إعلان

شائعات في حياتنا: "عدم نزول المطر غضب من عند الله" فهل هذا صحيح؟

09:00 ص الإثنين 22 يناير 2018

شائعات في حياتنا: "عدم نزول المطر غضب من عند الله"

كتب - محمد قادوس:

المطر فضل ونعمة وبركة ومنة من الله على الكائنات جميعها، فالماء هو الحياة، وهو سقاية للإنسان والحيوان والأرض، ينتظره الناس، ويستشعرون الخير بنزوله، ويلجؤون إلى الله تبارك وتعالى أن يمن عليهم بالخيرات، ويكون ذلك بدعائهم بعض الأدعية عند المطر، ومن الأدعية التي يسن أن يدعوَها المسلم عند نزول المطر: (اللهم طيباً هنيئاً)؛ حيث تروي السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: أن النبي صلي اللهُ عليه وسلم كان إذا رأى ناشِئاً في أفق السماء، ترك العمل وإن كان في صلاة، ثم يقول: اللهم إني أعوذ بك من شرها، فإن مطر قال: (اللهم صيباً هنيئاً).

والعله في عدم نزول المطر

1- ارتباط المطر بزكاة:

تعد الزكاة فرضاً على المسلم الذي تنطبق عليه الشروط وعليه أن يؤديها، ولكن من تركها جحوداً بها مع القدرة عليها يعد كافراً وذلك لأنه كفر بأحد أركان الإسلام التي أوجبها الله تعالى ورسوله، بينما من امتنع عن تأديتها بخلاً مع قدرته عليها فإنّ على الحاكم أخذها منه إجباراً وقسراً، ولو قاوم فإنه يقاتل حتى يخرجها والدليل على ذلك عندما امتنع بعض المسلمين من تأديتها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه حتى عادوا عن ضلالهم، حيث قال أبو بكرٍ: (والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه)، وهذا مرتبط بغضب من الله وعدم نزول المطر.

2- ارتباط عدم نزول المطر بالمعاصي

وفي قصة رجل من بني إسرائيل عصى الله أربعين سنة فما ترك معصية إلا وفعلها ولم يتب لله مرة، فجاءت سنة من السنين قحط شديد وبني إسرائيل لا ينزل عليهم مطر، وبدأت الدواب تصاب والزرع يجف وبدأت الأنهار يتبخر ماؤها، فبدأوا يقولون، يا موسى ادع الله أن ينزل المطر وقام سيدنا موسى بجمع بني إسرائيل هلم ندعو، يا رب المطر، يا رب المطر، والمطر لا ينزل يا رب المطر، يا رب المطر فقال موسى، يا رب عودتني الإجابة فلم لم ينزل المطر، فأوحى الله إليه يا موسى لن ينزل المطر فبينكم من يعاصني منذ أربعين سنة فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء، فقال موسى : يا رب فماذا أفعل قال ، أخرجوه من بينكم فوقف موسى يقول، يا بني إسرائيل أقسمت عليكم، بيننا عبد يعصي الله منذ أربعين سنة وبشؤم معصيته منع الله عنا المطر ولن ينزل المطر حتى يخرج، فليخرج من بينكم فالعاصي كان يعرف نفسه فنظر حوله لعل أحداً غيره يخرج فلم يخرج أحد، فبدأ هذا العبد يناجي ربه قال، يا رب أعصاك أربعين سنة وتسترني وأنا اليوم إن خرجت فُضحت وإني أعاهدك أن لا أعود إلى هذه المعصية فتُب علي واسترني، ففوجئ سيدنا موسى بالمطر ينزل من السماء فقال موسى يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد فقال الله عز وجل ،يا موسى نزل المطر لفرحتي بتوبة عبدي الذي يعصاني منذ أربعين سنة، فقال موسى يا رب دلني عليه لأفرح به فقال الله عز وجل يا موسى يعصاني أربعين سنة وأستره ويوم يعود إلي أفضحه.

3- ارتباط عدم نزول المطر بالاستقامة الخاصة

فإن الاستِقامة هي لزوم طاعة الله عز وجل، وطاعة الرسول صلي الله عليه وسلم، ومن جوامِع كلام الرسول صلي الله عليه وسلم قوله للصحابي سفيان بن عبد الله رضِي الله عنه حين سألَه قائلًا يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرَك فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: (قل آمنتُ بالله، ثم استقِمْ).. رواه مسلم، أي أن أستقم بعد الإيمان بالله، وهو لوزم طاعة الله، حيث لا يجدك حيث نها، ولا يفقدك حيث أمرك، وعدم الاستقامة مرتبطة بعدم نزل المطر وسخط الله علينا

4- ارتباط عدم نزول المطر بنقض العهد معي الله

هي صفة من صفات المنافقين الذين يقولون مالا يفعلون، فحين يعزم الشخص على فعل أمر معين وقد أوعد صاحب الشأن على فعلها هنا يجب فعل العهد مهما كان ويجب الالتزام فيها، وهو أمر سيحاسب عليهِ أمامَ الله تعالى، فما بالك إذا كان هذا العهد هو مع الله تعالى، وقال تعالى: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ ۖ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ}.. [الأعراف : 102]، فإذا أوعد شخص بمعاهدة الله تعالى على فعل أمر معين مثل الالتزام بالصلاة أو الزكاة أو تسليم المال لأصحابها يجب عليهِ الالتزام بهذا العهد ويمكن تعرف العهد شبيه بالنذر، ولكن يختلف بأن النذر لها شرط يجب أن يتحقق والعهد هي معاهدة بين الشخص وربه على فعل الأمر من دون وجود شرط معين وهذا النقض مرتبط بعدم نزول المطر وسخط الله علينا.

فيديو قد يعجبك: