إعلان

في حوار لـ مصراوي.. د. إلهام شاهين تجيب: لماذا سمى الشهيد بهذا الاسم.. وهل الشهداء أنواع؟

06:16 م السبت 09 مارس 2019

د. إلهام شاهين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار - محمد قادوس

قالت الدكتورة إلهام شاهين، عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن الشهيد سمي بهذا الاسم لأن الله تعالى، ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهدا له بالجنة.

وأكدت عضو هيئة التدريس أن روح الشهيد تشهد دار السلام أي "الجنة" في الحياة الدنيا والروح غيره لا تشهدها إلا يوم القيامة.

وحول مسألة هل الشهداء أنواع، قالت الدكتور إلهام شاهين: نعم الشهداء أنواع: وهم شهيد الدنيا والآخرة، وشهيد الدنيا، وشهيد الآخرة .. وإلى نص الحوار:

* بداية لماذا سمي الشهيد بهذا الاسم؟

سمي الشهيد بهذا الاسم لأن الله تعالى، ورسوله، صلى الله عليه وسلم، شهدا له بالجنة، ولأن روحه تشهد دار السلام أي (الجنة) في الحياة الدنيا وروح غيره لا تشهدها إلا يوم القيامة.

* وهل الشهداء أنواع؟

نعم الشهداء أنواع : وهم شهيد الدنيا والآخرة، شهيد الدنيا، وشهيد الآخرة.

* فما شهيد الدنيا والآخرة؟

هو الذي يقتل في قتال مع الكفار مقبل غير مدبر؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، دون غرض من أغراض الدنيا. جاء عن أبي موسى رضي الله عنه قال: (إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مستفهماً: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذِكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)
رواه البخاري في صحيحه.

أما شهيد الدنيا:
فهو من قُتِلَ في قتال مع الكفار وقد غل في الغنيمة أو قاتل رياءً أو عصبية عن قومه، أو لأي غرض من أغراض الدنيا ولم يكن قصده إعلاء كلمة الله، فهذا وإن طبقت عليه أحكام الشهيد في الظاهر من دفنه في ثيابه ونحو ذلك لكنه ليس له في الآخرة من خلاق أي من نصيب وأجر الشهيد الحق.

وشهيد الآخرة:
هو الذي يكون له أجر شهيد في الآخرة لكنه في الدنيا يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي (من تغسيله وتكفينه وعدم دفنه في ثيابه .. الخ) فهذا أصناف منهم المقتول ظلماً من غير قتال، وكالميت بأنواع من الأمراض المؤلمة كالسرطان والسل ونحو ذلك، وكالغريق في البحر الذي ركبه وكان الغالب فيه السلامة، وكالميت في الحريق وكالميت بالهدم.

لقوله صلى الله عليه وسلم: الشهداء خمسة: المطعون -الذي أصيب بالطاعون-، والمبطون -الذي قتل بداء البطن ومات بسبب مرض في بطنه -، والغرق -الذي مات غريقاً-، وصاحب الهدم، -الذي انهدم عليه بيته، والمرأة التي تموت في حملها أو وقت وضع جنينها أو في فترة نفاسها من غير زنى فهي شهيدة،
ومن مات مدافعا عن ماله أو عرضه أو دينه أو نفسه أو أهله فهو شهيد

قال صلى الله عليه وسلم: من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، وقال ﷺ: من قتل دون مظلته فهو شهيد، والشهيد في سبيل الله

* ولكن نود أن نعرف من فضيلتك ما هو أجر الشهيد؟

أجر الشهيد واضح في قول الله تعالى "وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ" [آل عمران:170-171] وعن أجر الشهيد حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : (للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويُرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه) حديث حسن أخرجه الترمذي.

وهم هؤلاء الأصناف الذين تقدم ذكرهم من الشهداء ماذا يفعل بهم من جهة الأحكام في الدنيا؟

قال العلماء: لا يغسل الشهيد -أي: قتيل المعركة مع الكفار-سواء كان مكلفاً أو غير مكلف -إلا إن كان جنباً أو امرأة حائضاً، أو نفساء طهرت من حيضها أو نفاسها، -وإن سقط من دابته، أو سيارته أو دبابته أو طائرته.

أو وجد ميتاً، في الحرب أو سقط من شاهق في القتال، أو رفسته دابة في القتال، أو دهسته آلة، أو عاد إليه ما رمى به من قذيفة أو سهمه الذي أطلقه بالخطأ أو انفجرت به عبوة ناسفة.

فالصحيح أنه يغسل إذا لم يكن ذلك من فعل العدو، لكن إن قتله العدو فلا يغسل ويبقى أثر الشهادة عليه، ومن قتل مظلوماً بأي سلاح كقتيل اللصوص ونحوه يلحق بشهيد المعركة في أصح الروايتين في مذهب الإمام أحمد رحمه الله، وقال بعض العلماء بتغسيله.

أما الغريق والمبطون والمرأة التي ماتت في الولادة فإنهم شهداء في الآخرة يغسلون باتفاق الفقهاء ويكفنون. وأما الميت المحترق فقد ذهب العلماء إلى أن من احترق بالنار يغسل كغيره من الموتى إن أمكن تغسيله؛ لأن الذي لا يغسل إنما هو شهيد المعركة، ولو قتل في المعركة محترقاً أو أحرق العدو حصناً للمسلمين ونحو ذلك كان شهيداً لا يغسل، أما المحترق خارج المعركة فهو من شهداء الآخرة لا تجري عليه أحكام شهداء الدنيا فإنه يغسل , فإن خيف تقطعه بالغسل يصب عليه الماء صباً ولا يمس، فإن خيف تقطعه بصب الماء لم يغسل ولكن ييمم إن أمكن كالحي الذي يؤذيه الماء، وإن تعذر غسل بعضه دون بعض غسل ما أمكن غسله وييمم الباقي كالحي سواء، ويصلى على المحترق صلاة الجنازة؛ لأنه لا وجه لترك الصلاة عليه فإنه يصلى عليه ولو صار رماداً يجمع رماده ويصلى عليه،
نرى بعض الناس يموت في المسجد او أثناء صلاته وهو ساجد أو يموت في الحرم وهو محرم بالحج أو العمرة فهل يطلق على هذا أنه شهيد؟

لا يطلق على هؤلاء شهداء وإنما هي من المبشرات بالجنة فإن من مات على عمل صالح قبض عليه وإنه من علامات حسن خاتمته، قال ﷺ: (من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة).. وعلينا أن ندعو الله لأنفسنا وللمؤمنين بحسن الخاتمة.

فيديو قد يعجبك: