إعلان

"السر ادفن مع أصحابه".. تفاصيل جريمة العجوز والابن العاق في الحي الشعبي

02:08 ص الأحد 13 أكتوبر 2019

جثة _أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد شعبان:

72 ساعة كاملة لم تكن الشرطة هي الوحيدة التي تطادر "محمد" على خلفية اتهامه بقتل والده المُسن ودفنه في مقبرة أسمنتية أسفل سرر غرفته بمنطقة بولاق الدكرور، شبح الجريمة ظل يلاحقه أينما رحل، لم يجد سبيلا إلا إزاحة الحمل الثقيل عن صدره، نفذ حكم الإعدام في حق نفسه، لينتهي به الحال أشلاء على شريط السكة الحديد.

أمس الأول السبت كان ضباط مباحث بولاق الدكرور على موعد مع مغامرة جديدة لطالما تكررت تفاصيلها في تلك المنطقة الشعبية ذات الكثافة السكانية المرتفعة، بلاغا تلقاه العقيد شامل عزيز مأمور القسم، من فني بتغيب والده موظف بالمعاش أتم عامه السبعين للتو، وذلك منذ صباح الأربعاء الماضي في ظروف غامضة.

انتقل النقيب أيمن سكوري معاون مباحث بولاق الدكرور، إلى محل البلاغ لإجراء المعاينة، لم يلاحظ وجود كسر في مداخل ومخارج المنزل الكائن في صفط اللبن، الأبواب والنوافذ سليمة، لكن آثار رمال وأسمنت في أحد الأركان كانت محل شك وريبة رجال المباحث.

تتبع الضباط آثار مواد البناء وصولا إلى غرفة نجل المبلغ بتغيبه ويدعى "محمد" 30 سنة، عمد رجال البحث الجنائي إلى معاينة الغرفة بدقة وحرص، حتى اكتشفوا مقبرة أسمنتية أسفل السرير تفوح منها رائحة كريهة، ليستعيد الحضور مأساة جريمة بشعة راح ضحيتها مهندس ديكور مطلع العام الجاري دُفن في مقبرة مماثلة.

اختلفت الظروف لكن تشابهت الأحداث، بفتح المقبرة عثروا على جثة الُمبلغ بتغيبه ملفوفا في ملاءة سرير ودخولها في مرحلة التحلل، مما يشير إلى أن تاريخ الوفاة يعود إلى أكثر من 48 ساعة، وجرى نقلها إلى مشرحة زينهم بمعرفة مصلحة الطب الشرعي.

بات المشتبه به الأول هو نجل المجني عليه، فاختفاؤه من المنزل تزامن مع اكتشاف الجريمة، وتوصلت جهود البحث والتحري التي قادها النقيب أحمد مندور معاون مباحث بولاق الدكرور إلى أن المشتبه به سيئ السمعة ودائم الشجار مع والده، بسبب رفض الأب منحه أي أموال لشراء المواد المخدرة التي بات أسيرها.

استمع العقيد محمد الشاذلي، مفتش مباحث غرب الجيزة، إلى أقوال الزوجة التي أكدت صحة التحريات، مضيفة أنها كانت غير متواجدة آنذاك إذ توجهت لزيارة ابنتها.

بدت الصورة واضحة، المتهم تم تحديده والدوافع معلومة ما ينقص القضية لإغلاق صفحاتها هو القبض عليه، ليوجه العميد عاصم أبو الخير، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بنشر أكمنة في الأماكن التي يتردد عليها، ولدى أقاربه وأصدقائه لضبطه، وإعداد نشرة بأوصافه وتوزيعها على الدوريات وأقسام الشرطة بمختلف القطاعات؛ لتضييق الخناق عليه.

مع غروب شمس اليوم التالي (الأحد)، باءت محاولات رجال المباحث بالفشل، اختفى الابن العاق دون ترك أثر، حتى تلقى مدير مباحث الجيزة إشارة من المقدم محمد ربيع، رئيس مباحث إمبابة، يبلغه بالعثور على جثة شاب على شريط السكة الحديد تحمل أوصاف مماثلة للمتهم الهارب.

أسرع المقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، ومعاونه الرائد مجدي عوض إلى مكان الجثة التي تحولت أشلاء، وتبين تطابقها مع الجاني، إذ أقدم على الانتحار تحت عجلات القطار.

وعن ملابسات الجريمة، قال مصدر أمني مسؤول، "السر ادفن مع أصحابه.. تقرير الطب الشرعي هيوضح طريقة القتل.. لأن الجثة كانت في حالة تحلل".

فيديو قد يعجبك: