إعلان

ما الختان، وأين يُمارس؟ ولماذا؟

09:44 ص الخميس 07 فبراير 2019

لندن (بي بي سي)

تتعرض واحدة بين كل 20 فتاة وامرأة لشكل من أشكال الختان، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

ويعني ذلك أن 200 مليون أنثى تعيش اليوم تعرضت لتغيير أو استئصال كل أعضائها التناسلية الخارجية أو بعض منها.

وفي اليوم العالمي لعدم التسامح مطلقا مع ختان الإناث في السادس من فبراير، تنادي الأمم المتحدة بإنهاء ممارسة الختان.

وعادة ما تخضع السيدات والفتيات للختان في مرحلة الطفولة، وأحيانا في مرحلة المهد والرضاعة، أو في وقت لاحق في مرحلة المراهقة.

وتسبب عملية الختان مشاكل جسدية ونفسية غالبا ما يستمر تأثيرها على النساء لبقية حياتهن.

تقول بشارة شيخ هامو، من إحدى المجتمعات المحلية في كينيا "تعرضت للختان عندما كنت في الحادية عشرة. أخبرتني جدتي أن الختان ضروري لكل فتاة، فهو يجعلنا طاهرات".

لكن ما لم يقله أحد لبشارة هو أن الختان سيتركها تعاني اضطرابا في الدورة الشهرية ومشاكل في المثانة مدى الحياة، وسيتركها عرضة للإصابة المتكررة بالعدوى، وعندما يحين الوقت لن تستطيع الولادة إلا قيصريا.

ما الختان؟

الختان هو قطع أو استئصال أعضاء تناسلية خارجية للأنثى.

وغالبا ما تنطوي عملية الختان على استئصال أو قطع الشفرين والبظر، وتصفها منظمة الصحة العالمية بأنها أي إجراء يجرح أعضاء الأنثى التناسلية لأسباب غير طبية.

ويُلحق الختان بالنساء والفتيات ضررًا جسديًا ونفسيا، وليس لهذه العملية أي فوائد صحية.

ويتسبب الختان في ألم نفسي بالغ، ويؤثر سلبا على علاقات النساء وعلى نظرتهن لأنفسهن. وغالبا ما تجري عملية الختان رغمًا عن الأنثى أو بإجبارها.

وقصّتْ بشارة لبي بي سي كيف تعرضت للختان مع أربع فتيات أخريات قائلة: "عصبوا عيني، ثم أوثقوا يداي من وراء ظهري، ثم فتحوا ساقَيّ وحددوا موضع الشفرين، وبعد دقائق معدودة شعرت بألم حاد. صرختُ، لكن عبثا فعلت. حاولتُ أن أتملص، لكنهم كانوا يقبضون على ساقي بإحكام".

تقول بشارة إن الأمر كان "مثيرًا للشفقة. إنه أحد أقسى أنواع الإجراءات الطبية، وهو غير صحي تماما. وقد فعلوا الشيء نفسه مع بقية الفتيات".

ختان الإناث "يمارس على نطاق متزايد في بريطانيا"

وكان مُسّكن الألم الوحيد المتاح هو علاج عشبي تقليدي "كان ثمة تجويف في الأرض، وبه عشب، ثم أوثقوا ساقي كما النعجة ومسدّوا موضع الجرح بالعشب. ثم قالوا: الفتاة التالية، التالية، وأمسكوا بفتاة أخرى ...."

وعلى الرغم من أن الختان محظور قانونيا في العديد من الدول، إلا أنه لا يزال يتم بشكل روتيني في أجزاء من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى في العالم داخل مجتمعات وافدة من بلدان يشيع فيها إجراء الختان.

أربعة أنواع للختان

النوع الأول: قطع البظر. وفيه يُستأصل البظر الحسّاس كليا أو جزئيا مع الجلد المحيط به.

النوع الثاني: الاستئصال. وفيه يُستأصل البظر كليا أو جزئيا كما يُستأصل الشفرين الصغيرين (الشفتين الداخليتين المحيطتين بالمهبل).

النوع الثالث: الختان التخييطي. وفيه يُقطع ويعاد ضبط موضع الشفرين الصغيرين والكبيرين(الشفتين الخارجيتين المحيطتين بالمهبل). وهذا عادة ما يتضمن عملية تخييط لا تترك سوى فتحة صغيرة.

ولا تترك هذه العملية ألمًا وضِيقًا بالغَين فحسب، وإنما تترك الضحية عرضة للعدوى المستمرة.

ولا تترك ما تتضمنه العملية من إغلاق للمهبل ومجرى البول سوى فتحة صغيرة جدًا يمرّ من خلالها سائل الطمث وكذلك البول.

وأحيانا ما يكون الفتح المتبقي بعد عملية التخييط بالغَ الصغر بحيث لا يمكن معه ممارسة الجنس أو الولادة إلا بفتح آخر - مما يتسبب غالبا في مضاعفات تضرّ بالأم والجنين معا.

النوع الرابع: وهو يشمل كافة الإجراءات الضارة الأخرى كوخْز وثقْب ونحْت وكشْط وكيّ البظر أو منطقة الأعضاء التناسلية.

لماذا يتم الختان؟

أكثر الأسباب المرصودة لإجراء الختان هي: القبول الاجتماعي، الدين، المفاهيم المغلوطة بشأن الصحة، واعتباره وسيلة لصون العذرية، ولتهيئة المرأة للزواج ولتعزيز المتعة الجنسية لدى الذكور.

في بعض الثقافات، يُنظر إلى الختان باعتباره طقسًا تمهيديا لولوج عالم البلوغ، وباعتباره أمرًا ضروريا للزواج.

وعلى الرغم من انتفاء الفوائد الصحية للختان، إلا أن المجتمعات التي تمارسه تعتقد أن مهبل المرأة يحتاج إلى التشذيب - وأن النساء اللواتي لم تخضعن للختان لا تعتبرن نظيفات أو لا تنعمن بالصحة أو غير جديرات بالاهتمام.

وغالبا ما يجري الختان على غير إرادتهن. ويرى أخصائيون في قطاع الصحة حول العالم أن الختان شكل من أشكال العنف ضد المرأة وانتهاك لحقوقها الإنسانية. وفي حالة الأطفال يعتبر الختان انتهاكا لحقوق الطفل.

أين يُمارس الختان؟

تقول إحصائيات إن الختان يُمارس في أنحاء أفريقيا وفي أجزاء من الشرق الأوسط وآسيا - وكذلك في بعض المجتمعات المهاجرة بأوروبا وشمال وغرب أمريكا واستراليا.

وأفاد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أُجري في 29 دولة بأفريقيا والشرق الأوسط أن الختان لا يزال يُمارس بشكل موسّع في تلك الدول على الرغم من أن 24 منها لديها تشريعات أو مراسيم تحظر الختان.

وفي دول كالمملكة المتحدة، حيث الختان محظور قانونيا، تكثر ممارسته مع الأطفال.

وتقول د. تشارلوت براودمان، الخبيرة والمحامية الناشطة في مجال مكافحة الختان، إن العملية "يستحيل تعقّبها" طالما لم تكن الفتيات مقيدات في مدارس أو صغيرات السن للإبلاغ عما تتعرضن له.

وكانت أول شخصية في المملكة المتحدة تُدان بممارسة الختان هي أم من أصول أوغندية.

وقامت السيدة، البالغة من العمر 37 عاما وتعيش في لندن ولا يمكن تسميتها لأسباب قانونية، بختان ابنتها ذات الثلاث سنوات، وسيصدر حُكم قضائي بشأنها في الثامن من مارس/آذار المقبل.

وفي العديد من الثقافات، حيث يُمارَس الختان، يعتبر مجرد إثارة الموضوع للنقاش من قبيل المحرمات. ويكون المانع أحيانا هو الخوف من انتقادات الغرباء.

وفي أحيان أخرى، وفي المناطق التي يُحظر فيها الختان قانونيا، يكون المانع من نقاش الموضوع هو الخوف من وقوع عائلة الضحية تحت طائلة القضاء.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: