إعلان

نيويورك تايمز: جورباتشوف الملعون من بعض الروس لا يزال لديه الكثير

05:50 م الخميس 02 يونيو 2016

ميخائيل جورباتشوف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - سامي مجدي:
لا يزال الجدل يثار بين حين واخر في روسيا الاتحادية حول انهيار الاتحاد السوفيتي السابق قبل أكثر من عقدين من الزمان؛ فبعض الروس يحملون اخر رؤساء الاتحاد السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، مسؤولية انهيار القوة العظمى الثانية أوائل تسعينات القرن الماضي.

في الأشهر الأخيرة، بدى إصرار العديد من الشخصيات العامة، بينها واحد على الأقل من أقرب المقربين للرئيس فلاديمير بوتين، على أن روسيا تعلن رسميا أن ميخائيل جورباتشوف مجرما بالمساعدة على انهيار الاتحاد السوفيتي.

ويطالب البعض بانتظام - بحسب صحيفة نيويورك تايمز - بمحاكمة جورباتشوف على أحداث، ليس أخرها كما قال أحد أعضاء البرلمان، كشف عمليات "الطابور الخامس" في روسيا.

تقول الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني في الأول من يونيو الجاري إن ملاك "فندق أوكرانيا" الفخم رفضوا تقاضي مقابل حفل عيد ميلاد جورباتشوف ال85.

يقول ألكسي فينديكتوف، رئيس تحرير محطة راديو موسكو ايكو، وسيلة الإعلام الرئيسية للروس الليبراليين، "قالوا إنه بدون جورباتشوف لانتهى بهم الحال كتجار صغار في السوق ومجرمين يتعاملون في السلع المهربة. قالوا: الآن نحن ملاك كل ذلك بفضل جورباتشوف! وليس كوبيك! (عملة روسية)".

في مقابلة، تجاهل جورباتشوف حقيقة أنه بعد 25 سنة من انهيار الاتحاد السوفيتي لا يزال من أكثر المكروهين في روسيا.

ويقول "إنها حرية تعبير".

تقول الصحيفة إنه من الواضح أن الخط الرسمي الذي يشوه الديمقراطية التقليدية، جنبا إلى جنب مع فكرة وجوب محاكمته، يؤرقه، لذا يكتب مقالات وكتب حول الحاجة إلى تعزيز الحرية في روسيا. واخر جهده تمثل في كتاب "روسيا الجديدة" كان قد صدر في الولايات المتحدة أواخر مايو.

بالطبع هناك أيضا إعجاب عظيم به لدى الروس، تقول الصحيفة. فالبعض يوقره لإدخاله البيريسترويكا (سياسة إصلاح النظام الاقتصادي والسياسي) أو إعادة هيكلة مشمولة بالانفتاح ما ساعد على التخلي عن أسوأ أدوات قمع النظام الشيوعي.

وأوضحت الصحيفة أن جورباتشوف قاد الطريق، لو بتردد، نحو حرية التعبير والتجارة الحرة والحدود المفتوحة.

وقال ديمتري موراتوف رئيس تحرير صحيفة نوفايا غازيتا، واحدة من الصحف القليلة التي لا تزال مستقلة ويمتلك جورباتشوف 10 في المئة من اسهمها، "البعض يحبونه لجلبه الحرية، واخرون يبغضونه لجلبه الحرية".

أما المجتمع ككل فيحمله المسؤولية عن فقدان الإمبراطورية السوفيتية وتركهم مواطني بلد درجة ثانية، حتى إذا أقروا كأفراد بأنه فتح أمامهم وأمام أطفالهم مساحات جديدة، على ما تقول نيويورك تايمز.

يقول فينديكتوف "المجتمع لا يحبه؛ إنه معاد لبوتين. بوتين هو البَنَّاء وهو غير البَنَّاء".

ووصف فينديكتوف هذا الفهم بأنه غير عادل.

في المقابلة قال جورباتشوف "أظل أقول إن روسيا بحاجة إلى المزيد من الديمقراطية".

تقول الصحيفة إن المقابلة التي استمرت ساعة جرت في مؤسسته التي تقلصت، حيث مكتبه مزين برسومات زيتية من تحقيق زوجته التي توفت بمرض سرطان الدم (اللوكيميا) في 1999.

وأضاف جورباتشوف "نسمع، حتى من أشخاص مقربين من بوتين، تصريحات تؤكد الاستبداد، التي تؤكد الحسم وتشير إلى أن الديمقراطية يمكن أن تتحقق فقط في المستقبل البعيد".

وتابع "أعتقد أن إذا كانت الديمقراطية راسخة في الجذور وإذا كانت قائمة على الانتخابات وإذا كان لدى الناس فرصة انتخاب القادة على فترات منتظمة، فأعتقد أن ذلك ما نريده. هذا هو أساس الاستقرار في السياسة الخارجية والداخلية".

وأشارت الصحيفة إلى أن جورباتشوف في سنوات غسقه كان شخصية منعزلة. فمعظم معاصريه فارقوا الحياة. فهو ناقد بما يكفي لغياب الديمقراطية تحت حكم بوتين، حيث تتجنبه قنوات التلفزيون الرسمية. كما أن وفاته أعلنت أكثر من مرة.

تقول الصحيفة إن جورباتشوف لا يحمل بوتين خطأ غياب الديمقراطية في روسيا رغم أنه كان كثير الانتقاد للرئيس عندما صدر كتابه في روسيا العام الماضي.

وقال جورباتشوف في ذلك الوقت "بدأ (بوتين) يعاني من نفس المرض الذي اعتدت أن أعاني منه. يعتبر نفسه نائب الرب، رغم ذلك لا أعلم ما يهم".

وتضيف أنه واخرين عددوا الكثير من الأسباب لتخفيف انتقاده.

"أولا أن جورباتشوف لا يتمتع لحصانة عن المحاكمة، وهكذا مثل الكثير من منتقدي الحكومة يشعر بعدم الارتياح بشكل متزايد من أن الكرملين يسحب الحريات المدنية تدريجيا. وقال إنه يخشى من أن يُعلن "عميلا أجنبيا"، وهي تسمية من عصر ستالين تعني "مخبرا"، والآن تستخدم لإغلاق عشرات من منظمات المجتمع المدني.

وقال "هناك عدد قليل للغاية من الناس أصحاب الافكار الرجعية في هذه البلاد والذين يعلنون بالفعل أني عميل أجنبي - يعتقدون أنني أعمل مع شخص ما".

"ثانيا، إنه يلقي معظم العلل السياسية والاقتصادية التي تغرق روسيا كإرث منافسه المكروه الرئيس السابق بوريس يلتسن، ما يمنح بوتين مسارا للتصحيح الضروري".

"ثالثا، يتفق مع بوتين بشأن العديد من القضايا، خاصة في السياسة الخارجية. فقد دعم استعادة موسكو للقرم، على سبيل المثال، بوصفه أن الاستفتاء الشعبي شرعي - رغم عقده تحت تهديد السلاح. ذلك الموقف جعله يمنع من دخول أوكرانيا لمدة خمس سنوات"، تقول نيويورك تايمز.

وكأكثر رجل مسؤول عن إنهاء الحرب الباردة، تقول الصحيفة، يشعر جورباتشوف بالخيانة من الغرب - الولايات المتحدة على وجه الخصوص - لعب دور المنتصر وعامل روسيا على أنها العبد المنبوذ، وجعل قوات الناتو والاتحاد الأوروبي قريبة جدا من حدودها.

وقال "كان هناك مزاج من النصر بنهاية الحرب الباردة والتي تشاركها الكثير من الأمريكيين. كانت تلك نقطة الانطلاق لانهيار كل شيء".

مع ذلك يختلف مع بوتين بشأن القضايا الداخلية حتى وإن كان يبقي يلتسن في المقدمة، بحسب الصحيفة.

تقول الصحيفة إن جورباتشوف ويلتسن كانا متنافسين لفترة طويلة، وشعرا بالسرور لإهانة بعضها البعض.

ويكن جورباتشوف احتراما يلتسن - لكن بتذمر - لتدخله لمنع انقلاب الجناح اليمني الذي سعى للإطاحة برئاسته في 1991، لكنه يعطي علامات منخفضة لبقية ولايته الفوضوية التي أعطت الديمقراطية سمعة سيئة في روسيا.

وقال جورباتشوف "لا أزل لا أفهم لماذا يعتبر يلتسن بطلا في الولايات المتحدة رغم أنه كان استبداديا".

ولفتت نيويورك تايمز إلى إن جورباتشوف قليلا ما يسافر الآن، فهو يقسم وقته بين مكتبه والريف خارج موسكو.

ووصف موت زوجته بأنه "أعظم خسارة" حدثت له.

ولا يزال جورباتشوف يشرب الفودكا مع أصدقائه رغم زياراته العرضية للمستشفى.

فيديو قد يعجبك: