إعلان

تقرير ميونيخ للأمن ٢٠٢٠"1"

د. غادة موسى

تقرير ميونيخ للأمن ٢٠٢٠"1"

د. غادة موسى

أستاذ مساعد - كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة 

06:55 م السبت 27 فبراير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

صدر منذ أسابيع قليلة تقرير ميونيخ حول الأمن العام ٢٠٢٠.

التقرير يتبع مؤتمر ميونيخ للأمن الذي ينعقد كل عام في شهر فبراير.

هذا العام انعقد المؤتمر ليوم واحد، بل لعدد من الساعات القليلة بسبب الجائحة، وكان مؤتمرا افتراضيا احتوى على عدد من الكلمات أو الرسائل لقيادات العالم المؤثرة في النظام العالمي، ومنها الرئيس الأمريكي بادين والمستشارة ميركل, ورئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي وقيادات الاتحاد الأوروبي، بالإضافة للرئيس الروسي، ومدير منظمة حلف شمال الأطلنطي ستولتنبرج. وبالطبع رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن السفير "أيشنجر".

وحيث إن الدول لا تتحرك في فراغ، وحيث إنه لا بد أن يوجد إطار يحكم هذا التحرك، فقد تمثل ذلك الإطار في "الخوف من اختفاء الغرب" أو ما أطلق عليه الغرب (westlessness) بوصفه مركز العلم والثقافة والتنوير والاقتصاد والسياسة.

وهذا التخوف عبرت عنه ميركل كما عبر عنه بادين من خلال التأكيد على الشراكة الأطلسية، حيث رأى أن التحالف عبر الأطلسي مؤسسة قوية- مؤسسة قوية- وأن الأمن الجماعي والازدهار المشترك لكل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية مبنيان على هذا التحالف.

وأرى أن الشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة هي حجر الزاوية في كل ما يمكن تحقيقه في القرن الحادي والعشرين، كما حدث في القرن العشرين، ويجب أن يظل كذلك. كما أعلن التزامه بدعم أوروبا لتعزيز قدراتها العسكرية.

فما هي القيم التي يخشى الغرب من اختفائها أو زوالها؟ إنها الرأسمالية الليبرالية والحريات الفردية التي تأسست عليها كل من أوروبا منذ القرن السابع عشر والولايات المتحدة.

إنها القيم التي تعززت من خلال المؤسسات والمنظمات الدولية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة الدولية، وتتم حمايتها من خلال التحالف الأطلسي. وهي ذات القيم التي تخشى الولايات المتحدة والدول الأوروبية من اندثارها بسبب سياسات التدخل من قبل بعض الدول في النشاط الاقتصادي من جهة، وبسبب تنامي الأفكار والحركات الشعبوية التي تتوغل على الحريات الفردية.

هذا هو الإطار الذي سيحرك السياسات الأمنية بكل أبعادها في المستقبل. وقد أكد هذه الفكرة مدير حلف شمال الأطلنطي "ستولتنبرج"، حيث رأى أنه حتى وقت قريب كان حلف شمال الأطلنطي متفوقا تكنولوجيا وعسكريا. أما الآن، فقد انحسر هذا التفوق بسبب دخول دول أخرى من الشرق وتفوقها في علوم الفضاء والذكاء الاصطناعي والصواريخ الـhypersonic .

وقد انعكس هذا التفوق لبعض الدول من الشرق في التدخل والتحكم في عشر أزمات دولية قامت مجموعة الأمن crises group بتحديدها. وهو ما سيتم استكماله في المقال القادم مع تناول تطور مفهوم الأمن وانعكاس هذا التطور على القضايا محل اهتمام "الغرب".

إعلان