إعلان

في ذكرى قتله حدًا وإحراق جثته.. هل الحلاج متصوف أم مبتدع؟

04:08 م الأحد 28 يوليو 2019

أبو عبد الله حسين بن منصور الحلاج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - آمال سامي:

"مأساة الحلاج" و"آلام الحلاج" و"شهيد التصوف الإسلامي" كلها أعمال أدبية لعرب ومستشرقين كانت بشكل أو آخر تتعاطف مع الحلاج، الصوفي الأكثر شهرة والأكثر إثارة للاختلاف، الذي نفذ فيه حكم الإعدام في مثل هذا اليوم 25 من ذي القعدة عام 309 هـ بعد اتهامه بالكفر والزندقة.

هو أبو عبد الله حسين بن منصور الحلاج، ولد في العراق، بالقرن ونشأ بواسط وقيل بتستر فصحب العديد من الصوفية منهم سهل بن عبد الله التستري أولًا، ثم في بغداد صاحب الجنيد، أحد أعلام التصوف، وأيضًا أبا الحسين النوري، كان كثير الترحال والأسفار والمجاهدة.

انتسب الحلاج إلى التصوف، وكان له أتباع كثر، لكنه لم يكن من علماء المتصوفة في عصره ولا من فقهائهم، لكنه كان من العباد والزهاد وأصحاب الأحوال، حسبما رآه ابن كثير، بل واختلف عليه الصوفية أنفسهم، وقد تحدث ابن كثير عن ذلك في البداية والنهاية قائلًا: "لم يزل الناس منذ قتل الحلاج مختلفين في أمره . فأما الفقهاء فحكى عن غير واحد من الأئمة إجماعهم على قتله وأنه كان كافرا ممخرقا مموها مشعبذا، وكذلك قول أكثر الصوفية منهم. ومنهم طائفة كما تقدم أجملوا القول فيه وغرهم ظاهره ولم يطلعوا على باطنه، وقد كان في ابتداء أمره فيه تعبد وتأله وسلوك ، ولكن لم يكن له علم يسلك به في عبادته ، فدخل عليه الداخل بسبب ذلك".

واختلف كذلك في تفسير سبب تسميته بالحلاج، فقيل لأن أبيه كان حلاجًا، وقيل لأنه طلب من حلاج حاجة له فقال له: إني مشغول، فقال: اذهب فأنا أسد عنك، فذهب ورجع سريعًا فوجد جميع ما في مخزنه قد حلجه، وقيل إن أهل الأهواز هم من أسموه بالحلاج، لأنه كان يكاشفهم عما في ضمائرهم، وكانت أشعار الحلاج تدل على أنه كان "ذا حلول" في بداية أمره، ومن ذلك قوله:

مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلال

فإذا مسك شيء مسني فإذا أنت أنا في كل حال

وقد أورد ابن كثير في البداية والنهاية بعضا من وصايا الحلاج لمريديه ومنها قوله: علم الأولين والآخرين مرجعه إلى أربع كلمات : حب الجليل ، وبغض القليل ، واتباع التنزيل ، وخوف التحويل . ويعلق ابن كثير على ذلك قائلًا : وقد أصيب الحلاج في المقامين الأخيرين فلم يتبع التنزيل ولم يبق على الاستقامة ، بل تحول منها إلى الاعوجاج والبدعة ، نسأل الله العافية . وقد قتل الحلاج بأمر من الخليفة العباسي المقتدر بالله في القرن الرابع الهجري كما تقدم، حيث صلب وقطعت أعضاؤه وتم إحراق جثته.

وسئل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، في إحدى مجالسه: هل الحلاج متصوف أم مبتدع؟ فقال جمعة إن الحلاج متصوف، وكان الجنيد يقول: لو أدركته لأنقذته بقشة. يقول جمعة إن الحلاج اختلط عليه الأمر فهو يشعر أنه لا شيء وان الله تعالى كل شيء، فكان ينكر وجوده، فوقع في أزمة من هو؟ فهل هو وهم؟ أم هو عدم؟ وكيف يجمع بين الوجود والعدم؟ يقول جمعة "دماغه لفت معرفش"، أما قشة الجنيد التي كان سينقذه بها هي أن هذا الوجود ليس وجودًا حقيقيًا لكنه وجود فان، ووجود الله وجود باق، ولأنه أنكر هذا، يقول جمعة، ظن السامع أنه يقول بالاتحاد، فمادام هو عدم ولا يوجد غير الله، فهو الله، وقال الحلاج بالفعل عبارات حول هذا مثل: "ما في الجبة إلا الله" وهو ما فسره جمعة بأنه يعني: اني لست قائمًا بذاتي ولكني قائم به سبحانه وتعالى، وفارق كبير بين أني قائم به وبين أنه يحل في. يؤكد جمعة أن الحلاج كان صادقًا لكنه لم يكن لديه من العلم والتعابير ما استطاع أن يعبر به عما جال في نفسه من ضعف وجوده وفناءه وقوة بقاء الله وقوته، فلم يستطع أن يعبر عن عدميته مع وجود الله إلا بقوله أنا عدم ما في الجبة إلا الله بمعنى أنه إذا قطع الله الإمداد فنيت، ويشير جمعة أن هذا المعنى صحيح وعليه أهل السنة، "ولكن السامع يختلط عليه هذا، فقتلوه، حتى قيل أنهم قد رجعوا في تكفيره لأنه كان عاجزًا عن التعبير ولم يكن قاصدًا للكفر"

gettyimages-986418262-170667a

فيديو قد يعجبك: