إعلان

جريمة شارع 10.. خالد قتل زوجته بـ17 طعنة أمام طفله بسبب رسالة

01:23 م الأحد 25 أبريل 2021

المتهم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- صابر المحلاوي:

لم يتردد أهالي شارع 10 في منطقة الوراق، شمال محافظة الجيزة، لحظة عندما سمعوا صوت صراخ "مروة" تستغيث بهم لإنقاذها من يد زوجها، بعدما تعدى عليها بالضرب. هرعوا إلى العقار، لكنهم صدموا عندما رأوا ربة المنزل ملقاة على الأرض جثة هامدة، وجسدها به عدة طعنات متفرقة، والدماء حولها من كل جانب.

قبل 7 سنوات أقيم حفل زفاف بهيج، بحضور الأهل والأقارب "إبراهيم ضاحي" بجوار محبوبته "مروة". وقتها تعاهدا على السير معا وتجاوز الصعاب مهما بلغت حدتها، ورُزق الزوجان بـ4 أطفال "زياد، 6 سنوات، وأحمد، 4 سنوات، ومحمد، 3 سنوات، وجنة عامان"، إلا أن الأمر لم يدم طويلا، فبعد عدة أشهر من الزواج مات والد "إبراهيم"، لتدخل المشاكل منزل العائلة.

بعد موت الأب تعرض الشاب الثلاثيني للعديد من المشاكل داخل منزل الأسرة، بسبب الخلافات على الميراث مع أشقائه، ومن هنا ساءت حالته، وأصبح يتناول المواد المخدرة.

لم تكن "مروة" هي الضحية الوحيدة لزوجها، بل شملت قائمة الضرب والتعذيب صغيرته، التي لم تكمل عامها الثاني بعد، ونجله "زياد". لم يفرق الثلاثيني بين الزوجة وأطفاله، فراح يوزع وصلات الإهانة والضرب على أفراد أسرته كما لو أنها حصة مقررة لكل منهم.

"خالد عنده قهوة هو وأخواته، لكن بعد موت أبوه انقلبت حياته"، قالتها "أم محمد" جارة المتهم، وهي تغالب دموعها قبل أن تضيف: "مراته غلبت معاه كان بيشرب مخدرات ودائما يتعدى عليها بالضرب والإهانة".

توقفت الجارة لحظات تلتقط أنفاسها، وقالت: "منهم لله إخواته مرضيوش يدوله الميراث وكانوا كل يوم يتخانقوا معاه ويضربوه"، قالتها الجارة قبل أن تكمل "كان بيضرب مراته على طول وهي بنت حلال استحملته علشان تربي ولادها".

مع تكرار وصلات الضرب، تعددت مرات ترك الزوجة المغلوبة على أمرها للمنزل والعودة إلى بيت أسرتها، هربا من جحيم "أبو العيال"، وظلت في منزل والدها لشهرين.

بعدما توجهت الزوجة لمنزل والدها الذي ظلت فيه لعدة أشهر، رفضت محاولات الصلح وإعادة الأمور إلى نصابها: "مش هرجع له تاني"، لكن الزوج الذي يكبرها بنحو الـ12 سنة لم يستطع العيش بمفرده- دون نصفه الثاني-، ودق جميع الأبواب مستعينًا بعددٍ من أقاربها.

ومع تدخل العقلاء وكبار العائلتين للصلح، وافقت الزوجة على العودة واستكمال حياتها. ظنت "مروة" أن عودتها إلى "إبراهيم" تلك المرة ستكون بمثابة صفحة جديدة ناصعة البياض دون خلافات، والالتزام بالوعد الذي قطعه على نفسه أمام الجميع بالمعاملة الحسنة، لكن بعد ساعة من إعادتها شاهدها تتحدث مع ابن خالها. أمسك الزوج بهاتفها "بتتكلمي مع مين"، لكنها بررت له في حديثها "ده ابن خالي بيطمن عليا".

كانت الزوجة تراسل ابن خالها، تطمئنه بعودتها مع زوجها، لكن "خالد" اتهمها بالخيانة، حاولت الزوجة تبرير رسالتها "ده زي أخويا وبيطمن عليا"، لكن ظلت وساوس الشيطان تطارد "خالد" طوال الليل أينما يذهب، فسيطرت عليه فكرة الانتقام، وأضحى جُل همه إنهاء الشك الذي تحول إلى كتلة نار تلتهم جوفه من الداخل.

الساعة تشير إلى الحادية عشرة الأربعاء الماضي. دخل "خالد" غرفة "مروة" مرة أخرة، وفي يده "سكين"، قاصدًا قتل زوجته، وبمجرد دخوله الغرفة شاهده ابنه "زياد"، وما إن وقعت عيناه على الأب ممسكاً بذاك السكين صرخ بأعلى صوته "متضربش ماما".

ما إن شاهدته "مروة" ممسكا بالسكين، صرخت بأعلى صوتها، وخارت قواها ووقعت على الأرض. لم يهتم المتهم بتوسلات زوجته، وأصر على قتلها. رفع السكين لأعلى وأسقطه على ظهرها، ومرة أخرى بالرقبة، تلاهما عدة طعنات متفرقة في بطنها وأنحاء جسدها وصلت لـ17 طعنة أمام طفله ابن الـ6 سنوات.

ظلت الزوجة تصارع الموت وزحفت وسط الدماء التي تحوطها حتى وصل أشقاء الزوج والجيران. لم يتحرك أحد من أهل المنطقة إلى مصدر الصوت، فقد اعتادوا على سماع المشاجرات داخله، لكن تلك المرة هرولوا إليها بعد سماع الطفل يستغيث بهم "بابا قتل ماما".

أشقاء المتهم أمسكوا به ووضعوه داخل إحدى غرف المنزل وأحكموا الباب غلقا لحضور الشرطة.

تلقى العميد عمرو طلعت، رئيس قطاع الشمال، إشارة من شرطة النجدة بوقوع جريمة قتل بشارع 10.

لن ينسى الطفل "زياد" تفاصيل ذاك اليوم المشؤوم، بدءا بشجار أبويه، مرورا بمقتل والدته بـ17 طعنة، انتهاء بوقوفه أمام رجال المباحث والتحقيق كاشفًا عما دار خلف الباب المغلق واحتضنته الجدران.

"بابا جاب السكينة وقعد يضرب ماما من رأسها لحد رجلها"، بهذه الكلمات وصف الطفل المشهد الدموي الذي نفذه والده في حق "أم العيال" قبل الإفطار.

تحريات العقيد أحمد الوليلي، مفتش القطاع، والمقدم هاني مندور كشفت عن مقتل ربة منزل تدعى "م.م." أمام أطفالها على يد زوجها "خالد" سائق.

جهود البحث والتحري تحت إشراف اللواء عاصم أبو الخير، مدير المباحث الجنائية، توصلت إلى أن المتهم دائم الشجار مع الضحية، وأنه مزق جسد زوجته بـ17 طعنة لشكه في سلوكها.

وتمكن الرائد حسان الدجوي والنقيب محمد حربي، معاونا مباحث الوراق، من ضبط المتهم والسلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة.

وتبين أن المتهم أنهى حياة زوجته التي تصغره بنحو 12 سنة، وجلس بجوار جثتها وانتظر حضور الشرطة للقبض عليه، رافضا الهرب مبررا السبب، "شاكك أنها بتكلم رجالة على واتس آب".

وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وأحاله اللواء محمد عبد التواب، مدير مباحث الجيزة، إلى النيابة العامة للتحقيق.

فيديو قد يعجبك: