إعلان

في اليوم العالمي للتسامح.. عفو الرسول عن أعدائه وأبي بكر عن "مسطح" ووعد الله للعافين

06:11 م الثلاثاء 16 نوفمبر 2021

الرسول صلى الله عليه وسلم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله"..في اليوم العالمي للتسامح، نذكر ما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكانة العفو في الإسلام، فصاحبه يزداد به عزًا يوم القيامة حسب نص رواية أخرى للحديث، ويقول القاضي عياض أن العز مع العفو له وجهان، أولهما ان من عرف بالصفح والعفو ساد وعظم في القلوب والثاني أن أجره سيكون على الله في الآخرة وعزته هناك.

"اذهبوا فأنتم الطلقاء".. أعظم موقف تسامح في التاريخ

كان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من مشركي مكة بعد فتحها، وبعد أن انتصر دينه وساد، آية من آيات التسامح في تاريخ البشرية، فقد لاقى منهم الكثير من الاضطهاد والظلم حتى خافوا هم أنفسهم منه حين انتصر أخيرًا عليهم واستطاع دخول مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم: " يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟، قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وسلم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وجاء عند البيهقي أنه عليه الصلاة والسلام قال: «أقول لكم كما قال يوسف لأخوته لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم".

بل بلغ من تواضعه ورحمته بهم أن خاطبه رجل يوم فتح مكة، فكان يرتجف، ليقول له النبي صلى الله عليه وسلم : هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد، وحين قال سعد بن عبادة وهو داخل لمكة: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أن يأخذ الراية منه ويكون هو من يدخل بها، وقال: بل هذا يوم تعظم فيه الكعبة، وقيل في بعض الروايات أن الراية أخذت من سعد بن عبادة لابنه حتى لا يغضب.

فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم

ذكر العفو والتسامح في القرآن الكريم ترغيبًا من الله سبحانه وتعالى فيه في آيات ومواقف كثيرة، ومنها قوله تعالى في سورة النور: " وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"، وقد نزلت هذه الآية في أشد المواقف التي قد لايعفو عنها الإنسان بأن يتهم في عرضه، ففي حادثة الإفك خاض من خاض فيها من المسلمين، ومنهم مسطح بن أبي أثاثة، فعزم أبو بكر رضي الله عنه حالفًا بألا ينفق عليه مرة أخرى وهو ابن خالته، وكان مسكينًا ويعوله، فدعاه الله للعفو عنه وبين أن جزاء العفو عن العباد، عفو رب العباد، فما كان من أبي بكر إلا أن قال: "والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجَّع إلى مسطح نفقته التي كان يُنْفِق عليه، وقال: والله لا أنـزعها منه أبدا."

وهناك الكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي ترغب في التسامح ومنها:

· ما رواه أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال: ما رأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رُفِعَ إليهِ شيءٌ فيهِ قصاصٌ إلَّا أمرَ فيهِ بالعفوِ.

· ما نصح به عقبة بن عامر رضي الله عنه، فيقول عقبة أنه لاقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يومًا: "يا عقبة بن عامر أملك لسانك وابك على خطيئتك وليسعك بيتك"، قال ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عقبة بن عامر ألا أعلمك سورا ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، فيقول عقبة: فما أتت علي ليلة إلا قرأتهن فيها وحق لي أن لا أدعهن وقد أمرني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

· حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".

· حديث سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " منْ كَظَمَ غَيْظًا وهوَ قادِرٌ على أنْ يُنْفِذَهُ ؛ دعاهُ اللهُ سبحانَهُ على رُؤوسِ الخَلائِقِ يومَ القيامةِ حتى يُخَيِّرَهُ مِن الحُورِ العِينِ ما شاءَ".

فيديو قد يعجبك: