إعلان

بالإحداثيات والخرائط.. "مصراوي" يرصد مكان وطريقة إطلاق صاروخ الكورنيت على مطار العريش

04:59 م الثلاثاء 26 ديسمبر 2017

مطار العريش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبد الوهاب عليوة ومها صلاح الدين:

رغم مرور 8 أيام على استهداف تنظيم داعش في سيناء لطائرة هليكوبتر وسط مهبط الطائرات بمطار العريش، بـ"صاروخ كورنيت"، إلا أنه لم تظهر حتى اليوم أية معلومات حول تفاصيل الواقعة أو المكان الذى أطلق منه الإرهابيون الصاروخ، والمكان الذي هربوا إليه بعد الهجوم.

ويظل مكان تمركز العناصر "الداعشية" التي صورت عملية الاستهداف، موضوعا مهما لتحديد مدي حقيقة المقطع المصور، وهو ما حاولنا التحقق منه والإجابة عليه في هذه التقرير باستخدام تقنيات التحقق من الموقع الجغرافي "Geo location" والتواصل مع خبراء ومتخصصين وأحد قاطني منطقة "غرب المطار" بالعريش.

اسكرين شوت المتحدث العسكري

"استهداف مطار العريش بأحد القذائف، واستشهاد ضابط وإصابة 2 آخرين وإحداث تلفيات جزئية بطائرة هليكوبتر".. بهذه المعلومات بدأ بيان المتحدث العسكري للقوات المسلحة المنشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يوم الثلاثاء الماضي، وأضاف البيان أن الحادث وقع أثناء زيارة القائد العام ووزير الداخلية للمدينة الحدودية، وقامت قوات الأمن بالتعامل مع مصدر النيران وتمشيط المنطقة المحيطة.

وبعد الحادث، مشطت قوات الصاعقة مدعومة بالمدرعات وغطاء جوي المنطقة الصحراوية ومزارع الزيتون القريبة من المطار. ووقعت اشتباكات مع أحد الخلايا انتهت بمقتل 5 مسلحين وفقًا لاتحاد قبائل سيناء، كما خرجت حملة أمنية ثانية من معسكر الأمن المركزي التابع لقوات الشرطة، ومشطت الطرق الرئيسية بهدف محاصرة العناصر الإرهابية المتورطة في استهداف المطار، بينما أكد مصدر أمني أن عملية التمشيط لاتزال مستمرة وكل يوم تضيق المساحة التي يتواجد بها الإرهابيون.

في اليوم التالي للهجوم على المطار، تبنى "داعش" العملية الإرهابية، وبث التنظيم فيديو لإطلاق الصاروخ منتصف اليوم الثالث. فيديو قصير، مدته 33 ثانية، يحمل لوجو وكالة "أعماق" الإعلامية التابعة لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا، يفتقد الفيديو للجودة البصرية والإنتاج الهوليودي المعتاد في الإصدارات الدعائية لتنظيم "داعش" سواء في سيناء أو خارجها، بحسب المخرج السينمائي أمير رمسيس.

في الثانية الـ10 من الفيديو، يظهر استخدام خاصية الزوم بصورة عشوائية ومبالغ فيها، في مشهد فوضوي، كما يصفه "رمسيس" مرجعًا ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها قلة الخبرة للشخص الذي يقوم بعملية التصوير، وعدم تمكنه من الوقوف بثبات أثناء عملية التصوير.

مطابقة المعالم الواضحة في الفيديو المنسوب لداعش (بناية، وأشجار، ومظلة زرقاء، وبرج معدني)، بالصور التي رصدها "مصراوي" بالأقمار الصناعية عبر التطبيقات الإلكترونية لشركة Google، وتحديدًا Google Maps وGoogle Earth أظهرت إحداثيات الموقع المستهدف عند خط عرض 31.078582 وخط طول 33.836410.

رصد المعالم الموجودة بالفيديو ومضاهاتها بصور الأقمار الصناعية

لمقارنة التطابق حرك السهم يميناً ويساراً

تطابق الألوان المدعوم بالأرقام في الصورتين، يظهر المعالم الموجودة بالفيديو (تندة زرقاء "1"/ نخلة "2"/ مبني مجاورة "3"/ سور "4")

تحديد المواقع التي ظهرت في فيديو داعش باستخدام موقع wikimapia

لمقارنة التطابق حرك السهم يميناً ويساراً

موقع إطلاق القذيفة

يقول أحد الأهالي المقيمين غرب مطار العريش، إن هذه المنطقة تحاصرها مزارع الزيتون، موضحا أنه "تم تقطيع مساحات محدودة منها منذ فترة، خاصة القريبة من المطار، لكشف تحركات الإرهابيين، لكن المساحات الأكبر من المزارع الموجودة في وادي العريش، مازالت متواجدة على مساحة 10 كيلومترات جنوبًا وتتجه غربًا بمسافة تصل إلى 7 كيلومترات.

وأضاف أن العناصر الإرهابية التي استهدفت المطار، تمركزت فوق تبة تبعد مسافة 3 كليو مترات تقريبا شرق المطار، وخلفها مزارع وظهير صحراوي، واصفا هذه التبة بأنها الأعلى ارتفاعَا في محيط المطار.

يؤكد رواية المصدر عن المسافة التي أطلقت منها القذيفة، المعلومات المتوافرة على عدد من المواقع العسكرية أبرزها موقع military-today الذي يؤكد أن أقصي مدي لصاروخ الكورنيت يبلغ 10.000 كم، وسرعته تبلغ 320 مترا في الثانية الواحدة، بحسبة بسيطة بعد فحص عدد الثواني منذ لحظة انطلاق الصاروخ في الفيديو وحتى إصابة الطائرة "12 ثانية"، وإذا قمنا بضرب "سرعة الصاروخ في الثانية الواحدة "320 متر" x الـ 12 ثانية التي استغرقتها القذيفة لتصيب الهدف كما يظهر الفيديو"، ستكون النتيجة 3840 مترًا.

الفيديو المصور عبارة عن لقطة واحدة، تم تصويرها بكاميرا واحدة، لم يستخدم فيها تقنيات المونتاج أو المؤثرات الصوتية، كما كان يحدث في إصدارات التنظيم السابقة، وفقا للمخرج السينمائي أمير رمسيس.

قذيفة الكورنيت

صاروخ الكورنيت يمكن أن يصيب هدفا على بعد 15 أو20 كليو مترا، ويتوقف ذلك على مهارة الشخص الذي يطلق القذيفة، حيث يحتاج من يتعامل مع هذا النوع من القذائف إلى تدريب عال ومتقدم، يقول العقيد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب: القذيفة الصاروخية توجه بأشعة الليزر وتحتوي على جزأين متفجرين، الأول يفتح ثغرة في الهدف، والثاني يفتك به، والتعامل مع هذه النوع من القذائف معقدة ويحتاج إطلاقها لشخص محترف وصاحب خبرة.

قذيفة الكورنيت

موقع تصوير الفيديو

تمركز مصور الفيديو أقصي يسار التبة التي أطلق منها الصاروخ، حيث يظهر الصاروخ بعد إطلاقه في الفيديو المزعوم في أقصى يمين الكادر، بينما الكاميرا التي وثقت عملية الاستهداف، بحسب المخرج السينمائي أمير رمسيس، تظهر في مواجهة الطائرة أي أن الكاميرا كانت بين الطائرة ومكان إطلاق الصاروخ.

وأوضح أن خاصية الزوم في بعض الكاميرات الحديثة، يمكن أن توثق أماكن بعيدة تتجاوز الكيلومتر، ويمكن أن تتضاعف هذه المسافة في الأماكن المكشوفة.

منطقة المزارع الموجودة خلف المطار أحد المناطق التي يتمركز فيها بقايا العناصر الإرهابية وفقا للمصدر السيناوي، متوقعًا أن من قاموا بتنفيذ العملية الإرهابية لم يبتعدوا عن المكان، والأرجح أنهم اختفوا وسط أشجار الزيتون التي يصعب رصدهم بمجرد تجاوزهم مسافة 700 متر داخلها، فهي منطقة زراعية تتراوح مساحة كل مزرعة فيها بين 5 إلى 20 فدانا ويوجد بها منزل واحد، موضحا أن أحد أبرز العناصر الإرهابية في هذه المنطقة هو "محمد أستيوي" وهو شاب في العقد الثلاثة من العمر، ترك منزل أسرته منذ 4 سنوات ولا تعمل أسرته عنه شيئا، وكان "أستيوي" الشهير بـ"أبو جينان" أصيب قبل ذلك في عملية قنص جوي نفذتها قوات الجيش العام الماضي، وفقا لرواية المصدر.

بينما يرى خالد عكاشة، الخبير الأمني وعضو المجلس القومي للإرهاب إن الطبيعة الجغرافية في سيناء بصفة عامة ومنطقة المزارع بصفة خاصة تساعد هذه العناصر على التخفي وصعوبة ملاحقتهم، خاصة أنه لا يوجد لهم مكان ثابت ويتحركوا بين أكثر من مكان بصفة دائمة.

فيديو قد يعجبك: