إعلان

أول مستشفى للحجر الصحي في الإسلام: بناه الوليد بن عبد الملك

04:06 م الأربعاء 20 مايو 2020

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - آمال سامي:

للمسلمين تاريخ طويل في العلوم الطبية وبناء المستشفيات خاصة في عصور النهضة الإسلامية، وكانت المستشفى في تلك الفترة "بيمارستان" وهي كلمة ذات أصل فارسي مكونة من كلمتي "بيمار" بمعنى مريض أو عليل أو مصاب، و"ستان" بمعنى مكان أو دار، فهي تعني دار المرضى، وعلوم الطب كانت موجودة لدى العرب منذ صدر الإسلام، حسب أحمد عيسى في كتابه: "تاريخ البيمارستانات في الإسلام"، حيث أكد عيسى أن المسلمين يمارسون مهنة الطب منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان هناك أناس يعلمون الطب ويعملون به، وهو مما اشتهرت به أم المؤمنين، السيدة عائشة رضي الله عنها.

ومن أدلة معرفة المسلمين بالطب منذ بداية الإسلام، ما روي عن عروة أنه قال لعائشة رضي الله عنها: يا أماه لا أعجب من فقهك، أقول زوجة رسول الله ﷺ وابنة أبي بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس أقول ابنة أبي بكر وكان من أعلم الناس ولكني أعجب من علمك بالطب. فضربت على منكبه وقالت: أي عروة! إن رسول الله ﷺ كان في آخر عمره فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات فكنت أعالجها من ثمَّ، وفي تاريخ الإسلام للذهبي قال عروة بن الزبير: ما رأيت أعلم بالطب من عائشة فقلت يا خالة: من أين تعلمت الطب؟ قالت: كنت أسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه.

وفي الموطأ عن زيد بن أسلم: أن رجلا في زمان رسول الله ﷺ أصابه جرح فاحتقن الجرح بالدم وأن الرجل دعا رجلين من بني أنمار فنظر إليهما فزعما أن رسول الله ﷺ قال: أيكما أطب فقالا: أو في الطب خير يا رسول الله؟ فزعم زيد أن رسول الله قال: أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء.

ليست مهنة الطب فقط، ولا حتى إنشاء المستشفيات، بل كان المسلمون أيضًا أول من طبق نظام الحجر الصحي على مرضى الجزام، وقد طبقه الوليد بن عبد الملك في البيمارستان الذي بناه للمرضى والمساكين، وأمر بتطبيق الحجر الصحي على مرضى الجزام فيه، فكان أول من بنى بيمارستان واتخذ له بناء، والوليد بن عبد الملك هو سادس خلفاء بني أمية وقد تولى الخلافة عام 86 هـ/ 705م، وكان البيمارستان الذي بناه يستقبل مختلف أنواع المرضى من المجذومين والعميان والمساكين وغيرهم، وطبق الوليد عبد الملك لأول مرة الحجر الصحي على المجذومين حسب رواية المقريزي الذي قال إنه: أول من بنى البيمارستان في الإسلام ودار المرضى الوليد بن عبد الملك، وهو أيضا أول من عمل دار الضيافة وذلك سنة 88هـ 706م وجعل في البيمارستان الأطباء وأجرى لهم الأرزاق وأمر بحبس المجذمين لئلا يخرجوا وأجرى عليهم وعلى العميان الأرزاق.

وروى محمد بن جرير الطبري في تاريخ الرسل والملوك أن الوليد بن عبد الملك كان عند أهل الشام أفضل خلفاءهم، حيث بنى المساجد مثل مسجدي دمشق والمدينة، ووضع المنار، وأعطى الناس، وأعطى المجذمين وقال: لا تسألوا الناس وأعطى كل مقعد خادما وكل ضرير قائدا.

فيديو قد يعجبك: