أستاذ فقه: الشكر عبادة عظيمة تغيب عن كثير من الناس بسبب الانشغال بالمفقود
كتب : محمد قادوس
الدكتور هانى تمام
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن القرآن الكريم أوضح أن الشاكرين لله قلة قليلة، مستشهدًا بقوله تعالى: "وقليلٌ من عبادي الشكور".
وأضاف تمام خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة" الناس": أن السبب في ذلك أن الإنسان بطبعه يتطلع دائمًا إلى ما ليس عنده، وينشغل بالمفقود عن الموجود، مما يجعله يغفل عن شكر النعم الحاضرة الكثيرة التي لا تُحصى.
وأشار الأستاذ بالأزهر إلى أن الشيطان يستغل هذا التطلع الدائم ليُنسي العبد ما أنعم الله عليه به، فيركز على ما لم يحدث أو ما لم ينله بعد، فيحزن ويترك الشكر. موضحًا أن الشكر الحقيقي هو أن يتذكر الإنسان نعم الله الماضية والحاضرة، حتى لو لم يتحقق مطلبه اليوم، بل ويشكر الله على ما مُنع عنه يقينًا بأن الخير في عدم حصوله.
وأوضح تمام أن الحرمان قد يكون عين العطاء، مستشهدًا بحكمة ابن عطاء الله السكندري: "من لم يعرف قدر النعمة بوجدانها عرفها بوجود حرمانها". داعيًا الناس إلى اغتنام النعم قبل زوالها وعدم انتظار فقدها حتى يعرفوا قيمتها.
وبين أن الشكر لا يقتصر على النعم الكبيرة كالرزق الوفير أو النجاح العظيم، بل يشمل دقائق النعم قبل جلائلها، مثل شكر الله عند الطعام والشراب واللباس، مستدلًا بقول الله تعالى عن سيدنا نوح عليه السلام: "إنه كان عبداً شكوراً"، وموضحًا أن نوحًا عليه السلام حاز هذا المقام لأنه كان يحمد الله على كل صغيرة وكبيرة.
وأكد، أن الشكر من أجلّ العبادات والمقامات التي توصل العبد إلى رضا الله، ودعا إلى تدريب النفس على استحضار النعم المستمرة وعدم ترك وساوس الشيطان تصرف الإنسان عن رؤية فضل الله عليه.
اقرأ ايضًا
بالفيديو| أمين الفتوى يوضح حكم الجلوس في الصلاة: يبطل الفريضة في هذه الحالة
أمين الفتوى يوضح ما هو التنكيس في قراءة القرآن المنهي عنه شرعًا