إعلان

"بمدد ورعاية علي جمعة".. قصة فرقة إنشاد صوفي "أبوها الروحي" المفتي السابق

06:27 م الثلاثاء 17 نوفمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي"

"مدح سيدنا النبي بمدد ورعاية مولانا الإمام العلامة علي جمعة" هكذا تصف فرقة "نور النبي" نفسها على صفحتها الرسمية على الفيسبوك، ففي عام 2018 أسس المنشد "عبد الله بكير" فرقة نور النبي التي تتكون من عشرة منشدين لتقديم الأعمال الدينية التي يمكن وصفها بالمدائح النبوية سعيًا لنشر محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعريف العالم بمكانته من خلال إنشاد القصائد والمدائح ونحوها، يروي عبد الله بكير لمصراوي في حوار خاص قصة إنشاء الفرقة وصلتها بالدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، وكيف نشأت..

عبد الله محمد حسن أحمد بكير، من صعيد مصر وتحديدًا الأقصر، نشأ المنشد الصوفي نشاة صوفية بحتة يصفها قائلًا "تربيت وسط الساحة الرضوانية وساحة الشيخ الطيب وساحات الصعيد كلها..إحنا أهل حب"، وبعد فترة من النضج بين الوسط الصوفي والتأثر بالمحيط الصوفي حوله، أصبح عبد الله "صوفيًا"، يقول عبد الله أن مما أثرى الحس الصوفي لديه أن خاله من مشايخ الطرق الصوفية وجده لأبيه الشيخ حسن بكير الذي كان شيخ الطريقة الخلوتية في الأقصر.

منذ طفولته كان يحضر "عبد الله" مجلس الخلوتية سيدي احمد الدردير ويسمع المنظومة "فاكرها لحد دلوقتي وفاكر اللحن بتاعها وكان بيبهرني مجلس الذكر" يرى عبد الله أن نضجه وسط اهل العلم واهل التصوف هو ما جعله يفهم التصوف بشكل صحيح وأن أساسه العلم وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بحسن الصوت في الآذان والقرآن وهو دليل على أن الصوت الحسن نوع من انواع الدعوة الجميلة للإسلام، يقول عبد الله، فهو يظهر عظمة الإسلام في شيء جمالي تألفه الروح ،"لما تسمع صوت آذان حلو أو قاريء قرآن صوته حلو بيحصل للسامع حالة من الخشوع فالروح تألف الجمال اللي ربنا خلق الإنسان عليه"

بعد فترة بدأ عبد الله الاندماج مع المداحين، ومنهم الشيخ جابر الذهبي، من مداحي الصعيد وهو صديق شخصي له كان يذهب معه ليحي الليالي والموالد وخاص المولد النبوي الذي كان يستمر لثلاث ليال من العشاء للفجر، فبدأ يحفظ قصائد الساحات والسفر من مكان لآخر ويزور ويمدح في مقامات الأولياء.

"علاقتي بسيدي الشيخ علي بدأت في 2014..كنت قبل كدا بحبه من بعيد" حيث كان البعد المكاني في البداية من أسباب بعد تلك العلاقة، علي جمعة في القاهرة بينما عبد الله بالأقصر، لكن "عبد الله" كان حريصًا على متابعة شيخه سواء بمتابعة برامجه التلفزيونية أو بالفيديوهات الخاصة به المنشورة على اليوتيوب، لكنه لم يكن يحضر دروسه أو يراه وجهًا لوجه ، ويحمل عبد الله نظرة أخرى للدكتور علي جمعة، المفتي السابق، غير تلك الشائعة لدى العامة، فهو يراه أحد أئمة التصوف الكبار في عصرنا لأنه يمتلك مع التصوف العلم، "فالتصوف حقيقته العلم ولما تلاقي حد عنده الشريعة والعلم تحسي ان هو دا الشخص اللي عنده الكمال في الدين فميزانه ميزان شريعة لا هوى" واستشهد عبد الله على ذلك بقول "شيخ الطريقة"، الجنيد كما يسميه الصوفية: "طريقنا هذا مقيد بالقرآن والسنة".

"رؤيا" لشيخه كانت سببًا للسعي للقائه

"كنت بتابعه من بعيد ولما كان يجي الأقصر كان لازم احضر مجلسه" يحكي عبد الله كيف جاءت نقطة التحول، والتي حدثت حين رأى شيخه علي جمعة في رؤيا في المنام، ففي الفترة التي كان الإخوان يتهجمون فيها عليه، يقول عبد الله، نام حزينًا مما يقولونه ويفعلونه، فرآه في مدرج وكان يطيب خاطره ويقول له "متزعلش" ومد جمعة يده إليه في الرؤية وقبلها عبد الله، واستيقظ عبد الله مقررًا أنه يجب عليه لقاءه، وحينها عرف أن جمعة يقدم درسًا في مسجد فاضل في أكتوبر كانت تنقله قنوات التلفزيون المختلفة، وواكب ذلك نقل عمل عبد الله إلى القاهرة.

إلى جانب كونه منشدًا متميزًا، وصوفيًا، يعمل عبد الله محاسبًا في بنك خاص، يقول عبد الله انه كان ملتزمًا بحضور درس الجمعة الذي يلقيه جمعة كل أسبوع بمسجد فاضل، وهناك حكى له الرؤيا التي رآها، فأعطاه جمعة ورد الطريقة الصديقية الشاذلية، وبدأ فيه عبد الله، وعقب ذلك جاءت له فكرة إنشاء فرقة مدح صوفي، بعدما توقف عن المدح حين ترك الصعيد وجاء إلى القاهرة "على الرغم اني أخيرًا مع شيخي لكن حسيت ان في حاجة نقصاني في حياتي مش لاقيها".

في 2016 كانت نقطة التحول الأخرى في حياة عبد الله، حيث اقيم احتفالًا بمناسبة الهجرة النبوية الشريفة في المسجد أحيته فرقة الإخوة "أبو شعر"، وهي فرقة إنشاد ديني سورية، وبينما كان يعطيهم الشيخ علي جمعة راحة بين المدائح، قدم للحضور "عبد الله بكير" منشدًا، "مدحت وانا مش عارف انا بقول ايه من الموقف وهيبته والمفاجأة"، وهنا بدأ يعرف عبد الله كمادح للنبي صلى الله عليه وسلم، وبدأ الطريق يأخذه إلى المدح النبوي، فتوالت عليه اتصالات الأصدقاء ليؤسسوا فرقة إنشادية، لكن، في ذلك الوقت، لم تكتمل الفكرة بسبب بعد أماكن الأصدقاء عن بعضهم البعض.

(فرقة نور النبي تنشد في حضرة الدكتور علي جمعة وعدد من العلماء وأمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية احياءً لذكرى النبي صلى الله عليه وسلم)

لقاء في "درس علم" أنتج فرقة "نور النبي"

ظلت فكرة انشاء الفرقة في رأس عبد الله، حتى عام 2017، حين التقى بالموسيقار أحمد رمضان عبد الفتاح في إحدى دروس العلم للدكتور عمرو الورداني، الذي كان يرغب كذلك في عمل فرقة إنشاد، وبدأ كلاهما العمل على إنشاء هذه الفرقة، فبدأ تكوين مجموعة من المنشدين حتى أبريل 2018 حتى جاءت مناسبة الإسراء والمعراج فاقاموا حينها احتفالية بسيطة في المسجد، وهناك أثنى الجميع على الفرقة وطلبوا من الشيخ علي جمعة أن تستمر تلك الفرقة المصرية الأصل ليمدحوا دائمًا النبي هناك، وفي اليوم التالي دخل عبد الله لشيخه جمعة المكتب ليتحدث معه حول الفرقة حيث أثنى جمعة على الفرقة واختار اسمها "نور النبي" وأصبحت ممثلًا للطريقة الصوفية التي اشهرها علي جمعة في نفس التوقيت تقريبًا، "الدفعة المعنوية والمادية للفرقة كلها جاية من سيدنا الشيخ وهو من اختار لها زيها"، يقول عبد الله أن الفرقة ترتدي الزي المغربي تيمنا بالشيخ عبد الله صديق الغماري المغربي شيخ علي جمعة.

أصبحت الفرقة ممثلة للصديقية الشاذلية، فلم تعد تقدم المدائح بلون واحد، يقول عبد الله، "بقى علينا نمدح المصري والمغربي والسوري..وبقينا نشوف المجتمع الصوفي في العالم الإسلامي كله بيعمل ايه ونتعلم منه وناخد قصائد مشايخ الطرق الأخرى" ..

وصلة روحية في حب السادة الصوفية، هي وصلة قدمتها الفرقة أو "حضرة" تضم خمس قصائد مدتها 25 دقيقة تمدح في كل مشايخ الطرق سواء الرفاعية أو الخلواتية وغيرها.

بداية انطلاق "نور النبي" بصحبة "عايدة الأيوبي"

بدأت انطلاقة الفرقة بالفعل في أول حفلة لها في ساقية الصاوي يوم 8 نوفمبر 2018، وهو ما صادف يوم ميلاد عبد الله "خدت منها رسالة جميلة إني اتولدت يوم ما مدحت سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم"، وبعدها سجلت الفرقة حلقة المولد النبوي في برنامج "معكم" مع منى الشاذلي، ووقتها كانت عايدة الأيوبي تقدم مع الفرقة حفلاتها، وأيضًا قدمت الفرقة مدائحها مع قناة الناس في برنامج "في حضرة المحبوب"، وبعد ذلك سلك كل طرف طريقه في العمل وحيدًا، سواء الفرقة أو عايدة الأيوبي، يقول عبد الله عن تلك التجربة "كانت مفيدة للطرفين فهي قامة كبيرةاستفدنا من وجودها وكنا بردو مفيدين لها في الطاقة والصوت".

فتوى لعلي جمعة وراء مدح السيدة مريم لأول مرة بدير سانت كاترين

"اشتغلنا لغاية ما الكورونا جت وبعدين توقفنا" كانت أول حفلات الفرقة بعد فترة التوقف التي فرضها انتشار فيروس كورونا الجمعة الماضية في "الربع"، قامت الفرقة برحلات كثيرة لتحيي الحفلات والمدائح في مصر، ومن أبرز تلك الرحلات رحلة الفرقة لـ"سانت كاترين" ولهذه الرحلة قصة خاصة، حيث كانت فتوى الدكتور علي جمعة بجواز التوسل بالسيدة مريم لأنها صديقة ومن الصالحين وهي كباقي الأولياء التي يجوز التوسل بهم، هي سبب الرحلة، حيث اثارت فتوى جمعة العداء له وللصوفية والتوسل بشكل عام على السوشيال ميديا، وهو ما جعل عبد الله يفكر في "مديح" جديد تقدمه الفرقة للسيدة مريم، فكتبت الفرقة قصيدة للسيدة مريم، واقامت حفلة في دير سانت كاترين، "فكانت أول فرقة إنشاد تمدح بداخل دير وتمدح للسيدة مريم" يقول عبد الله أن صدى تلك الحفلة كان رائعًا حتى دقت أجراس الكنيسة تحية للفرقة.

(فيديو: علي جمعة يفتي بجواز التوسل بالسيدة مريم في الدعاء)

"الأب الروحي" هكذا يمكن وصف دور الدكتور علي جمعة في إدارة الفرقة، يقول عبد الله إنه يحتاج رأيه في كل شيء، رغم أنه يدير الفرقة ويتابع عملها، لكنه يلجأ إليه في كافة القرارات الحاسمة "انا مبعملش حاجة غير لما ارجع لفضيلته خاصة بعدما اصبحت الفرقة الممثل عن المؤسسة الصديقية".

أثار السؤال حول وجود اختلافات في وجهات النظر بين الفرقة وبين الشيخ علي جمعة من عدمه ضحك عبد الله، فيقول "على أي اساس؟ مين يختلف مع مين؟ يكفيني أن مولانا يقول لي رأي ، الرأي بيتاخد يتنفذ مفيهوش كلام تاني".

فيديو قد يعجبك: