إعلان

ضحية "كوتشي العيد".. حكاية شاب دافع عن زوجة شقيقه فقتل بـ16 طعنة

11:35 ص الأحد 05 يناير 2020

المجني عليه وطفله

كتب- سامح غيث وطارق سمير:

لم تتخيل "س. م" ربة منزل أن محاولة إعادة حذاء طفلتها "أنجلينا"، الذي اشترته الجمعة قبل الماضي، استعدادا للاحتفال بعيد الميلاد، بسبب وجود عيوب به، سيكون سببا في تعرضها للضرب والإهانة على يد البائع، ومقتل شقيق زوجها الذي تدخل لرفع الظلم عنها.

المجني عليه نشأت، يبلغ من العمر 43 سنة، لم يرتكب جُرمًا أو يقترف إثما، حتى يترك في الشارع مجروحًا ليفارق الحياة، كل ما فعله أنه حاول منع بائع أحذية بسوق عزبة النخل من الاعتداء على زوجة شقيقه.

قبل 44 سنة، تزوج والد المجني عليه "ع" نجار، ربة منزل، وسط حياة أسرية هادئة مستقرة رزقا خلالها بثلاثة أبناء.

بحثًا عن فرصة عمل أفضل، انتقل والد المجني عليه، بأسرته الصغيرة من قنا إلى القاهرة، منذ قرابة 38 سنة متنقلًا بين أحيائها حتى استقر بمنطقة الخصوص في القليوبية، يقول شقيق المجني عليها.

توفي الأب وكبر أبناؤه، تزوجوا جميعا، وأقاموا في عقار ورثوه عن أبيهم في منطقة الخصوص؛ كانت حياتهم تسير على وتيرة واحدة لا تتبدل، ولا تتغير، يخرجون للعمل في نقش التحف والبراويز الخشبية، بينما زوجاتهم يقمن على رعاية الأبناء.

مساء الجمعة قبل الماضي، توجهت زوجة الابن الأصغر لشراء حذاء العيد لطفلتها، وبينما تتجول في السوق، وقع نظرها على حذاء معروض في "فاترينة" أحد المحال، اشترته دون تردد، بعدما أبدت الطفلة رغبتها في ذلك.

بمجرد عودة الأم وطفلتها إلى المنزل، أسرعت الأخيرة لإخراج الحذاء من الشنطة لعرضه على والدها "شوف الكوتشي يا بابا"، لكن فرحة الطفلة تحولت لصدمة بعدما شاهدت حذاءً مختلفًا عن الذي اختارته، واكتشفت الأم أنها تعرضت لعملية نصب.

استشاطت الأم غيظا، وفي عصر اليوم التالي، توجهت للمحل لإعادة الحذاء "الكوتشي دا غير اللي اختارته وأنا عايزة أرجعه"، رفض صاحب محل الأحذية إعادة "الكوتشي"، ومع اصرار الأم على طلبها بإرجاع الكوتشي، اعتدى عليها "ضربها بالكوتشي في وشها"، استنجدت بالمارة في السوق دون مجيب، فهاتفت زوجها وأشقائه: "الحقوني.. صاحب المحل ضربني".

دقائق معدودة، وحضر الزوج وشقيقاه، فقابلهم البائع بالسباب، تجمع عدد من الباعة، واعتدوا بالضرب عليهم، محدثين إصابة الزوج بجرح قطعي بالرأس، وإصابة شقيقه بـ16 طعنة متفرقة بالجسم، وبنقلهما إلى المستشفى في محاولة لإسعافهما، كان الأخير قد فارق الحياة قبيل وصولهم.

تم ضبط صاحب المحل و4 آخرين، بينما المتهم بالقتل وأسرته أغلقوا منازلهم، وتركوا المنطقة، وما زالت أجهزة الأمن تكثف جهودها لضبطه.

عقب دفن جثة المجني عليه، رفض شقيقه إقامة عزاء "معنديش عزا عندي دم"، لكنه عدل عن قراره وأقام عزاء، بناء على طلب محاميه "اعمل عزاء وهنجيب حق أخوك بالقانون"، وتابع شقيق المجني عليه: "احترمت القانون، وعملت عزاء أخويا، يا ريت البلد تحترمني، وتجيب حقه".

داخل منزل المجني عليه، جلست زوجته متشحة بالسواد محتضنة أطفالها الأربعة، تبكي بحرقة على فقيدها "حرام نشأت يعيّد في الترب، والمتهم حر طليق، عايزة حق جوزي".

المجني عليه

فيديو قد يعجبك: