إعلان

يأس من مرضه فانتحر.. "طبيب فيصل" يكتب الفصل الأخير في حياته

08:31 ص الإثنين 17 ديسمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

على مدار 4 سنوات ظل "وائل" يخضع للعلاج من مرض نفسي ألم به؛ بسبب ضغوطات الحياة وخلالها حاول التخلص من حياته مرات عدة لكن القدر وتدخل زوجته أطال في عمره حتى غابت "أم العيال" عن المنزل ظهر الأحد فأنهى الزوج حياته بطريقة مؤسفة.

داخل شقة بسيطة بمنطقة كفر طهرمس ببولاق الدكرور -حيث المليون نسمة- تزوج الأستاذ في كلية الطب البيطري، ورُزق بثلاثة أطفال، وبات جُل حلمه توفير احتياجاتهم وحصولهم على قدر جيد من التعليم لكن وعكة ألمت به تبدلت معها أحوال الأسرة البسيطة.

أصيب الجامعي الأربعيني بأزمة نفسية دخل على إثرها مستشفى أبو العزايم للطب النفسي؛ أملا في العودة لممارسة حياته بشكل طبيعي، لكن حالته لم تتحسن بالشكل المرجو، وغادر المصحة لاستكمال العلاج بمنزله.

مع تدهور حالة الجامعي، قررت زوجته طرق بابا جديدا لعلاج "رب الأسرة"، فكانت وجهتها مصحة في منطقة المعادي بمحافظة القاهرة، إلا أن مساعيها لم تكلل بالنجاح، ولم يطرأ جديد على حالة زوجها بل وصل الأمر إلى تفكيره في الانتحار.

على مدار السنوات الأربع الماضية، حاول الأستاذ بكلية الطب البيطري، التخلص من حياته بطرق مختلفة آخرها منذ أسبوعين عندما تناول أقراصًا مخدرة أفقدته الوعي إلا أن تدخل زوجته كتب له عمرًا جديدًا، إذ نقلته إلى معهد السموم حيث جرى إنقاذه.

حاولت زوجة الجامعي مساعدته لعبور الأزمة التي ألمت به، ولم تدخر جهدًا في مساندته طوال رحلة علاجه جنب إلى جنب تربية أطفالهما، فتحرص على العودة من عملها مبكرًا خوفًا من محاولته الانتحار مرة جديدة، لكنها لم تدر بأن حديثًا مقتضبًا جمعهما صباح الأحد قبل توجهها لعملها سيكون الأخير.

ظهر أمس الأحد، عادت الزوجة من عملها، ثمة انقباض في الصدر وارتفاع دقات القلب كان يسيطران عليها، صعدت درجات السلم بسرعة، ومع فتح باب الشقة كانت على موعد مع فاجعة تمنت لو أنها محض كابوس سرعان ما ستسفيق منه، إذ عثرت على زوجها معلقا بحبل مُثبت بجنش حديدي في الصالة بعدما انتحر شنقا.

صراخ الزوجة المكلومة كان بمثابة جرس إنذار دوت أصداءه جنبات العقار، أسرع الجميع لاكتشاف مصدره ليجدوا زوجة الأستاذ الجامعي تفترش الأرض شاخصة ببصرها نحو جثة زوجها "وائل" التي تتدلى من السقف والدموع تتفجر من عينيها.

حاول الجيران إنقاذ "وائل" وأنزلوه أملًا في عودته للحياة لكن قضي الأمر. دقائق معدودة حضرت بعدها قوة من الشرطة بقيادة العقيد شامل عزيز، مأمور قسم بولاق الدكرور، الذي وجه بفرض طوقًا أمنيًا بمسرح الواقعة بقيادة النقيب كريم عبدالرازق، معاون مباحث بولاق الدكرور.

وعكف العقيد محمد الشاذلي مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة على فحص الشقة بدقة، وتأكد من عدم وجود آثار كسر أو عنف بالمنافذ والباب على حد سواء، وعدم وجود بعثرة في محتويات الشقة ليستبعد معها احتمالية وجود شبهة جنائية ليبدأ في سماع أقوال زوجة المتوفى التي حاولت استجماع ما تبقى من قواها التي خارت مؤكدة أنه كان يعاني من مرض نفسي وحاول الانتحار مرات عدة طوال 4 سنوات.

تتوقف الزوجة عن الحديث تذكرت بعدها تفاصيل تلك الليلة التي قضتها مع "وائل" في معهد السموم بعد تناوله عقاقير مخدرة كادت تودي بحياته لولا تدخل الأطباء، وظنت أن الأمر لن يتكرر. ووسط حالة من الحزن الممزوجة بالصدمة، ودع أهالي المنطقة الجثمان الذي نُقل بواسطة سيارة إسعاف إلى المشرحة في انتظار قرار النيابة العامة.

فيديو قد يعجبك: