إعلان

مع اليوم العالمي للصحة النفسية.. كيف اهتمت السُنّة النبوية بالنفس البشرية؟

08:30 م الأربعاء 10 أكتوبر 2018

مع اليوم العالمي للصحة النفسية.. كيف اهتمت السُنّة

كتبت - سماح محمد:

تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمى للصحة النفسية فى العاشر من أكتوبر من كل عام، وكان أول احتفال به عام 1992م بناء على مبادرة من الاتحاد العالمى للصحة النفسية ، حيث يسلط الاحتفال الضوء على العوامل الاجتماعية والنفسية وتأثيرها النفسي على المجتمعات في العالم.. يرصد مصراوي في التقرير التالي جانباً من اهتمام الإسلام بالصحة النفسية، بما هو ثابت في القرآن والسنة النبوية المشرفة.

يوضح القرآن الكريم أن الصحة النفسية تتجلى من خلال عاطفة الحب المتدفق من الانسان نحو خالقه، لأن الله هو صاحب الحياة وصاحب الفضل فيما أنعم به على الإنسان، وينظر الإسلام إلى نفس الإنسان على أنها مستودع قوى، والمؤمن الذى يطيع ربه يكون عبداً ربانياً مستقيماً، فالله تعالى هو القائل في كتابه العزيز: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وخاطب النفس المطمئنة بقوله تعالى في سورة الفجر الآيات من 27 - 29: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي *وَادْخُلِي جَنَّتِ}.

وهناك علامات على اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بصحة نفس المؤمن ملتقطة من بعض أحاديثه صلى الله عليه وسلم، منها:

1- الشعور بالأمن وحمد الله على هذه النعمة العظيمة:

فعن سلمة بن عبيدالله بن محصن الخطمي عن أبيه وكان له صحبة : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا".. رواه الترمذي وقال حديث حسن.

2 - الثقة بالنفس وتنميتها وعدم خشية الناس:

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحقِرنَّ أحدُكم نفسَه قالوا : يا رسولَ اللهِ وكيف يحقرُ أحدُنا نفسَه؟ قال: يرَى أنَّ عليه مقالًا ثمَّ لا يقولُ فيه فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ يومَ القيامةِ ما منعك أن تقولَ كذا وكذا فيقولُ خشيةَ النَّاسِ فيقولُ فإيَّاي كنتَ أحقَّ أن تَخشَى".. الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب.

3- الاعتماد على النفس وعدم سؤال الناس:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه".. رواه البخاري وقال حديث صحيح.

4 - عدم إنقاص الغير حقهم:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ مالُه وعِرضُه ودمُه، حَسبُ امرئٍ من الشرِّ، أن يحقِرَ أخاه المسلمَ".. أبو داود حديث صحيح - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ،وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".. رواه مسلم وقال حديث صحيح.

5- الشعور بالمسؤولية والتزامها والمحافظة عليها:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا كُلّكُم راعٍ، وكلّكُم مسئولٌ عن رعيّتهِ، فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ وهو مسئولٌ عن رعيّتهِ، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتهِ وهو مسئولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلِها وولدهِ وهيَ مسئُولَةٌ عنهُم، والعبدُ راعٍ على مالِ سيّدِهِ وهو مسئُولٌ عنهُ، ألا فكلُّكُم راعٍ وكلكُم مسئولٌ عن رعيتهِ".. رواه مسلم وقال حديث صحيح.

6- تأكيد الذات والاستقلال في الرأي والتعبير:

عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا إمَّعةً تقولون إن أحسَن النَّاسُ أحسنَّا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطِّنوا أنفسَكم إن أحسَن النَّاسُ أن تُحسِنوا وإن أساءوا أن لا تظلِموا".. الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث:المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب.

7- القناعة والرضا بالقضاء والقدر:

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس".. رواه البخاري وقال حديث صحيح، وعنه أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم : "اتَّقِ المحارمَ تكن أعبدَ الناسِ ، وارْضَ بما قسم اللهُ لك تكن أغنى الناسِ وأَحْسِنْ إلى جارِك تكن مؤمنًا، وأَحِبَّ للناسِ ما تُحبُّ لنفسِك تكن مسلمًا، و لا تُكثِرِ الضحكَ، فإنَّ كثرةَ الضحكِ تُميتُ القلبَ، كن ورعًا تكن أعبدَ الناسِ، و كن قنعًا تكن أشكرَ الناسِ و أَحِبَّ للناسِ ما تُحبُّ لنفسِك تكن مؤمنًا ، و أحْسِنْ مجاورةَ من جاورَك تكن مسلمًا".. الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة.

8 - الصبر الجميل:

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه".. رواه البخاري وقال حديث صحيح، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم ، فمَن رَضي فله الرِّضَى ، ومَن سخِط فله السَّخطُ".. الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي.

9- أداء العمل الموكل إلى الإنسان بفاعلية:

عن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده".. رواه البخاري وقال حديث صحيح.

فيديو قد يعجبك: