إعلان

لماذا تصر بعض المنصات الإعلامية على التحيز ضد المسلمين؟

06:03 م الأحد 22 يوليه 2018

لماذا تصر بعض المنصات الإعلامية على التحيز ضد المس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - مصراوي:

طرح على الصفحة الرسمية لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بالإنجليزية منذ قليل سؤال عن مدى إصرار المنصات الإعلامية على التحيز ضد المسلمين، وجاءت إجابة مختصى المركز بأن تشكل تصورات الكثير من الأشخاص في هذا الزمن وآراؤهم بناء على تأثرهم ببعض الوسائط الإعلامية؛ حيث تترسخ في عقولهم بعض الصور النمطية الجامدة عن أشخاص أو أديان أو شعوب معينة استنادًا إلى ما يحصلون عليه من معلومات من وسائل الإعلام المختلفة.

ومن ثم يكون لزامًا على هذه الوسائل التزام الحيادية والموضوعية فيما تعرضه من معلومات وما تقوم به من تغطيات؛ إذ أنها تتحمل مسئولية جسيمة تتعلق بتشكيل الرأي العام وتكوين معتقدات وآراء لدي قطاعات واسعة من البشر يعتمدون اعتمادًا، قد يكون كاملاً في بعض الأحيان، على هذه الوسائل فقط في بناء مواقفهم وتوجههاتهم. بَيْدَ أنّ الناظر في التغطية الإعلامية لبعض المؤسسات الصحفية والقنوات الفضائية يجد تحيزا واضحًا ضد الإسلام والمسلمين من خلال تركيز بعض وسائل الإعلام على كل ما من شأنه أن يشوه صورة الإسلام ويسيء لسمعة المسلمين على مستوى العالم.

ففي دراسة جديدة أُعدت في جامعة ألاباما، وُجد أن الهجمات الإرهابية التي يرتكبها مسلمون متطرفون تحظى بتغطية إعلامية تزيد 357% على الهجمات التي يرتكبها أشخاص غير مسلمين؛ حيث وُجد أن الهجمات المرتكبة بواسطة أشخاص غير مسلمين (أو التي لم تعرف الهوية الدينية لمرتكبيها) تمت تغطيتها في 15 عنوانًا صحفيًا، بينما تمت تغطية الهجمات التي ارتكبها مسلمون متطرفون في 105 عناوين صحفية.

وقد وضع الباحثون بعض العوامل التي تساعدهم على القياس وهى: نوع الهجوم، وعدد الوفيات، وهل تم القبض على مرتكبي الهجوم أم لا من أجل الوصول لإحصائيات نهائية. وقد استخلص الباحثون النتائج بناء على دراسة الهجمات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة بين 2006 و2015 وفقًا لقاعدة بيانات الإرهاب العالمي (Global Terrorism Database). والمفارقة أن التغطية الإعلامية لا تتطابق بأية صورة مع واقع الأمر حيث أظهرت النتائج أن الإرهابيين البيض المنتمين إلى اليمين المتطرف قد ارتكبوا ضعف عدد الهجمات الإرهابية التي ارتكبها المتطرفون المسلمون تقريبا في الفترة بين عامي 2008 و2016.

وتعليقًا على هذه الدراسة، قال إيرين كيرنز، رئيس الفريق البحثي: "لقد قسمنا العمل وفقًا لنوعين مختلفين من المصادر، ووجدنا أن المبالغة في التغطية تحدث بشكل أكبر في الصحف القومية أكبر منها في الصحف المحلية." ومن المقرر أن تنشر الدراسة قريبًا في مجلة جاستس كوارترلي (Justice Quarterly).

ومن خلال مطالعة مثل هذه الدراسات، للمرء أن يتساءل: ماذا تفيد هذه الجهود المبذولة لمحاربة التطرف على مستوى العالم إذا كان هناك قوى لا يهمها في نهاية المطاف إلا أن تعطي صورة غير حقيقية للأوضاع؟ أليس من الأجدى أن تكون هناك خطة مدروسة تنفذ جنبًا إلى جنب مع الخطط الموضوعة لمحاربة الجماعات المتطرفة، بحيث تسهم هذه الخطة في القضاء على كل ما من شأنه أن يولِّد مظالمَ جديدة تدفع إلى خلق دورات عنف جديدة، ومن ثم تجعلنا ندور في حلقة مفرغة؟ إن بناء تصور حقيقي للمشكلات ومسبباتها يسهم إسهامًا كبيرًا في الوصول إلى حلول جادة وحقيقية لها، ويساعد في إرساء السلام، وخلق حالة من السلام المجتمعي، والتعاون المشترك تيسر بدورها القضاء على كل أشكال التطرف والإرهاب.

فيديو قد يعجبك: