إعلان

من غريب القرآن.. قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} واختلاف علي وابن عباس حول تفسيرها

09:06 م الأحد 04 أكتوبر 2020

آيات سورة العاديات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا، فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا، فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}.. تبدأ بتلك الآيات سورة العاديات، وهي سورة مكية، وتعتبر بعض ألفاظها من غريب القرآن ومنها قوله: "ضبحًا"، فما هو الضبح؟

يفسر الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، معنى الآية قائلًا إن العاديات هي الخيل حين تعدو فيقال لها عاديات، أما "ضبحًا" فهي من غريب ألفاظ القرآن الكريم، "وهي من الكلمات الغامضة خاصة على من لا يعرف شيء عن تربية الأحصنة" حسبما يرى البكري، أما معنى الضبح، فيقول أنه هو صوت الخيل حين تجري وحين تعدو فيصدر صوت لهاث كلهاث البشر ويسمى الضبح، فيقال ضبحت الخيل إذا اصدرت هذا الصوت عند جريها، ويشير معاضة البكري إلى أن استخدام تلك الألفاظ دليل على أن كلمات القرآن الكريم بها ارتباط بالبيئة، فهناك الفاظ مثلا يعرفها أهل الزراعة فقط في القرآن ومن لا يعملون بالزراعة لا يفهمونها مثل: صنوان وغير صنوان، وقنوان، وغيرها فهي كلمات يعرفها أهل المدينة المنورة لأنهم أهل زراعة، أما قريش، يقول البكري، كانت الكلمات التي نزلت فيهم متصلة بالحج والتجارة وكانت مرتبطة بالبيئة التي نزلت فيها، وهكذا كلمات العاديات وضبحًا فهي لا يفهمها من لا يتعاملون مع الخيل.

ويضيف البكري أن الله سبحانه وتعالى أقسم في الآية "والعاديات ضبحًا" بالخيل حين تعدو وتصدر صوتًا، وأشار إلى اهتمام علماء اللغة بعلم الأصوات، قائلًا أن هناك كتب كتبها بعضهم تحديدًا في الأصوات وتدور تلك الكتب حول أسماء الأصوات التي يصدرها الإنسان أو الحيوانات وغيرها، "العرب دقيقون جدًا في استخدام وتسمية المسميات، فلكل صوت عندهم تسمية معينة".

اختلاف ابن عباس وعليّ رضي الله عنهما حول تفسير الآية

"يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت" يفسر ابن كثير قوله تعالى: "والعاديات ضبحًا" موضحًا أن الضبح هو الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو، وينقل ابن كثير اختلاف علي بن أبي طالب وعبد الله بن العباس رضي الله عنهما حول تفسير الآية في حديث روي عن ابن عباس حين قال: جاءني رجل فسألني عن : "والعاديات ضبحا"، فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ، ثم تأوي إلى الليل ، فيصنعون طعامهم ، ويورون نارهم . فانفتل عني فذهب إلى علي رضي الله عنه ، وهو عند سقاية زمزم فسأله عن "والعاديات ضبحا" فقال : سألت عنها أحدا قبلي ؟ قال : نعم ، سألت ابن عباس فقال : الخيل حين تغير في سبيل الله . قال : اذهب فادعه لي . فلما وقف على رأسه قال : تفتي الناس بما لا علم لك ، والله لئن كان أول غزوة في الإسلام بدر ، وما كان معنا إلا فرسان : فرس للزبير وفرس للمقداد ، فكيف تكون العاديات ضبحا ؟ إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى المزدلفة ، ومن المزدلفة إلى منى .

قال ابن عباس : فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي رضي الله عنه .

اقرأ أيضاً..

- من غريب القرآن.. معنى قوله تعالى: {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى}

- من غريب القرآن.. "فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ" ماذا تعني كلمة "مسد"؟

- من غريب القرآن.. معنى قوله تعالى: "تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى"

فيديو قد يعجبك: