إعلان

صور وفيديو- الكعبة المشرفة.. بُناة البيت العتيق (1)

09:58 م الأحد 19 أغسطس 2018

الكعبة المشرفة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

إعداد – سارة عبد الخالق:

الكعبة المشرفة.. البيت العتيق. المسجد الحرام، وغيرها من الأسماء التي ورد ذكرها في كتاب الله في أكثر من موضع، هذا البيت المقدس الذي يعتبر قبلة المسلمين وأول بيت وضع للناس، يقول الله تعالى في سورة آل عمران (آية: 96): {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}.

وهي أقدس وأطهر بقاع المعمورة التي يأتي إليها الناس من كل مشارق الأرض ومغاربها يقفون أمامها يطوفون بها ويؤدون العبادات ومناسك الحج طامعين في رضا الرحمن، كانت قد شهدت تطورات كبيرة على مر العصور في البناء، لكنها تظل دائما شامخة منتظرة عباد الله يأتون إليها من كل فج عميق.

· من بنى الكعبة ؟

أورد الأزرقي عدة روايات حول تاريخ بناء الكعبة تشير إلى أن أول بنى الكعبة هو نبي الله آدم – عليه السلام -، ثم اندثر ذلك البناء بمرور الزمن، فأمر الله تعالى نبيه إبراهيم – عليه السلام – بأن يجدد بناءه بعد أن أسكن ابنه إسماعي بجواره.

وقد أعاد نبي الله إبراهيم بناء الكعبة بمساعدة ابنه إسماعيل – عليهما السلام - كما جاء في كتاب الله – عز وجل- في سورة البقرة (آية: 127): {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

وبعد أن أتم بناء الكعبة مرة أخرى على الأسس التي وضعها آدم – عليه السلام -، أمره الله تعالي أن يطهر بيت الله من كل مظاهر الشرك والوثنية، وأن يخصصه لعبادة الله وحده، يقول الله تعالى في سورة الحج (آية: 26): {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.

وعلى جانب آخر، عددت الروايات واختلفت حول عدد مرات بناء الكعبة، ويقال إنها بنيت 10 مرات، منها: بناء الملائكة، وبناء سيدنا آدم – عليه السلام -، ومنها بناء أولاده، ومنها بناء نبي الله إبراهيم عليه السلام وابنه، ومنها بناء العمالقة ومنها بناء جرهم – وهي قبيلة يمنية قديمة من حمير وقيل من العماليق عاصرت النبي إسماعيل -، ومنها بناء قصي بن كلاب، ومنها بناء قريش ،ومنها بناء عبد الله ابن الزبير- رضي الله عنهما – ومنها بناء الحجاج بن يوسف الثقفي.

- قريش: وكانت الكعبة باقية على حالها إلى أن أعادت قريش بناءها بعد عام الفيل بحوالي 30 عاما، وذلك بعد عن حدث حريق هائل بالكعبة بسبب محاولة سيدة من قريش تبخير الكعبة مما أدى إلى اضطرام النيران في البناء واشتعالها، مما تسبب في ضعف البناء.

ثم طال الكعبة بعد ذلك سيل أدى إلى تحطم بعد أجزاء من الكعبة، فقامت قريش بعدها ببناء الكعبة، وقرروا أن يقوموا ببناء الكعبة بمال طيب فقط، وبالفعل أعادوا بناء الكعبة المشرفة وأدخلوا تطورات جديدة عليها حيث برفع الباب من مستوى المطاف، وسدوا الباب الخلفي لها، وسقفوا الكعبة وجعلوا لها ميزابا يسكب مياه الأمطار في الحطيم، وقاموا برفع بناء الكعبة عدة أمتار، وقد شارك النبي محمد صلوات الله عليه بنفسه أعمامه في أعمال البناء.

ثم حدثت خصومة رفع الحجر الأسود الشهيرة التي اختصم فيها بطون قريش فيما بينهم، على من يقوم برفع الحجر، فقرروا وقتها أن أول رجل يخرج عليهم سيحكم بينهم، فكان النبي – صلى الله عليه وسلم – أول من خرج عليهم الذي قضى بينهم وجعل الحجر الأسود في كساء ثم يقوم زعماء القبائل بحمل الكساء سويا فرفعوه، وقام النبي – عيه الصلاة والسلام – بوضعه في مكانه بيده الشريفة.

01

- عبدالله بن الزبير : وكان قد أعيد بناء الكعبة المشرفة في عهد عبدالله بن الزبير بعدما أصابها من الحريق الذي شب في الكعبة بعدما رميت بالمنجنيق، أثناء حصار يزيد بن معاوية لمكة في نزاعه مع عبد الله بن الزبير، وذلك بسبب رفض عبدالله بن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية، وبعد ذلك عند مبايعة عبد الله بن الزبير خليفة على المسلمين سنة 64 هـ، كان أمامه خياران: إما أن يقوم بترميم الكعبة أو أن يهدمها ثم يعيد بنائها، فقرر هدم الكعبة وإعادة بنائها على قواعد النبي إبراهيم.

02

- الحجاج بن يوسف: وبعد ذلك بسبب نشوب الحرب بين عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان، أراد عبد الملك بن مروان التخلص من منافسه بن الزبير، جهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في مكة، وأمر عليه الحجاج بن يوسف و أمره بالسير إلى مكة للقضاء على ابن الزبير، فخرج بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، ثم زحف الحجاج إلى مكة في موسم الحج ونصب المـجانيق على جبل أبي قبيس وعلى جبل قعيقعان ونواحي مكة كلها، فتحصن ابن الزبير في المسجد وأخذت أحجار المنجنيق تتساقط على المسجد، وبسبب هذا القصف احترقت الكعبة،فأضطر ابن الزبير إلى الخروج للقتال مع جماعة من أتباعه حتى قتل جميع أتباعه وانتهى الأمر بقتل ابن الزبير،وبعد أن سيطر الحجاج على مكة كتب إلى الخليفة عبد الملك بن مروان أن أبن الزبير قد زاد في البيت ما ليس فيه وقد أحدث فيه باباً آخر، فكتب إليه عبد الملك: «أن سد بابها الغربي وأهدم ما زاد فيها من الحجر».

03

فهدم الحجاج منها ستة أذرع وبناها على أساس قريش وسد الباب الغربي وسد ما تحت عتبة الباب الشرقي لارتفاع أربعة اذرع ووضع مصراعان يغلقان الباب، فأمر عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف أن يعيد بناء الكعبة إلى ما كانت عليه في عهد قريش ، وفي عهد الوليد بن عبد الملك كانت عمارة التوسعة الرابعة للمسجد وذلك في سنة 91 هـ.

04

ويعرض الفيديو التالي مزيدا من المعلومات عن تاريخ بناء الكعبة – وهو فيديو سابق نشر على اليوتيوب وثائقي بعنوان "تاريخ بناء الكعبة ":

· أوائل في بناء الكعبة

05

- أول من بنى الكعبة هو نبي الله آدم عليه السلام

- ويقال أن أول من سقف الكعبة أي جعل لها سقفا هو قصي بن كلاب أحد أجداد الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم- ، حيث كانت الكعبة في بادئ الأمر دون سقف، حيث قام بتسقيفها بخشب الدوم وجريد النخيل، وكان ذلك قبل بناء قريش للكعبة بزمن طويل.

- وقريش أول من رفع باب الكعبة ليدخلوا ويمنعوا ما يشاءون، أما ابن الزبير – رضي الله عنهما – هو أول من جعل لها بابين، والثابت في ذلك هو بناء ابن الزبير وبناء قريش ونبي الله إبراهيم ، وما عدا ذلك غير ثابت، نظرا لضعف سند الأخبار الواردة به – وفقا لما جاء في كتاب الزهور المقتطفة من تاريخ مكة المشرفة -.

- ويعتبر عبد المطلب بن هاشم هو أول من حلّى الكعبة بالذهب.

· مكان الكعبة وشكلها

06

يشار إلى أن الكعبة المشرفة تقع في وسط المسجد الحرام تقريباً، وهي على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مربعة الشكل، حيث يبلغ ارتفاعها خمسة عشر متراً، ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها اثنا عشر متراً، وكذلك الذي يقابله، وأما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله، فطولهما عشرة أمتار.

لكن الكعبة لم تكن بهذا الشكل والقياسات في عهد إسماعيل بل كان ارتفاعها تسعة أذرع،وكانت من غير سقف، ولها باب ملتصق بالأرض، حتى جاء تبع فصنع لها سقفاً، - ويقال قصي بن كلاب هو أول منصنع لها سقفا - ثم جاء من بعده عبد المطلب بن هاشم وصنع لها باباً من حديد وحلاّه بالذهب، وقد كان بذلك أول من حلىّ الكعبة بالذهب.

هذا الباب المحلى بالذهب.. شهد عدة تطورات إلى أن وصل إلى شكله الحالي وأصبح أكبر كتلة ذهبية في العالم..

تابع غداً الجزء الثاني: نظرة مقربة على باب الكعبة المشرفة الذهبي (2)

للحديث بقية..

· المصادر:

- أخبار مكة للأزرقي

- تاريخ مكة المكرمة والدعوة الإسلامية فيها لهاشم يحيى الملاح

- الزهور المقتطفة من تاريخ مكة المشرفة لالفاسي المكى

- موسوعة ويكبيديا

فيديو قد يعجبك: