إعلان

جمع "عشة".. لماذا سمي حي الزمالك بهذا الاسم؟

04:00 ص الجمعة 08 يناير 2021

حي الزمالك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أتاح الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، كتاب "جزيرة الزمالك.. القيمة والتراث"، والذي يعد أول إصدار للجهاز من سلسلة ذاكرة المدينة.

قال المهندس محمد أبوسعدة رئيس الجهاز، في تصريحات صحفية، إن كتاب "جزيرة الزمالك" هو باكورة سلسلة الكتب التي سيصدرها الجهاز ضمن رؤية الحفاظ على الأماكن والمبانى ذات القيمة، مضيفًا أن الجهاز وضع تشريعات وشروط حماية للمبانى التراثية التي أعد لها أرشيفًا قوميًا على مستوى الجمهورية، سواء فى مصر الجديدة، أو فى جاردن سيتى، أو فى القاهرة الخديوية والفاطمية، وفي الإسكندرية وفي منطقة بورفؤاد والمعادي من أجل التعريف بالنسيج العمراني لهذه المناطق من أجل المحافظة عليها.

وأوضح رئيس الجهاز، أنه من المعروف أن التشريعات وشروط الحماية تحتاج إلى وعى من المجتمع لذلك أصدرنا أول إصداراتنا عن الزمالك للتعريف بالمنطقة ولماذا تم اختيارها وكيف تكونت، ومن هنا يدرك المجتمع أهميتها ويعمل على حمايتها.

وأكد أبوسعدة أن حى الزمالك من أجمل وأعرق أحياء القاهرة، وأول ظهور لجزيرة الزمالك فى نهر النيل كان وقت العصر المملوكى فى عهد السلطان الكامل شعبان بن الناصر محمد بن قلاوون، وسميت الجزيرة الوسطى؛ لأنها كانت بين حى بولاق وحى الروضة، وتم بناء القصور وزراعة الجناين وأماكن للسكن وأصبحت من وقتها من أجمل متنزهات القاهرة.

ومن واقع الكتاب يتبين لنا أن منطقة الزمالك سميت بهذا الاسم نسبة لعهد محمد على باشا عندما بنى قصره هناك وبنى لحاشيته "عششًا من البوص" وكلمة "زملك فى اللغة الألبانية معناها العشة البوص" وجمعها "زمالك".

ظهرت جزيرة الزمالك على صفحة النيل في العصر المملوكي، في زمن حكم السلطان الكامل شعبان بن محمد الناصر محمد بن قلاوون، 1345 م، كانت تقع فيما بين الروضة وبولاق، أي فيما بين بر القاهرة والجيزة، وانحسر عنها ماء النيل لتظهر الجزيرة بشكل مثلث، ليبدأ الانتشار العمراني بها والذي تنوع بين قصور وأسواق وبساتين.

ويذكر ابن تغري بردي أنه في عام 1458 م، أمر السلطان الأشرف إينال بالمناداة بألا يبني الناس أي منشآت بالجزيرة الوسطى المعروفة بأروى، ولا بساحل بولاق نظرًا لضيق الأماكن وقام بهدم أماكن كثيرة منها.

وفي العصر العثماني اندمجت جزيرة أروى مع جزيرة حليمة، التي أطلق عليها فيما بعد بولاق، وبنى إسماعيل باشا ابن محمد علي، قصرًا كبيرًا عام 1816، وذكر الجبرتي أنه استخدم في بنائه أنقاض المباني القديمة التي كانت في بولاق.

وشيد محمد علي باشا قصرًا آخر كبيرًا عام 1818، وتم إدماجه في سراي الجزيرة التي أنشأها الخديو إسماعيل، ويذكر أن محمد علي باشا خصصه لاستقبال ابنه عندما انتصر على الوهابيين بالدرعية.

وشيد قصر محمد علي باشا على الجهة الشمالية للجزيرة محل نادي ضباط الشرطة والحدائق الملحقة، به حاليا، فيما شيد حاشيته مجموعة من العشش بالقرب منه ليصطافوا فيها، وكانت تقع على الجهة الجنوبية، أثناء الحملة الفرنسية على مصر، مشغولة بمساكن متواضعة يشغلها قوم من فقراء المزارعين، ولعل اسم الزمالك يعود لهذه الحقبة، حيث يرجع اسم الزمالك إلى اللغة الألبانية وتعني باللغة العربية "الإخصاص أو العشش المصنوعة من البوص والقش"، فكلمة زملك تعني عشة بلغة الأتراك تعني زملك وجمعها زمالك.

إلا أن كلمة الزمالك يمكن ردها أيضاً إلى ما ذكره سامي أمين، في تقويم النيل حيث قال: وسمي هذا الحي بالزمالك لأن إسماعيل باشا كان يقيم حول قصره بالجزيرة، حراسًا يقيمون في خيام من الطراز ذي الزملك.

وفي نهاية القرن التاسع عشر لم يرق للورد كرومر منظر هؤلاء القوم الفقراء، فأمر بهدم قرية هؤلاء القوم المساكين وتم نقلهم إلى إمبابة، عام 1879.

وبات حي الزمالك يزخر بالتحف المعمارية والتي صممها عدد من المعمارين المشهورين في ذلك الوقت. ​

فيديو قد يعجبك: