إعلان

الناصح مقصر فيما ينصح به.. والإفتاء تجيب عن السؤال: هل يجوز ذلك شرعًا؟

10:56 ص الخميس 13 أغسطس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"...يظن البعض أن معنى هذه الآية أنه لا يصح لمرتكب الذنب أن ينصح الآخرين، أو لتارك الخير أن يوجه الآخرين لفعله، وهذا ما فكر فيه أحد متابعي صفحة دار الإفتاء المصرية، حيث أرسل سؤالًا يقول: هل تصح النصيحة للغير مع العلم ان الناصح مقصر فيما ينصح به، وكيف يخرج المؤمن من الوعيد الذي جاء فيمن يقول ما لا يفعل؟ وهل يترك النصيحة والنصح؟

وعبر البث المباشر للدار على صفحتها الرسمية على الفيسبوك، أجاب الدكتور عويضة عثمان على هذا السؤال، مستندًا إلى ما ذكره الحافظ ابن كثير عن ذلك الأمر في تفسيره لتلك الآية، ناصحًا السائل بالعودة لتفسير ابن كثير وقراءتها بعد سماع إجابته.

أكد عويضة عثمان أنه لا يشترط على الإنسان أن يكون تاركًا للحرام حتى يعظ غيره بتركه، فقد يكون مثلا يشرب الخمر لكنه رأى أحد أصدقائه يشرب الخمر وهو يعرف عقوبة شرب الخمر وعواقبه فنصح صديقه، فيقول أمين الفتوى إن العلماء يقولون إنه يؤجر على نصيحته، موضحًا أن المؤمن حاله بين أمرين، أما أن يترك الذنب وينصح غيره، أو يكون فاعلًا للذنب لكن لا يترك نصيحة غيره. وذكر عويضة عثمان قول أحد الأئمة: لو كان الناصح تاركًا لكل الذنوب ما وجدت ناصحًا، مؤكدًا أنه ليس شرطًا أن يكون الإنسان كاملا في كل شيء حتى ينصح غيره، وإن كان يرتكب ما ينصح به، "هتؤجر على النصيحة وهتؤجر على الترك.. فلا تترك النصيحة أبدًا حتى لو كنت مقصرًا في فعل هذا الشيء الذي تنصح غيرك به".

من تفسير ابن كثير للآية

يقول ابن كثير: الغرض أن الله تعالى ذمهم على هذا الصنيع ونبههم على خطئهم في حق أنفسهم ، حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه ، وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له ، بل على تركهم له ، فإن الأمر بالمعروف معروف وهو واجب على العالم ، ولكن الواجب والأولى بالعالم أن يفعله مع أمرهم به ، ولا يتخلف عنهم ، كما قال شعيب ، عليه السلام : ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) [ هود : 88 ] .

فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب ، لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح قولي العلماء من السلف والخلف . وذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها ، وهذا ضعيف ، وأضعف منه تمسكهم بهذه الآية ؛ فإنه لا حجة لهم فيها . والصحيح أن العالم يأمر بالمعروف ، وإن لم يفعله ، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه، قال مالك عن ربيعة : سمعت سعيد بن جبير يقول له : لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر . وقال مالك : وصدق من ذا الذي ليس فيه شيء ؟ قلت : ولكنه - والحالة هذه - مذموم على ترك الطاعة وفعله المعصية ، لعلمه بها ومخالفته على بصيرة ، فإنه ليس من يعلم كمن لا يعلم ؛ ولهذا جاءت الأحاديث في الوعيد على ذلك ، كما قال الإمام أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير : حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي والحسن بن علي المعمري ، قالا حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا علي بن سليمان الكلبي ، حدثنا الأعمش ، عن أبي تميمة الهجيمي ، عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل العالم الذي يعلم الناس الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه.

فيديو قد يعجبك: