إعلان

كيف تتحول الخلايا الطبيعية إلى سرطان؟.. سببان رئيسيان يكشفان

05:00 م الخميس 12 نوفمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سيد متولي

كشف باحثون من كلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، أن أكثر من 100 نوع من السرطان يمكن أن يظهر في جميع أنحاء الجسم.

جاء ذلك في دراسة جديدة نُشرت على الإنترنت في مجلة Cell Metabolism، حيث أشار الباحثون إلى أن هناك سببان رئيسيان في تحول الخلايا الطبيعية إلى سرطان، إذ يعتقد الباحثون منذ فترة طويلة أن جميع أنواع السرطان تحكمها مجموعة مشتركة من العمليات الأساسية، وفقا لموقع " medicalxpress".

إن وجود آلية موحدة يمكن أن يوجه أساليب علاجية جديدة لمنع الخلايا الطبيعية من التحول إلى أي نوع من الورم، سواء كان الثدي أو البروستاتا أو القولون، على سبيل المثال.

واكتشف الفريق كيف أن التحول من خلية طبيعية المظهر إلى خلية سرطانية ينطوي على تعزيز عنصرين رئيسيين: الدفاع المضاد للأكسدة وتخليق النيوكليوتيدات، ووجدوا أن الجينات المرتبطة بالسرطان تقوم بشحن بعض الخلايا بشكل كبير لمحاربة الإجهاد التأكسدي وتخليق النيوكليوتيدات، التي تحتاجها الخلايا للبقاء على قيد الحياة والنمو بسرعة على التوالي.

وقال كبير الباحثين شياو يانغ Xiaolu Yang ، حاصل على درجة الدكتوراه، وأستاذ جامعي بيولوجيا السرطان في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا: "منذ أوائل الثمانينيات، تم التعرف على العديد من جينات السرطان، ومع ذلك، غالبًا ما تؤثر على العمليات الخلوية المتعددة، مما يجعل من الصعب جدًا تلخيص ما يحول الخلايا السرطانية بالضبط، لقد اتخذنا نهجًا فريدًا ونظرنا في التغييرات الخلوية التي يقودها إنزيم أيضي معين، والذي تبين أنه المفتاح لحدوث ذلك الأمر اللافت للنظر، وجدنا أنه لكي تصبح الخلية الطبيعية المظهرية خلية سرطانية، كل ما تحتاجه هو لتكون مجهزة بقدرة إضافية لتحمل الإجهاد التأكسدي وإنتاج النيوكليوتيدات".

ماذا يعني الإجهاد التأكسدي والنيوكليوتيدات؟

الإجهاد التأكسدي هو زيادة المواد المؤكسدة في الخلية، وهو الأمر الذي يسبب أمراضًا عديدة مثل السرطانات والسكري وارتفاع ضغط الدم وتصلّب الشرايين، ويساعد على توليد طفرات جينية تدمر الحمض النووي والبروتينات.

بينما النيوكليوتيدات وحدة أساسية في بناء حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين، وحمض نووي ريبوزي؛ فهي بمثابة الحروف الأساسية التي تكتب بها الجينات، التي تنقل أوصاف الطفل من الام والأب، وتعمل النيوكليوتيدات أيضاً في عملية تأشير الخلية، أي استبدال الإشارات بين خلايا الجسم؛ وكذلك تقوم النوكليوتيدات بدور هام في عمليات التمثيل الغذائي.

وتشير الدراسة إلى أنه حال إغلاق مسارات التمثيل الغذائي هذه، لن تصبح الخلايا سرطانية.

قام الباحثون أولاً بدراسة جين G6PD ، الذي يصنع إنزيم نازع هيدروجين الجلوكوز 6 فوسفات، في الفئران والخلايا البشرية، ينشط هذا الإنزيم في جميع خلايا الجسم تقريبًا ويشارك في المعالجة الطبيعية للكربوهيدرات، وأظهروا أن هذا الإفراط في التعبير وحده جعل الخلايا البشرية سرطانية وأدى إلى أورام في الفئران.

بعد ذلك، قاموا بتحليل الآليات التي ينطوي عليها هذا التعبير المفرط لتحديد المسارات التي كانت حاسمة في التحول، وجدوا أن G6PD يحفز إنتاج NADPH الجديد، وهو إنزيم مساعد مهم للحفاظ على توازن الأكسدة والاختزال (الذي يحافظ على الخلية من التلف والموت)، بالإضافة إلى المزيد من سلائف النيوكليوتيدات للحفاظ على تكاثرها، في ظل الظروف التي تثير الإجهاد التأكسدي، والتي غالبًا ما تواجهها الخلايا السرطانية بسبب تكاثرها، وغالبًا في المكان الخطأ، فإن الخلية الطبيعية ستلتوي، لكن الخلية السرطانية المسلحة بهذه الإضافات تضغط.

وتقدم النتائج أيضًا المزيد من الأدلة التي تظهر في التجارب السريرية ودراسات أخرى على أن مضادات الأكسدة في الواقع تدعم نمو الورم، وليس تقليله، لكي يتكون الورم، يحتاج إلى دفاع قوي مضاد للأكسدة؛ إن إعطائها المزيد من مضادات الأكسدة يوفر بيئة مثالية للقيام بذلك، تقدم النتائج أيضًا تفسيرًا للملاحظة القائلة بأن المركبات التي تتداخل مع التخليق الحيوي للنيوكليوتيدات هي من بين أنجح أدوية العلاج الكيميائي للسرطان.

والأهم من ذلك، كشفت الدراسة عن إطار جزيئي لفهم عملية تكون الورم بشكل أفضل وخريطة طريق محتملة لمقاربات جديدة لعلاج السرطان، كما قال المؤلفون.

وقال الباحث يانج "الآن يمكننا أن نقول أن التحول السرطاني يأتي من خطوتين أساسيتين، تشير دراستنا أيضًا إلى أن الجمع بين العلاجات التي تؤثر على كلا الحدثين، وبعضها موجود بالفعل في المستشفيات، سيكون أكثر فعالية في منع الخلايا الطبيعية من أن تصبح سرطانية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان