إعلان

وزير الأوقاف لطلبة الكلية الجوية: لن ننجح في مواجهة التطرف إلا إذا واجهنا التسيب

07:48 م الجمعة 25 فبراير 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي):

في إطار اللقاءات التثقيفية التي تنظمها الكلية الجوية لطلابها ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف محاضرة مهمة بالكلية الجوية بعنوان: "مفهوم الجهاد في حب الوطن"، اليوم الجمعة في مقر الكلية الجوية بقاعدة بلبيس الجوية، بحضور اللواء طيار علي حسن علي مدير الكلية الجوية، والدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق، والعميد طيار أحمد السيد عامر كبير معلمي الكلية الجوية، وأعضاء مجلس الكلية الجوية، وعدد من طلبة الكلية الجوية.

وفي بداية اللقاء أكد وزير الأوقاف أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وأن حفظ الوطن من الكليات الست، وأن ديننا قائم على عمارة الدنيا بالدين، وعلى ترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعًا، فالوطن لكل أبنائه ، وهو بهم جميعًا، وأنه حيث تكون مصالح البلاد والعباد فثمة شرع الله الحنيف، فالأديان قائمة على جلب المصالح ودفع المفاسد عن البلاد والعباد، وأننا نسلك في حياتنا كلها مسلكًا وسطيًّا لا إفراط فيه ولا تفريط، ما بين حفاظ على الثوابت وفهم لطبيعة المتغيرات، نواجه كلا النقيضين التطرف والتسيب، مؤمنين أننا لن نستطيع أن نواجه التشدد ونقتلعه من جذوره دون أن نواجه التسيب أيضًا ونقتلعه من جذوره.

وإذا كان المؤرخون وعلماء الاجتماع قديمًا قد حددوا عناصر بناء الدولة بأنها الأرض والشعب والسلطة الحاكمة، فإن مقتضيات العصر الحديث اقتضت أن يضيفوا إلى ذلك الشرعية الدولية، حتى لا تدعي أي جماعة من الجماعات انفصالية أو متطرفة تسيطر على قطعة من الأرض أنها دولة.

مؤكدًا ما يأتي:

1. أن مفهوم الدولة مفهوم مرن متطور ، وأن محاولة حصر مفهوم الدولة في أنموذج تاريخي معين وفرضه نمطًا ثابتًا أو قالبًا جامدًا إنما يعني غاية التحجر والجمود والوقوف عكس اتجاه عجلة الزمن، بما يشكل شللًا لحركة الحياة، فالتطور سنة الله في كونه.

2. إذا كان العلماء يقررون أن الفتوى قد تتغير بتغير الزمان أو المكان أو الحال فإن المجال الأرحب لذلك هو مجال السياسة الشرعية في بناء الدول ونظم الإدارة.

3. أن ما أتاحه الشرع الشريف لولي الأمر من التصرف بحكم الولاية في ضوء الحفاظ على الثوابت باب شديد المرونة والسعة، ينبئ عن عظمة الشرع الشريف، وحرصه على تحقيق مصالح البلاد والعباد، فحيث تكون المصلحة الراجحة فثمة شرع الله الحنيف.

4. أن المواطنة مصطلح أصيل في الإسلام، يتجاوز التنظير الفلسفي إلى سلوك عملي، وأن المواطنة الحقيقية لا إقصاء معها، ولا تفريق فيها بين المواطنين، فالفكر الإسلامي يضمن بثرائه وتجاربه أن نبني حضارات قائمة على مواطنة حقيقية بغض النظر عن العقيدة أو اللون أو العرق.

5. التأكيد أن الدولة الوطنية هي أساس أمان المجتمعات جميعها، وأن العمل على تحقيق وترسيخ المواطنة التفاعلية والإيجابية الشاملة واجب الوقت، وأن بناء الدولة والحفاظ عليها واجب ديني ووطني، والتصدي لكل محاولات هدمها أو زعزعتها ضرورة دينية ووطنية لتحقيق أمن الناس وأمانهم واستقرار حياتهم.

6. الدولة أولًا ومن خلالها تُقرّ جميع الحقوق ، فدولة المواطنة هي الأساس الذي يبنى عليه السلام المجتمعي والعالمي، وأي إضعاف للدولة أو المساس بسلامتها واستقرارها هو تهديد للسلم والأمن المجتمعي والعالمي، وإفساح المجال للجماعات الإرهابية والميلشيات الطائفية لتعيث في الأرض فسادًا.

7. التأكيد أن أوطاننا أمانة في أعناقنا يجب أن نحافظ عليها - أفرادًا ومؤسسات وشعوبًا وحكومات - وبكل ما أوتينا من قوة وأدوات وفكر.

كما أكد معاليه أن الشهادة في سبيل الوطن والدفاع عنه هي أعلى درجات الشهادة، وأجمع العلماء أن العدو إذا دخل بلدًا صار الجهاد ودفع العدو فرض عين على أهل هذا البلد: رجالهم ونسائهم، كبيرهم وصغيرهم، قويهم وضعيفهم، مسلحهم وأعزلهم، كل وفق استطاعته ومكلنته، حتى لو فنوا جميعًا، ولم يقل أحد أنهم لو خافوا على أنفسهم أن يتركوا وطنهم ويذهبوا إلى مكان آخر، فالدين لا بدله من وطن آمن يحمله ويحميه.

فيديو قد يعجبك: