إعلان

الإمام أحمد بن حنبل.. أبرز مجددي الإسلام في القرن الثاني الهجري (2)

08:01 ص الثلاثاء 28 يناير 2020

احمد بن حنبل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

بعد افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤتمر الأزهر حول تجديد الخطاب الديني، ومطالبته المؤسسات الدينية في مصر وعلى رأسها الأزهر الإهتمام بمسألة تجديد الخطاب الديني معتبرا أن التهاون في التجديد يعطي مساحة لأدعياء العلم لسلب عقول الشباب وتدليس أحكام الشريعة.. يقدم مصراوي في حلقات متتالية نبذة تاريخية عن أبرز المجددين في تاريخ الإسلام على مدار أكثر من ألف وربعمائة عام، حيث كان للأمة الإسلامية علماء عظام صنفوا باعتبارهم "مجددين" استنادًا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"..في السطور التالية نستعرض سيرة أحد أبرز هؤلاء المجددون وهو الإمام احمد بن حنبل.. إمام أهل السنة وإليه ينسب أحد المذاهب الأربعة الأكثر انتشارًا في البلاد الإسلامية وهو المذهب الحنبلي.

الإمام أحمد بن حنبل.. أبرز مجددي الإسلام في القرن الثاني الهجري

ولد ابن حنبل في بغداد عام 164 هجريًأ، وتوفى أبوه وعمره ثلاث اعوام فنشأ يتيمًا، وبدأ رحلته في طلب العلم وعمره لا يتجاوز ال 15 عامًا، فكان عالمًا شهيرًا ذائع الصيت وهو في مستهل شبابه. قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: هو الإمام حقا، وشيخ الإسلام صدقا. وقد روى عنه الأحاديث أصاحب الكتب الستة، فحدث عنه البخاري ومسلم عنه مباشرة، وروى عنه أبو داوود والنسائي والتمرمذي وابن ماجة عن رجل عنه. وله كتاب شهير في الحديث وهو "المسند".

من معالم التجديد في منهجه العلمي يقول لنا عدنان إمام إن أول ذلك موقفه في محنة القول بخلق القرآن حيث عاصر زمانًا سادت فيه الفتن الفكرية والبدع، وكان هذا أخطر ما حدث في هذا العصر خاصة بسبب تحول مذاهب أهل البدع وخاصة المعتزلة من "دعوة إلى دولة" حيث استطاعوا الاستحواذ على فكر الخليفة المأمون واقنعوه بفكرهم ومنه قضية خلق القرآن ونفي صفات الله عز وجل.

وكان ابن حنبل صاحب مواقف صلبة في مواجهة تلك الشدائد، فكان يحذر من أهل البدع والأهواء وما يتحدثون فيه من أمور العقيدة وأصول الدين، وينصح بألا يكتب أو ينقل أحد عنهم أفكارهم ويقول: أياكم أن تكتبوا عن أحد من أصحاب الأهواء قليلًا أو كثيراعليكم بأصحاب السنن. وكان تمسكه بمعتقدات السلف الصالح وأصول الدين الإسلامي سببًا في سجنه وتعذيبه حتى يتنازل عن ذلك في محنة خلق القرآن الشهيرة حيث أجبر المأمون الأئمة على القول بخلق القرآن وضغط على من رفض ذلك حتى يوافقه في مذهبه ولو على طريق التعذيب، فلم يثبت في تلك المحنة إلا رجلان وهما: محمد بن نوح والإمام احمد بن حنبل، ومات ابن نوح في طريقه للسجن، فتعرض ابن حنبل وحده للسجن والتعذيب وظل صابرًا حتى رفع الله المحنة وخرج ابن حنبل منتصرًا منها. حتى قال عنه علي بن المديني، وهو إمام حجة من أهل عصره، :أعز الله الدين بالصديق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة.

ومن ملامح التجديد أيضًا ما فعله ابن حنبل في علوم السنة، فكان رحمه الله يسعى إلى تدوين السنة كلعلماء عصره وارتحل لطلب الحديث فكان يحفظ ما بلغ ألف ألف حديث، وكان له كذلك جهودًا كبيرة في الفقه حتى أجاب على حوالي ستين ألف مسألة. وشهد له الإمام الشافعي بذلك قائلًا: خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلًا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل.

وقد توفى ابن حنبل في الثاني عشر من ربيع الأول سنة 241 هـ وكان عمره 77 عامًا وكانت جنازته كبيرة جدًا حتى قيل أن ما في جمع لا في الجاهلية ولا في الإسلام اجتمع في جنازة أكثر من الجمع الذي اجتمع في جنازته حسبما نقل ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، وهو مصداق لقوله حين كان يناظر خصومه: "قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز".

فيديو قد يعجبك: