إعلان

"مش هسيبه يشتغل وهروحه ميت".. كيف أنهى مقاول حياة "عريس" كفر عزازي؟

02:08 م السبت 01 أغسطس 2020

المجني عليه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود الشوربجي:

شهدت قرية "كفر عزازي" بمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، جريمة قتل راح ضحيتها شاب بالعقد الثالث من عمره، قبل أسابيع من حفل زفافه، وذلك بعد خلاف له مع مقاول يعمل معه بإحدى المدن الجديدة.

المجني عليه يدعى "أحمد. ع" 23 سنة، خريج كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، شاب وحيد على 4 فتيات إحداهن من ذوي الاحتياجات الخاصة.

أنهى الضحية دراسته قبل عام تقريبًا، وبعدها توجه للعمل في إحدى المصانع، لكن منذ 8 أشهر طلب من والده شراء سيارة "فنطاس مياه" للعمل بها في عدد من المشروعات بالمدن الجديدة، وبالفعل قام والده بشراء سيارة بالقسط الشهري كي يساعده في مصاريف المنزل.

المجني عليه كان يعمل في مجال نقل المياه إلى خلاطات الأسمنت التي تنفذ المشروعات المختلفة في المدن الجديدة، وكان يتعامل في هذا المجال مع عدد من المقاولين الذين يتولون تنفيذ المشروعات.


ظل "أحمد" يعمل لفترة طويلة بعمله الجديد، دون أن يشتكي من أية خلافات مع أحد، فهو يحفظ القرآن كاملًا منذ أيام الدراسة بالأزهر "أحمد يعرف ربنا كويس وملوش في المشاكل أو الخناقات مع حد" -يقول "مجدي. ي" أحد الأهالي-.

المجني عليه كان يتجه لعمله أسبوعًا ويعود يوم الخميس أو الجمعه من كل أسبوع لقضاء عطلته رفقة أسرته، لكن في نهاية شهر يونيو الماضي ظل أحمد أكثر من أسبوعين دون أن يحصل على إجازة أو يعود إلى أسرته، وذلك في الوقت الذي كان هاتفه مغلقًا تمامًا.

"العمال كانوا شغالين في شقة أحمد بيشطبوها وقت اختفائه".. كان الضحية على تواصل دائم مع العمال بشقته كي ينفذوا ما يحتاجه وفجأة توقف اتصاله بهم، وكلما حاولوا مهاتفته للاستعلام عن بعض تفاصيل التشطيب لا يستطيعون الوصول إليه.

البعض ظن أن هناك انفرجة كبيرة حدثت في عمله والحياة عادت لطبيعتها عقب أزمة كورونا، لكن اختفاء أحمد الغامض دفع والده وأصحابه للتوجه إلى مقر عمله للبحث عنه، وبالفعل تم تحرير محضر بغيابه.

بعدما ذهب والد الضحية إلى مقر عمله للبحث عن نجله، أخبره البعض أن "أحمد" ترك عمله وتعاقد مع مقاول آخر بذات المجال، وذلك بسبب خلاف مالي بين نجله وبين أحد المقاولين الذين يعملون في نقل المياه للمشروعات، بسبب مطالبت نجله بحقه فرفض المقاول، فتركه وتوجه للعمل مع مقاول أكبر.

بعد خلاف الضحية مع المقاول، عقد العزم على التخلص من "أحمد" وسرقة سيارته "مش هسيبه يشتغل وهروحه ميت"، وفي سبيل ذلك استعان المقاول بالمتهم الثاني وقاما باستدراجه إلى مكان مهجور لقتله، حيث انتظراه عقب انتهائه من عمله وطلبا منه أن يقوم بتوصيلهما لكنهما باغتاه بخنفة وقتله.

المتهمان حاولا التخلص من الجثة بدفنها بالصحراء بعد وضع مسحوق البطاس على وجهه لإخفاء معالمه، كما حاولا التخلص من السيارة لكنها تعطلت بهما فتركوها وهربا.

بعد أكثر من أسبوع تقريبًا من البحث المستمر عثر على جثة "أحمد" بطريق الكريمات، في حالة تحلل، بسبب مسحوق البطاس المستخده في إخفاء معامل الوجه، كما عصر على السيارة بالطريق الدولي بدائرة المركز مُعطلة وبها جميع محتوياتها.

"أحمد كان خاطب من القاهرة وفرحه كان في العيد.. والمفروض كان هيكتب كتابه أيام ما مات".. وتحول عرسه إلى مأتم في القرية بالكامل حزنًا على مقتله غدرًا بسبب طمع المتهمين في الاستحواذ على عمله، وقطع لقمة عيشه.

وتلقت شرطة النجدة، بمديرية أمن الجيزة بلاغًا من أسرة المجني عليه بالعثور على جثة "أحمد. ع" بالقرب من الطريق الدولي بطريق الكريمات، وذكر والده بغياب ابنه نهاية يونيو الماضي، عقب خروجه بالسيارة قيادته.

وأسفرت جهود فريق البحث المشكل برئاسة قطاع الأمن العام وبمشاركة الإدارة العامة لمباحث الجيزة، عن كشف مرتكبي الواقعة، وبتقنين الإجراءات تم استهدافهما بالاشتراك مع مديريتي أمن القاهرة والمنيا وضبطهما، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة.

فيديو قد يعجبك: