إعلان

فيروس كورونا: متى سيتوفر لدينا عقار لعلاجه؟

11:13 ص الجمعة 24 أبريل 2020

احد المصابين بكورونا

لندن (بي بي سي)

توفي أكثر من 150 ألف شخص جراء الإصابه بمرض كوفيد -19، ولا توجد حتى الآن أدوية ثبتت فعاليتها لمساعدة الأطباء في علاج هذا المرض. فما مدى اقترابنا من الوصول إلى إنتاج مثل هذه الأدوية التي ستنقذ حياة الآلاف من البشر.

ما الجهود المبذولة حتى الان لاكتشاف علاجات للمرض؟

تُجرى بحوث في مختلف أنحاء العالم على أكثر من 150 عقار مقترح، مُعظمها أدوية موجودة سابقاً وتُجرَّب حاليا لمكافحة الفيروس.

§ أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة "تجربة تضامن" التي تهدف إلى تقييم فعالية العلاجات الواعدة.

§ تقول المملكة المتحدة إن تجربتها الخاصة، التي حملت اسم "تعافي" لاختبار أدوية يمكن أن تعمل على فيروس كورونا، هي الأكبر في العالم، حيث يشارك فيها فعلياً أكثر من خمسة آلاف مريض.

§ يحاول العديد من مراكز الأبحاث حول العالم استخدام بلازما دماء المتعافين من الفيروس كعلاج.

ما أنواع الأدوية التي قد تنفع في العلاج؟

ثمة ثلاثة مقتربات للعمل على انتاج علاجات للمرض يجري تمحيصها واختبارها على نطاق واسع:

§ الأدوية المضادة للفيروسات التي تؤثر بشكل مباشر على قدرة فيروس كورونا على النمو داخل الجسم.

§ الأدوية التي بإمكانها تهدئة جهاز المناعة، إذ تصبح حالة المصاب بالفيروس خطيرة عندما يستجيب نظام المناعة لديه بشكل مبالغ فيه ويبدأ في التسبب في حدوث أضرار جانبية للجسم.

§ الأجسام المضادة، التي يتم الحصول عليها من بلازما دماء المتعافين، أو تُصنع في المختبر، والتي باستطاعتها مهاجمة الفيروس.

ما هو أكثر دواء واعد لمعالجة فيروس كورونا؟

قال الطبيب بروس أيلوارد، من منظمة الصحة العالمية، بعد زيارته للصين إن عقار "ريميدسيفير" هو الدواء الوحيد الذي أعطى إشارات على فعاليته.

وكان هذا العقار المضاد للفيروسات قد صُمم بالأصل لعلاج مرض "إيبولا" ، لكن ثبتت فعاليته في علاج أمراض أخرى.

ومنذ ذلك الحين، ثبتت فعاليته في علاج أنواع أخرى من الأمراض الناجمة عن الفيروسات التاجية القاتلة؛ أمثال: متلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، في البحوث والتجارب التي أجريت على الحيوانات، وأدى ذلك إلى تعليق الآمال على قدرته على علاج مرض كوفيد – 19، أيضاً.

وتشير النتائج المسربة من التجارب التي تقوم بها جامعة شيكاغو إلى أن العقار كان فعالا.

وهو واحد من الأدوية الأربعة التي تُجرى اختبارات على فعاليتها ضمن تجربة منظمة الصحة العالمية "تضامن". وكذلك تُجرى الشركة المصنعة له ، "غيلياد ساينسز " الأمريكية، اختبارات أخرى في هذا الصدد.

هل يمكن استخدام أدوية الإيدز في علاج كوفيد-19؟

جرى الكثير من النقاش عن فعالية نوعين من أدوية فيروس نقص المناعة المكتسبة " لوبينافير" و"ريتونافير"، في علاج مرض كوفيد -19، ولكن الأدلة على ذلك ليست كافية.

وكانت هناك بعض الأدلة على فعاليتها في المختبرات، لكن الدراسات التي أجريت لتجريبها على البشر كانت مخيبة للآمال.

لم يحسّن المركّب الدوائي من عملية الشفاء أو يقلل الوفيات أو يخفض من مستويات الفيروس في أجسام المرضى الذين يعانون من إصابات شديدة بكوفيد-19.

وقد يرجع ذلك إلى أن التجارب أجريت على مرضى كانت حالاتهم خطيرة، (مات ما يقارب ربعهم)، وبالتالي يصعب أن يؤثر الدواء في علاجهم لأن مرضهم كان وصل إلى مرحلة متقدمة جداً.

هل يمكن لأدوية الملاريا إيقاف الفيروس التاجي؟

يجري اختبار مدى فعالية أدوية الملاريا في هذا الصدد ضمن تجربتي منظمة الصحة العالمية "تضامن"، و"تعافي" البريطانية.

وقد يكون لعقار الكلوروكوين وعقار آخر قريب منه هو هيدروكسي كلوروكين، خصائص مضادة للفيروسات ومهدئة لنظام المناعة.

وقد سُلطت الأضواء على استخدام هذه العقارات كعلاجات محتملة لفيروس كورونا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الصدد، ولكن حتى الآن ليس ثمة سوى أدلة قليلة على فعاليتها.

ويستخدم هيدروكسي كلوروكين أيضاً لعلاج التهاب المفاصل الروماتيزمي، لقدرته على تنظيم عمل جهاز المناعة.

وأظهرت التجارب المختبرية، أنه يمكن أن يثبط عمل فيروس كورونا، وهناك بعض الأقاويل من بعض الأطباء تتحدث عن أنه مفيد في مساعدة المرضى. إلا أن منظمة الصحة العالمية تقول إنه لا يوجد دليل قاطع على فعاليته.

ماذا عن أدوية المناعة؟

إذا كان رد فعل الجهاز المناعي شديدا في مواحهة الفيروس فقد يؤدي ذلك إلى التهاب في جميع أنحاء الجسم. ويعد هذا أمرا مفيدا في تحفيز وحشد قدرات الجهاز المناعي ضد الفيروس، ولكن إذا كان رد الجهاز المناعي مفرطا سيتسبب في أضرار جانبية في جميع أنحاء الجسم وقد تكون قاتلة.

وتحاول تجربة "تضامن" اختبار فعالية عقار "إنترفيرون بيتا" الذي يستخدم لعلاج التصلب المتعدد (الذي يصيب والجهاز العصبي) ولتقليل الالتهاب.

والإنترفيرون هي مجموعة من المواد الكيميائية التي يطلقها الجسم عند تعرضه لهجوم من فيروس.

وتستكشف تجربة "تعافي" في المملكة المتحدة مدى فعالية عقار "ديكساميثازون"، وهو نوع من هرمون الستيرويد الذي يستخدم لتخفيف الالتهاب.

هل يمكن أن يكون دم المريض المتعافي علاجا للمصابين بالفيروس؟

تتشكل لدى الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد -19، أجسام مضادة في الدم يُمكنها مهاجمة الفيروس.

والفكرة هنا هي أن ننقل بلازما الدم (الجزء الذي يحتوي على الأجسام المضادة) من المتعافين من المرض إلى المصابين به.

لقد عالجت الولايات المتحدة فعلياً 500 مريض بما يعرف بـ "بلازما الشفاء"، وهناك دول أخرى تقوم بذلك أيضاً.

كم من الوقت نحتاج للحصول على علاج؟

من السابق لأوانه معرفة متى يمكن أن يتوفر لدينا دواء لعلاج مرض فيروس كورونا، بيد أنه من المتوقع الحصول على نتائج التجارب في هذا الصدد في الأشهر القليلة المقبلة، وهذا توقيت أبكر بكثير من الوقت الذي سنعلم فيه مدى فعالية اللقاح ضد الفيروس (الذي يحمي من العدوى ولا يعد علاجا).

ويرجع هذا التباين إلى أن الأطباء يقومون باختبار الأدوية التي تم تطويرها بالفعل والمعروفة بسلامتها بشكل يسمح باستخدامها، في حين يبدأ الباحثون في صنع اللقاحات من الصفر.

وتجرى تجارب لاختبار فعالية بعض العقاقير التجريبية والجديدة كليا ضد الفيروسات التاجية في المختبر أيضاً، ولكنها ليست جاهزة بعد لاختبارها على البشر.

لماذا نحتاج إلى علاج؟

إن السبب الأكثر وضوحاً للرغبة في تطوير علاج هو أنه سينقذ الأرواح، ولكنه قد يسمح أيضاً برفع بعض إجراءات الإغلاق.

ويمكن القول مبدئيا أن الحصول على علاج فعال، سيجعل فيروس كورونا مرضاً معتدل التأثير.

وإذا أسهم مثل هذا العلاج في إيقاف حاجة المرضى الذين ينقلون إلى المستشفيات إلى أجهزة التنفس الاصطناعية، فسيخفف ذلك من الضغط على وحدات العناية الفائقة في المستشفيات، وسينجم عن ذلك أيضا تخفيف القيود الصارمة المفروضة على حياة الناس جراء تفشي الفيروس.

إذًا، كيف يعالج الأطباء المرضى الآن؟

إذا تعرضت للإصابة بفيروس كورونا، فستكون، على الأغلب، إصابة طفيفة كما هي الحال بالنسبة لمعظم الناس، ويمكن علاجها في المنزل بحبوب الباراسيتامول وشرب الكثير من السوائل والراحة في الفراش.

لكن بعض الناس يحتاجون إلى علاج مكثف في المستشفى، والذي يتضمن تزويدهم بالأوكسجين عبر جهاز التنفس الاصطناعي.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: