إعلان

"فسقية وسرايا".. رحلة قصر محمد علي من "المذبحة" للترميم- صور

01:44 ص الجمعة 13 سبتمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عاطف:

تصوير- محمد حسام الدين:

رصدت كاميرا مصراوي، أعمال ترميم قصر محمد علي باشا بشبرا الخيمة، على هامش الجولة التفقدية لوزير الآثار، صباح أمس الخميس، لمتابعة أعمال تطوير القصر.

ترجع قصة إنشاء القصر إلى بداية حكم محمد علي باشا، قبل مذبحة القلعة، عندما أراد أن يبني لنفسه قصرا في مكان هاديء بعيدًا عن القاهرة الفاطمية، ووقع اختياره على موقع يطل مباشرة على شاطئ النيل في منطقة شبرا مساحته 50 فدانًا في متسع من الأرض، يمتد إلى بركة الحاج، واستولى فيه على عدة قرى وإقطاعيات، وبدأ بناء قصره، وغرس فيها البساتين والأشجار، وأنشأ عددًا من السواقي لتوفير المياه للقصر والحدائق.

بني القصر على عدة مراحل استمرت حوالي 13 عام أبتداء من عام 1808م حتى عام 1821م وأضيفت إليه سرايا الجبلايا عام 1836، وهو عبارة عن مساحة مستطيلة، يتكون من طابق واحد ويفتح بأواسط أضلاعه أربعة أبواب محورية يتقدم كل باب سقيفة ويشغل كل ركن من البناء حجرة تبرز من الواجهة كأنها برج ويتوسط البناء حوض تتوسطه نافورة تنخفض عن أرضية البناء.

جاءت عمارة القصر على نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل، وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد علي اختيار طراز معماري من تركيا، هو طراز قصور الحدائق والذي شاع في تركيا علي شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة.

ويعتمد التصميم في جوهره على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر في هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة.

واشتهر القصر باسم قصر الفسقية لوجود نافورة كبيرة به، وللوصول إلى القصر قام محمد على بالأمر بإنشاء شارع شبرا وفي عام 1847م كانت بداية شارع شبرا، وكان هدف محمد على أن يحول هذا الشارع إلي مكان للنزهة والترويح خارج عاصمته مصر. وحتى يتحقق ذلك جاء القرار بأن يكون الشارع أعرض شوارع مصر في هذا العهد، وأكثرها استقامة.

من جانبه قال الدكتور جمال مصطفى أن القصر شيده محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة بشبرا قبل مائتي عام، حيث شهدت مصر في عهده نهضة غير مسبوقة في شتى المجالات، وقد تم إسناد بناء هذا القصر الى مشيد العمائر ذو الفقار كتخدا، وزخرف القصر بواسطة المهندس يوسف حكيكيان. وقد بدأت اعمال البناء عام 1808م-1223هـ وحتي عام 1836م.

وأكد "مصطفى"، في تصريح صحفي، أن القصر يتفرد بالجمع بين الأسلوب الأوروبي في الزخارف وروح تخطيط العمارة الإسلامية، حيث ساعدت المساحة الشاسعة لموقع القصر على اختيار طراز معماري فريد، والذي يعتمد على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد.

وتوجد بالحديقة عدة مباني كل منها يحمل صفات معمارية مميزة، كانت سرايا الإقامة أول وأهم منشآت القصر وكان ملحق بها عدة مباني خشبية لموظفي القصر والحراسة، أيضا سرايا الفسقية، بالإضافة إلى سرايا الجبلاية التي شهدت ادخال نظام الإضاءة الحديثة ومبنى الفسقية.

وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن مبني الفسقية والذي يضم حوض ماء يتوسطه نافورة، وحجرة للطعام وقاعة للبلياردو وقاعة للأسماء وقاعة العرش، كان يعاني من العديد من المشكلات الهندسية والإنشائية والفنية حيث سقطت أحد الحنايا الركنية المطلة على الحوض.

وأشار "وزيري"، إلى وجود تلف وتسريب في طبقات العزل الخاصة به وفي بلاطات الرخام بارضية الفسقية، بالإضافة إلى تسريب و تفكك رخام النافورة التي تتوسط حوض الفسقية كما يوجد ميل وعدم اتزان بجسمها ككل. بالإضافة إلى مشكلات في أعمال الصرف وغرف الفلاتر الطلمبات، ووجود فطريات وتلفيات علي الأسطح المزخرفة.

كما تعاني القاعات الملحقة بالمبني بوجود خلل في التركيبة الخشبية للسقف الجمالوني، وتساقطت طبقات الدهانات اللونية لسقف الأروقة كما كانت تعاني بعض حوائط الحجرات من الشروخ و التشققات.

فيديو قد يعجبك: