إعلان

أبرزها "حادثة المنصة".. محطات في حياة عبد الباسط عبد الصمد في ذكرى وفاته

04:01 م الإثنين 30 نوفمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"صاحب صوت وطريقة من أجمل ما عرفته دولة التلاوة في تاريخها الطويل"، هكذا وصف محمود السعدني صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد حين يرتل القرآن، راويًا قصته مع القرآن الكريم وبداية تعلقه به سواء من عشقه لسماع التلاوات في المساجد أو في الراديو.. وفي مثل هذا اليوم منذ 32 عامًا، توفي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وهو في بداية الستينيات من عمره..

ولد عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داوود في قرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا، وكان ذلك في مطلع عام 1927م، واتم هناك حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءات السابع وعمره عشر سنوات، وبدأت رحلة تعلقه بالقرآن الكريم وتلاوته منذ عام 1939م، فعلى الرغم من ندرة أجهزة الراديو حينها إلا أن عبد الباسط كان يسير مرتين أسبوعيًا عدة أميال حتى يصل إلى الراديو الواحيد في أرمنت ليسمع فيها القرآن الكريم بتلاوة الشيخ محمد رفعت، بعدها بعام واحد بدأ الشيخ عبد الباسط يحترف قراءة القرآن، فقرأ لأول مرة في مأتم لأحد أقاربه لعشر ساعات كاملة وكان الأجر حينها عشرة قروش فضة، ومن وقتها وبدأ سيطه يشيع في الأفق وتطلبه كل قرى ومدن الصعيد.

كان عام 1950 نقطة تحول في حياة الشيخ عبد الباسط، وتحديدًا في مولد السيدة زينب، حيث ذهب إلى القاهرة ليحتفل بالمولد وهناك كان يحيه العديد من المشايخ الكبار، وفي آخر ليالي المولد تعب القراء الكبار من التلاوة فدعا البعض الشيخ عبد الباسط حتى يتلو القرآن في وقت استراحتهم، وذُكر أن من دفع عبد الباسط لذلك هو أحد أقاربهم وقرأ حينها سورة الأحزاب، انتهى عبد الباسط من التلاوة وقت الفجر وقرب بزوغ الصباح، والمسجد حوله قد ضاق بالناس.

"وخرج من المسجد في الصباح وعلى يديه الف قبلة، ومعه أكثر من عقد لإحياء الليالي هنا وهناك"، يروي السعدني تفاصيل تلك الليلة وكيف كانت نقطة تحول في حياة عبد الباسط، إذ قرر حينها أن يترك الصعيد ويستقر في القاهرة، وبعدها بعام واحد استطاع عبد الباسط اجتياز اختبار الإذاعة بناء على طلب من الشيخ الضباع ليتم اعتماده قارئًا رسميًا فيها عام 1951م.

طاف الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الكثير من المدن والبلدان الإسلامية، وتلا فيها القرآن، وتلقى منها التكريم، فذهب إلى أندونيسيا والمغرب وكازبلانكا، وقرأ القرآن في المسجد الحرام والمسجد النبوي حتى أطلق عليه "صوت مكة" ، وكذلك قرأ بالمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي بفلسطين، ويروي السعدني رحلة خانقة خاضها عبد الباسط لباريس فيقول: "في باريس لم يجد مستمعين ولم يجد معجبين فشعر بالاختناق وهجرها بعد ثلاثة أيام إلى كازبلانكا، وهو لا يذكر من باريس إلا شارع نهر السين، وكان يحلو له أن يتنزه فيه كل مساء وهو بالجبة والقفطان".

تلا الشيخ عبد الباسط عبد الصمد تلاوات عديدة شهيرة، لعل أبرزها على المستوى السياسي تلاوته في عزاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أما أبرزها على الإطلاق والتي تركت في نفسه أثرًا كبيرًا، تلاوته في احتفالات نصر اكتوبر في السادس من أكتوبر عام 1981م، فشهد عينًا حادثة المنصة واغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وكان في الصفوف الإمامية، وعقب تلك الحادثة أصيب عبد الباسط بالسكر حسبما ذكر ابنه اللواء طارق عبد الباسط في لقاء سابق مع برنامج "90 دقيقة".

كان مرض السكر الذي أصيب به عقب حادثة المنصة سببًا في وفاته عقب ذلك بعدة أعوام في 30 نوفمبر عام 1988م.

فيديو قد يعجبك: