إعلان

في يوم الشهيد| "لا يعاني من سكرات الموت ولا ألمه".. كرامات الشهداء وأنواعهم في الإسلام

09:44 م الأربعاء 09 مارس 2022

دار الإفتاء المصرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي :

في اليوم التاسع من مارس من كل عام تحتفل القوات المسلحة بـ يوم الشهيد، وهو اليوم الذي أعلنته مصر منذ عام 1969م كيوم للشهيد تخليدًا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري عبد المنعم رياض، وفي السطور التالية نوضح معنى الشهيد ومكانته وفضله وأنواعه في الشريعة الإسلامية.

ماذا تعني كلمة "شهيد"؟

شهيد على وزن فعيل بمعنى فاعل، اي شاهد للكرامة التي أعدها الله له، وقيل إنه بمعنى مفعول لأن الملائكة تشهده وتظلله بأجنحتها، وتعرف دار الإفتاء المصرية الشهادة كما عرفها تقي الدين السبكي: حالةٌ شريفةٌ تحصل للعبد عند الموت، لها سببٌ وشرطٌ ونتيجةٌ، عرفت من نصّ الشّارع على مَحالّها وآثارها، واستنبط من ذلك عللها الموجبة لضبطها وأسبابها وشروطها.

كرامات الشهداء في الإسلام: لا يعاني من سكرات الموت ووعد بالجنة

"وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ، سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ، وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ" هكذا وعد الله سبحانه وتعالى الشهداء في القرآن الكريم بقبول أعمالهم وهدايتهم إلى الجنة وحتمية دخولها، وخلو بالهم من الهم والغم والكدر.

ومن فضل الله على الشهداء أن الله يعصمهم من الألم عند الموت، فمهما كانت إصابة الشهيد فهو لا يتألم منها إلا كما يشعر الواحد منا حين تقرصه بعوضة، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشهيدُ لا يَجِدُ ألم القتْلِ إلَّا كما يَجِدُ أحدُكم مَسَّ القرصَةِ"، وكذلك لا يعاني من سكرات الموت، فيقول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن سكرات الموت تختلف من شخص لآخر حسب عمله، مؤكدًا أن الشهداء لا يذوقون سكرات الموت، فيقول: "سكرات الموت عند الشهداء مش موجودة"، ويعني جمعة بالشهيد هنا أحد نوعي الشهداء وهو الشهيد الحقيقي الذي يقاتل المعتدين.

الفارق بين الشهيد الحقيقي ومن في "حكم" الشهيد

أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى سابقة لها أن هناك نوعين من الشهادة، أحدهما حقيقية والأخرى حكمية على النحو التالي:

فالشهادة الحقيقية: هي تلك التي ينالها المسلم إذا مات بسبب قتال الكفار حال قيام القتال؛ ويقول عنها الإمام النووي:الشهيد الذي لا يغسّل ولا يصلّى عليه هو: من مات بسبب قتال الكفار حال قيام القتال؛ سواء قتله كافر، أو أصابه سلاح مسلم خطأ، أو عاد إليه سلاح نفسه، أو سقط عن فرسه، أو رمحته دابة فمات، أو وطئته دواب المسلمين أو غيرهم، أو أصابه سهم لا يعرف هل رمى به مسلم أم كافر؟ أو وجد قتيلًا عند انكشاف الحرب ولم يعلم سبب موته، سواء كان عليه أثر دم أم لا، وسواء مات في الحال أم بقي زمنًا ثم مات بذلك السبب قبل انقضاء الحرب، وسواء أكل وشرب ووصّى أم لم يفعل شيئًا من ذلك".

أما الشهادة الحكمية: فلها أسباب معينة للموت جاء النص في السنة النبوية الشريفة على أن المسلم إذا مات بسببها كان له حكم الشهادة، أي: أجرها وثوابها فقط، فلا تستتبع آثار الشهادة الحقيقية في أحكام الدنيا، بل يغسّل صاحبها ويصلّى عليه، وأوصل السيوطي أنواعها إلى سبع وخمسين نوعًا، ومنها ما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، قَالَ: إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، قَالُوا: فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ، قَالَ ابْنُ مِقْسَمٍ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِيكَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ: وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ.

فيديو قد يعجبك: