إعلان

"شومان": الإسلام يرفض التمييز بين الناس على أساس ديني

04:56 م الإثنين 22 أكتوبر 2018

الدكتور عباس شومان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

روما- أ ش أ:

قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء إن "الدين الإسلامي يرفض رفضًا قاطعًا التمييز بين الناس على أساس الدين، أو المعتقد" وأن وقائع التاريخ خير شاهد على حسن علاقة المسلمين بغيرهم واحترام الإسلام للآخر.

وأكد شومان، في كلمته أمام مؤتمر مكافحة التعصب والتمييز المنعقد في العاصمة الإيطالية روما، أن أسهل السبل وأقصرها لتحقيق السلام والاستقرار المنشود في العالم هو التعامل على أساس المسئولية المشتركة، والاحترام المتبادل.
وأضاف وكيل الأزهر السابق، خلال فعاليات الحلقة النقاشية الأولى، التي جاءت بعنوان "التعصب والتمييز، مع التركيز على التمييز على أساس الدين أو المعتقد"، أن موضوع اجتماعنا اليوم قد اهتمت به شريعتنا الإسلامية اهتمامًا بالغًا، ومن عجبٍ أن ظاهرة التعصب والتمييز التي كانت منتشرة في العصر الجاهلي قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان تطل علينا بوجهها القبيح اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين!.

وبين شومان أن الإسلام الحنيف أبطل مظاهر التمييز المقيت التي كانت سائدة في الجاهلية قبل الإسلام، فكان من بين صحابة رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - بلال الحبشي، وصهيب الرومي، وعبد الله بن أم مكتوم كفيف البصر الذي عاتب ربُّنا عز وجل فيه رسولَه، حين انشغل عنه بعض الوقت مع سادات قريش، وأنزل في ذلك قرآنًا يُتعبد به، فقال تعالى: «عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى».

وبين الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن منهج رسولنا الكريم في دعوة الناس إلى الإسلام هو العرض والبلاغ، وترك الخيار لمن يدعوهم في دخول الإسلام أو البقاء على ما يعتقدون، شريطة عدم الاعتداء أو مناصرة المعتدين على المسلمين. ووقائع التاريخ والسير خير شاهد على حسن علاقة المسلمين بغيرهم، والمساواة بينهم في الحقوق والواجبات، لافتا إلى أنه بعد خروج اليهود من المدينة ظل التعامل معهم قائمًا، فقد اتفقوا مع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - على زراعة أرض خيبر، على أن يكون للمسلمين أصحاب الأرض نصف الناتج من زرع أو ثمر، ويكون للمزارعين من اليهود النصف الآخر، وقد أرسى هذا المبدأ صورة من صور الشراكة وهي المعروفة في الفقه الإسلامي باسم المزارعة.

واستطرد قائلا : في مصادر السنة النبوية الصحيحة أن رسولنا الكريم اشترى طعامًا من يهودي على أن يدفع له الثمن آجلًا، ورهن درعه عنده، لكن الموت كان أقرب لرسولنا، فمات ودرعه مرهونة عند اليهودي، حتى افتكها صحابته بعد سداد الدَّيْن.

وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء: "وتزوج رسولنا الكريم بمارية القبطية المصرية ولم يأمرها بتغيير اسمها، فظلت تُعرف به إلى يومنا هذا مع أنها اعتنقت الإسلام. ويمكن اعتماد وصية رسولنا الكريم لنا نحن المصريين بإخواننا المسيحيين نموذجًا وأساسًا للتعامل بين المسلمين وغيرهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إذا فتح الله عليكم مصر، فاستوصوا بقبطها؛ فإن لهم ذمة ونسبًا»، وقال أيضًا: «اللهَ اللهَ في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانًا في سبيل الله».

وأضاف شومان : وقد وعى قادة الأديان تلك النصوص وفهموها على وجهها الصحيح، فكانت العلاقات الودية الطيبة بين الأزهر الشريف - مرجعية المسلمين في العالم - والكنائس العالمية بمذاهبها المختلفة، بل بين الأزهر الشريف والعالمين المنصفين من حاخامات اليهود.

ودعا شومان إلى العمل على إرساء هذه المبادئ وترسيخها لدى أتباع الديانات التي نمثلها، وإقناع صناع القرار العالمي بنبذ التعصب والتمييز بكل صوره ومظاهره، وعدم التباهي بالقوة العسكرية أو التقدم العلمي أو الرخاء الاقتصادي، وعدم تقسيم العالم على أساس أول وثالث، أو تابع ومتبوع، أو مهيمِن ومهيمَن عليه، وعدم تأجيج الصراعات الطائفية أو العِرقية المقيتة هنا وهناك لاستخدامها أوراقَ ضغطٍ وابتزاز لتحقيق مآرب خاصة.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان