إعلان

2 مليار جنيه خسائر.. أصحاب شركات السياحة يكشفون حجم الخسائر بسبب "كورونا"

02:00 ص الإثنين 20 يوليو 2020

مناسك العمرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- يوسف عفيفي:

تكبدت شركات السياحة المصرية، التي تعمل في الحج والعمرة، خسائر كبيرة، نتيجة جائحة كورونا، التي تسببت في إيقاف رحلات العمرة والحج لعام 1441هـ.

وتشكل عائدات الحج والعمرة، مصدرًا مهمًا لميزانية الشركات المصرية والسعودية العاملة في قطاع السياحة الدينية (الحج والعمرة).

خسائر كبيرة
يقول أحمد البكري، مالك شركة سياحة دينية تعمل في الحج والعمرة، إن خسائر القطاع هذا الموسم كبيرة للغاية نتيجة الوباء، ما أدى إلى إغلاق شركات السياحة أبوابها ومصدر رزقها وتشريد العاملين بها.

وأوضح البكري لمصراوي، أن الخسائر تقدر بأكثر من 2 مليار جنيه تقريبًا في القطاع بالكامل، مطالبًا الدولة بدعم الشركات في ظل الظروف الحالية كونها المتضرر الأكبر من الأزمة الراهنة.

وأشار إلى أن قرار السعودية، بإيقاف الحج وقصره على الداخل، كان متوقعًا للجميع بعد ضيق الوقت وسحب كثير من العملاء جوازاتهم وأموالهم، بعد فقدان الأمل في أداء فريضة الحج هذا العام، نتيجة وباء كورونا المستجد.

وتابع البكري: "القطاع كان لديه أمل أن ينفذ الحج حتى ينتعش الجميع اقتصاديًا بعد توقف العمرة، ولكن قدر الله وما شاء فعل".

انهيار وتشرد
ويضيف ياسر سلطان مالك شركة سياحة دينية تعمل في الحج والعمرة، أن وباء كورونا تسبب في خسائر لا حصر لها للقطاع السياحي وخاصة الشركات العاملة في الحج والعمرة.

وأوضح سلطان لـ"مصراوي"، أن وقف الحج ومن قبله العمرة هذا الموسم، كبد الشركات مزيدًا من الخسائر، كون الحج كان يمثل دخلًا ثابتًا لجميع الشركات العاملة في السياحة الدينية، متابعًا: "أصبحنا في ظروف صعبة للغاية تتطلب إجراءات استثنائية بسرعة لانتشال الشركات من الانهيار والموظفين من التشرد".

وطالب سلطان، الدولة بدعم شركات السياحة في ظل أزمة السيولة النقدية، سواء من الغرف السياحية أو من الدولة في صورة قروض حسنة خاصة للشركات فقط دون غيرها من باقي المنشآت، التي سبق لها وأن خصص لها دعم في صورة قروض، مشيرًا إلى أن الدعم الذي قدم في السابق استفاد منه فقط قطاع الفنادق ورجال الأعمال، أما المشروعات والشركات الصغيرة والمتوسطة لم تستفد منه.

حمزة عنبي صاحب شركة سياحة تعمل في الحج والعمرة، قال إن تعاقدات الشركات مع المواطنين، جاهزة لتحويل الحجاج الذين تقدموا هذا العام إلى العام المقبل.

وأكد عنبي في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أن أي مواطن تعاقد مع شركه سياحة ودفع مبلغ جدية الحجز، له الحق في استرداد المبلغ فورًا حال طلبه، أو الانتظار إلى العام المقبل.

وأشار إلى أنه بالرغم من مرور أكثر من 4 أشهر على إلغاء رحلات العمرة إلا أن الشركات لم تسترد إلى الآن قيمة تأشيرات العمرة الملغاة وعددًا من الخدمات الأخرى من الجهات السعودية، لعدم تفعيل الآلية السعودية التي تسمح بتحويل تلك المبالغ لحسابات الشركات بمصر، بالإضافة إلى عدم رد الفنادق السعودية لمبالغ الحجوزات الملغاة واتفاقها على تأجيل تلك الحجوزات للعام المقبل.

وتابع: "طلبت بعض شركات الطيران من الشركات السياحية الانتظار فترة لحين عودة حركة الطيران حتى تستطيع رد مبالغ الحجوزات للشركات وهو ما اضطر الشركات السياحية لدفع قيمة مبالغ حجوزات رحلات العمرة الملغاة للمواطنين من أموالها الخاصة".

الفلوس محفوظة
من ناحية أخرى، أكد باسل السيسي، نائب رئيس غرفة شركات السياحة، أن أموال المواطنين حاجزي قرعة الحج السياحي لدى الشركات، محفوظة ومضمونة، عقب قرار السعودية قصر الحج على المقيمين داخل المملكة.

وقال السيسي لـ"مصراوي"، إن الغرفة تواصلت مع الشركات لتأمين حقوق العملاء، متابعًا: "الفلوس مضمونة ومحفوظة وعملية إعادتها لهم مسألة وقت فقط لا أكثر".

وأشار إلى أن شركات السياحة كانت متوقعة إعلان وزارة الحج السعودية إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة نتيجة ما يحدث بسبب وباء كورونا.

ويختلف مبلغ جدية الحجز لقرعة الحج السياحي، وفقا لكل مستوى، حيث يبلغ لمستوى 5 نجوم 20 ألف جنيه، ولمستوى 4 نجوم 15 ألف جنيه، وللمستويين (الاقتصادي والبري) 10 آلاف جنيه.

الشركات مغلقة
وأكد علاء الغمري، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، أن كثير من شركات السياحة، ردت الأموال إلى المواطنين خلال الفترة الماضية بعد انتشار الوباء، وباقي الشركات تعمل على ردها لأصحابها.

وقال الغمري لمصراوي، إن خسائر الشركات جراء كورونا كان متوقعًا منذ ظهوره، موضحًا أن أبواب الشركات مغلقة ولا تعمل، فضلًا عن تحملها أعباء كثيرة غير طبيعية، متابعًا: "ربنا يكون في عون الشركات لأن الموقف صعب للغاية ولم يحدث لها قبل ذلك".

وتابع: "أصحاب الشركات والعاملين فيها قاعدين في البيت، ولهم فلوس في السعودية مش عارفين يرجعوها والموقف بقا صعب، وفي شركات تانية معندهاش قدرة تتحمل وفيها مشكلات كبيرة وظروفها صعبة جدًا، بجانب الأقساط وغيرها من الالتزامات الأخرى".

ونوه إلى أن قرار إجراء الحج للمقيمين داخل المملكة، وضع شركات السياحة في موقف حرج حيث سددت كل شركة ما لا يقل عن 200 ألف ريال كمقدمات حجز للفنادق والخدمات المختلفة بالمملكة، منذ العام الماضي انتظارًا للموسم المقبل -الحالي- حيث تضع الشركات مقدمات حجز مبكرة لضمان الحصول على أسعار أقل من المطروحة للخدمات في أوقات الذروة.

وأشار إلى أن شركات السياحة لم تحصل حتى الآن على مستحقاتها التي دفعتها للوكلاء والفنادق والخطوط السعودية مقابل رحلات العمرة التي ألغيت بسبب كورونا، بجانب مقدمات الحجز للحج، وجميعها خسائر ضخمة تعرضت لها الشركات المصرية، والتي تعتمد في مصدر دخلها على تنظيم رحلات الحج والعمرة فقط.

وتابع الغمري: "فنادق السعودية ترفض رد مقدمات الحجز للشركات، بحجة مرورها هي الأخرى بأزمة كبرى لم تشهدها من قبل، وقررت ترحيل مقدمات الحجز للموسم المقبل سواء في العمرة أو الحج، ما يضاعف من أزمة الشركات التي تعاني بالأساس من تراكم المديونيات".

وقررت وزارة الحج السعودية، إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، حرصًا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيًا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية.

فيديو قد يعجبك: