بعد مليونية مولد السيد البدوي.. سعد الدين الهلالي يوضح الحكم الفقهي في التبرك بأضرحة الأولياء
كتب- حسن مرسي:
الدكتور سعد الدين الهلالي
قال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن بناء الأضرحة والتبرك بالأموات أو الأحياء، والمبالغات في التوسل بهم مسائل فقهية خلافية يجب تجاوزها، مشيرًا إلى القاعدة الفقهية "لا جدال ولا مشاحة في المختلف فيه"، حيث يوجد رأي ورأي آخر وكلاهما صحيح في إطار التعددية الفقهية التي تمثل رحمة.
خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" على قناة "إم بي سي مصر"، مشيرًا إلى تعليم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة مثل عبد الله بن عباس بقوله "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله".
وأكد أن أصحاب الخطاب الديني المنصفين يجب أن يذكّروا الناس بأن الله معهم في كل مكان ولحظة دون حاجة لوسائط.
وأشار إلى أن السؤال عن كرامات الأولياء بعد النبي يعود إلى الله وحده، فلا أحد يعلم إلا المتاجرون أو الجهلة، مضيفًا أن القرآن والنبي لم ينصوا على أحد بعينه، وأكد أن الصوفية في مصر تيار جارف مع 67 طريقة رسمية مرخصة منذ 1976، وشيخ كل طريقة مستقل روحيًا وإداريًا بموجب المادة 28.
وأكد الهلالي أن الأقطاب الأربعة (عبد القادر الجيلاني وأحمد الرفاعي في العراق، وأحمد البدوي وإبراهيم الدسوقي في مصر) عاشوا بعد النبي بقرون، مثل الجيلاني الذي ولد 470 هجرية ومات 561، مشيرًا إلى أن الكرامات منح إلهي لمن يشاء الله، سواء مسلمين أو غيرهم، ولا تقتصر على الأموات.
وتابع أن الدعاء أمام القبر أو التوسل بالأولياء يعتمد على النية كما قال النبي "إنما الأعمال بالنيات"، مؤكدًا أن مصيبة الخطاب الديني في ربط الناس بالبشر بدلاً من ربهم، وأن وصف الأقطاب بـ"غوث" (يغيث ويحقق الحاجات) افتراء من التابعين الذين يستغلونهم لمصالحهم.
وأكد أن الله القيوم يسمع ملايين الدعوات في وقت واحد كما في الحديث القدسي، مشيرًا إلى أن وظيفة الأنبياء ربط الناس بربهم لا ببشر، وأن السيطرة على الزيارات لقبر النبي تمنع مثل هذه الممارسات للحفاظ على الإيمان الصافي.