعودية باحتجازه وزوجته الإثيوبية ضمن قائمة طويلة من الاعتقالات التي طالت العديد من الأمراء والمليارديرات السعوديين في حملة مكافحة الفساد، التي يقودها الأمير محمد بن سلمان.

يذكر أنه جرى توقيف العديد من الأسماء البارزة اقتصاديا وأمنيا، في السعودية منهم الأمير الملياردير الوليد بن طلال، ورئيس الحرس الوطني المعزول، متعب بن عبدلله، بتهم تتراوح بين غسيل الأموال والرشى وصفقات سلاح مشبوهة.

وأشار التقرير إلى الإفراج عن كل المحتجزين في قضايا فساد، بما في ذلك الأمير الوليد بن طلال وابن عم العمودي محمد عبود العمودي، لكن حتى اللحظة لا يعلم أحد مصير محمد العمودي، تاركاً إمبراطورية واسعة توظف أكثر من 70 ألف شخص في حالة من الغموض.

كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مدير مكتب "العمودي" قوله: "كان في فندق ريتز كارلتون، ولكننا أخبرنا أفراد عائلته بأنه قد تم نقله، مع آخرين، إلى فندق آخر"، مضيفًا: "لسوء الحظ ، نحن لا نعرف أين. وهو على اتصال منتظم بأسرته ويتم معاملته بشكل جيد".

وفي حين أن "العمودي" يفتقر إلى النسب الملكي، لكنه تمكن بطرق عديدة التواصل مع الأوساط الحاكمة بالمملكة، على غرار العديد من رجال الأعمال الذين يمتلكون أصولاً في جميع أنحاء العالم، ولديهم علاقات وثيقة مع الحكومات السابقة، وفق التقرير الذي أوضح أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز ساند مشاريع التنمية الزراعية للعمودي، والتي هدفت إلى تزويد المملكة العربية السعودية بالأرز عبر مشروع زراعي مترامي الأطراف في إثيوبيا.

جدير بالذكر أن العمودي ولد في 21 يوليو 1946م في إثيوبيا من أم اثيوبية وأب حضرمي تعود أصوله إلى حضرموت في اليمن، وتربي في السعودية البلد الذي يقيم فيه. ويملك محفظة استثمارية متنوعة ليس فقط في قطاع النفط، بل في قطاع المناجم والزراعة والفنادق والمصافي والتمويل والصيانة.

وتعد شركات رجل الأعمال السعودي الداعم الأول والشريك الرئيسي لإدارة الإنشاءات في مشروع سد النهضة بالشراكة مع "ساليني" الإيطالية من خلال مصنعين للأسمنت يتم توريد معظم إنتاجهما إلى السد الإثيوبي إلى جانب المصنع الوطني للأسمنت التابع للحكومة الإثيوبية، فضلا عن الشحنات التي يوردها مصنع "Messebo" الوطني التابع للحكومة الإثيوبية.

وبحسب التقرير؛ أنكر المسؤولون السعوديون أن يكون أي شخص قد تعرض لسوء المعاملة خلال حملة التطهير، لكن الأشخاص الذين لديهم معرفة بالاعتقالات قالوا إن ما يصل إلى 17 من المعتقلين يحتاجون إلى رعاية طبية بسبب سوء المعاملة، وتوفي أحدهم لاحقاً في الحجز، ومن المرجح أن يقوم المسؤولون السعوديون بتحقيق موسع قدر المستطاع للاستيلاء على أصول "العمودي" داخل البلاد وخارجها.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن محمد العمودي انتقل إلى المملكة في سن المراهقة. على الرغم من وجود القليل من التفاصيل الدقيقة عن كيفية تكوينه ثروة هائلة، إلا أنه تمكن من تكوين علاقات مؤثرة، وكان أهمها علاقته بالأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي شغل منصب وزير الدفاع وولي العهد قبل وفاته في عام 2011، حيث أدار العمودي أعمالاً تعتمد على أموال الأمير وموقعه، حسبما قال زملاؤه.

ولفت التقرير إلى أن محمد العمودي واجه اتهامات بعد ثلاث سنوات من هجمات 11 سبتمبر برعاية الإرهاب الدولي، بسبب تمويله للجمعيات الخيرية الإسلامية المثيرة للجدل، مضيفًا أنه قد تبرع بملايين الدولارات لمؤسسة كلينتون وعرضت طائرته الخاصة أن تحمل الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إلى إثيوبيا في عام 2011. وأثار هذا العرض نقاشًا داخليًا داخل المؤسسة، وفق ما أظهرته رسائل البريد الإلكتروني المتسربة.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن محمد العمودي حظي بشعبية كبيرة في إثيوبيا، ويصوره حلفاؤه هناك بأنه رجل خير وبطل للنمو الإفريقي، منوهة بأن العمودي ساعد في بناء مستشفى في أديس أبابا ، ومولّ برامج علاج الإيدز، لكنه دعم منذ فترة طويلة الجبهة الديمقراطية الشعبية الإثيوبية التي حكمت البلاد منذ أكثر من ربع قرن، الأمر الذي أغضب أنصار المعارضة.

وقال سيماهجن جاشو أبيبي، الأستاذ المساعد للدراسات الدولية في كلية إنديكوت: "عندما تم سجنه، انقسم الرأي العام الداخلي في إثيوبيا، لاسيما أن المعارضة سعيدة لأنها تعتقد أن هذا سيُضعف النظام إلى حد كبير".

لكن بالنسبة للحزب الحاكم في إثيوبيا، فقال: "إنها خسارة فادحة".

ويرى كثيرون أن السيد العمودي أقل من كونه ابنًا مخلصًا لوطنه الأم، وليس سعوديًا، وقد تسببت بعض عمليات التعدين التي قام بها، لا سيما في منطقة إثيوبية تدعى أوروميا ، في استياء واحتجاجات واعتقالات.

وقال هنوك غابيسا، وهو زميل أكاديمي زائر في كلية الحقوق بجامعة لي بواشنطن، "إن الحكومة والشعب في جميع أنحاء الدولة سيفتقدونه بالتأكيد". "أنا متأكد من أن الناس في منطقة أوروميا يشعرون بأنهم تعرضوا لسرقة مواردهم الطبيعية".

وتابع قائلًا: "إن وجوده وغيابه يحدثان فرقاً كبيراً في إثيوبيا".

فيديو قد يعجبك: