إعلان

أخرجه مرسي من السجن ومات في صفوف "داعش".. قصة قاتل ''فرج فودة''

12:15 م الثلاثاء 12 مايو 2020

فرج فودة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد عبدالمنعم:

أعاد مقتل أبو العلا عبد ربه، في غارة جوية على تنظيم داعش بسوريا عام 2017، إلى الأذهان الليلة السابقة للتاسع من يونيو عام 1992، حين اجتمع القيادي التكفيري مع أشرف سيد ومحمد عبدالشافي، في غرفة منزل بأحد أحياء القاهرة، للتخطيط لاغتيال المفكر المصري فرج فودة، وهو ما نفذوه في اليوم التالي.

وكان أحد الممثلين قد كتب منشورًا، مؤخرًا، على صفحته عبر "فيسبوك"، عن المفكر فرج فودة، وصف اغتياله بـ”النفوق”، ثم تراجع عما كتبه، ما أثار الاهتمام بالمفكر الراحل.

كانت مناظرات فودة مع علماء الأزهر الشريف، والذي أصر فيها على ما جاء في مؤلفاته، المحفز الرئيسي للثلاثة لاغتياله، بحجة ردّته واستحقاقه للقتل، فقام عبد ربه بتجهيز السلاح، والتخطيط لإخفاء عبد الشافي وسيد، بعد تنفيذ العملية.

وفي يوم التنفيذ، استقل منفذا عملية الاغتيال موتوسيكلًا وانتظرا سيارة فرج فودة، وحينما مرَّت قاما بإطلاق النيران عليها وأصابوا فودة، وفرا هاربين، إلا أن سائق السيارة طاردهما واصطدم بهما ليوقعهما، وتم القبض عليهما.

وكان أبو العلا عبد ربه يترقب وصول صاحبيه إلى أن سمع عن ضبطهما، فسارع بالهروب لسنة كاملة انتهت بالقبض عليه والحكم عليه بالسجن خمسين سنة؛ لتورطه في اغتيال فرج فودة وأحداث إمبابة وتفجير أوتوبيس سياحي.

وظل قاتل فودة في السجن حتى تولت جماعة الإخوان المسلمين الحكم في عام 2012، وأصدر الرئيس الأسبق محمد مرسي، عفوًا رئاسيًّا عن مجموعة من المتهمين؛ بينهم أبو العلا الذي خرج بعد أن قضى 20 عاما داخل السجن.

وعقد عبد ربه عدة لقاءات تلفزيونية فور خروجه، لتوضيح ملابسات واقعة قتل المفكر فرج فودة، وقال في لقائه مع الإعلامي طوني خليفة على قناة "القاهرة والناس": إن آراء فودة من غرار "ما دام لي عرق ينبض فلم أسمح بتطبيق الشريعة، وفي القرآن نصوص تدعو إلى الفساد والإفساد لابد من إخراجها وتعطيلها"، دفعتني وزملائي إلى الإقدام على قتله؛ خصوصًا بعد إفتاء بعض علماء الأزهر،حينذاك، بإهدار دمه وردته.

وكشف عبد ربه عن دوره خلال عملية القتل، قائلًا: "اشتركت في الإعداد، وأسهمت في إحضار السلاح، وعبد الشافي وأشرف قاما بالتنفيذ وتم إعدامهما".

وأكد عبد ربه أنه كان شابًّا يغار على دينه، وحميته على الدين قادته للقتل، لافتًا إلى أنه لم يكن هناك شخص بعينه أعطاه أمرًا مباشرًا بقتل فرج فودة، وتم التنفيذ على أساس الفتوى.

ورفض عبد ربه الاعتذار عن قتل فرج فودة، قائلاً: "لو اعتذرت يبقى باعتذر على أمر خطأ وأؤثم عليه؛ ولكني في شيبتي أقول إنني لو استدبرت من أمري ما استدبرت ما فعلت".

وبعد العفو الرئاسي من مرسي عنه، سافر أبو العلا، أحد أشهر قادة الجماعة الإسلامية في السبعينيات والثمانينيات، إلى سوريا عام 2013، معلنًا انضمامه إل تنظيم داعش؛ ليضحى في ما بعد أحد قادة التنظيم، مقدمًا استقالته من الجماعة الإسلامية وذلك بعدما هاجمته الجماعة لأفكاره وآرائه وقتها.

وخلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كان عبد ربه يقوم بنشر صور لعمليات قام بتنفيذها مع جماعات إرهابية يتولى قيادتها، بينها صورة لجلوسه على دبابة، وافتخاره بالهجوم على عدد من رجال الأمن، والاستيلاء على أسلحتهم.

فيديو قد يعجبك: