انخفاض الجديد وانهيار المستعمل| كيف غيرت 2025 شكل سوق السيارات في مصر؟
كتب : أيمن صبري
سوق السيارات - أرشيفية
ساعات قليلة تفصلنا عن نهاية عام 2025، العام الذي لم يكن مروره على قطاع السيارات المصري مرور الكرام، إذ كان شاهدًا على تغييرات جذرية وتحولات لم يسبق أن عاصرها السوق من قبل.
ففي هذا العام تراجعت أسعار الغالبية العظمى من السيارات الجديدة، وذلك بعد نحو ثلاثة أعوام من اشتعالها، حيث تراوحت قيم التخفيضات المعلنة من الشركات ووكلاء العلامات التجارية ما بين 10% إلى 20%.
قال أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات المصرية ونائب رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية، إن بعض الطرازات التي كانت تباع قبل عام 2025 بأكثر من مليون جنيه أصبح سعرها اليوم لا يتجاوز 750 ألف جنيه.
وأكد أبو المجد في تصريحات تلفزيونية سابقة، أن السيارات الجديدة التي يتجاوز سعرها اليوم 1.5 مليون جنيه لا تزال مرشحة لمزيد من التخفيض حتى الساعات الأخيرة من العام بنسب تصل إلى 5%.
ما سبب موجة تراجع الأسعار؟
يقول مراقبون إن ثورة التخفيضات التي قادها وكلاء علامات تجارية كبرى، تعود إلى جملة من الأسباب والقرارات التي اتخذتها الدولة، وفي مقدمة تلك الأسباب استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري.
ومن أسباب انخفاض الأسعار أيضًا الخطوات الجادة التي طبقتها الحكومة المصرية في ملف توطين صناعة السيارات، وهو ما برز في إعلان عدد من الشركات تشغيل خطوط إنتاج وطرح طرز جديدة تحمل شعار "صنع في مصر".
كما ساهمت حلحلة ملف الاستيراد الذي كان شبه متوقف منذ عامين، في تدفق أعداد كبيرة من السيارات تامة الصنع وزيادة المعروض مقارنة بالطلب في السوق، الأمر الذي ساعد في خفض الأسعار بشكل كبير.
وبحسب ما أكد رئيس رابطة التجار، فإن تراجع أسعار خدمة الدين "الفائدة البنكية" والتي انخفضت بنحو 7.25% على مدار العام، يعد واحدًا من أسباب انخفاض الأسعار في سوق السيارات.
علامات جديدة تطرق أبواب السوق المصري
تسببت العلامات التجارية الجديدة التي انهالت على السوق المصري خلال عام 2025 وبلغت 15 علامة تجارية ونحو 44 سيارة لم يرها المستهلك المصري من قبل، تسببت في إحداث حالة من التوازن ومنحت المستهلك قدرة على المناورة واختيار ما يناسب قدراته المادية.
ولم تكن العلامات التجارية التي سجلت حضورها لأول مرة في مصر قاصرة على السيارات التقليدية، فقد حرصت الشركات الكبرى العاملة في السوق المصري على استشراف المستقبل بتقديم العشرات من السيارات الكهربائية والهجينة، وهو ما رآه خبراء سببًا قويًا في ملف تراجع الأسعار.
"التنين الصيني" يجتاح شوارع مصر
وكان للتواجد الصيني يد في انخفاض أسعار السيارات خلال عام 2025 في مصر، فإلى جانب الطرازات الصينية التي تتوفر بالسوق وتقدر بالعشرات، انضم خلال العام ولأول مرة ما يربو إلى 24 سيارة سيارة و11 علامة تجارية صينية.
وتستطيع الشركات الصينية بحسب أحمد راضي، خبير المبيعات، تقديم خلطة ذهبية حيث تمزج ما بين وفرة الإنتاج والتكنولوجيات المتطورة والأسعار الاقتصادية، وذلك مقارنة بالمنافسين الكوريين والأوروبيين.
انخفاض الجديد يدفع المستعمل للانهيار
في أعقاب موجة التضخم الكبيرة التي شهدتها مصر عام 2022 وأدت إلى زيادات غير مسبوقة بأسعار السيارات الجديدة، اشتعلت أسعار السيارات المستعملة بأكثر من 300% لبعض الطرازات الأكثر طلبًا بالسوق.
ومع استقرار الأوضاع خلال 2025 وهدوء موجة الزيادات التي استمرت على مدار ثلاث سنوات في سوق "الزيرو"، كان متوقعًا أن يتراجع المستعمل بنفس الوتيرة، إلا أن تجار سوق المستعمل تمسكوا بأسعارهم المرتفعة لدرجة أن بعض السيارات التي مر على أول استخدام لها نحو 10 سنوات كانت تباع أغلى من سعر موديل 2025.
وأدى عناد تجار وبائعي السيارات المستعملة في تفاقم حالة الشلل والركود بالسوق، لكن مع بداية النصف الثاني من 2025 بدأ السوق في التحرك نزولًا وتراجعت الأسعار تدريجيًا إلى أن وصل لحالة انهيار شبه تام.
قال خالد سعد، رئيس رابطة مصنعي السيارات المصرية، إن سوق السيارات المستعملة لا يتراجع بين يوم وليلة بل يحتاج إلى فترة أطول وينخفض بصورة تدريجية بعكس سوق الزيرو.
وأوضح سعد في تصريحات سابقة لـ"مصراوي" أن مالك السيارة المستعملة هو من يقوم بتسعير سيارته ويسعى لتحقيق أكبر مكسب ممكن، ذلك بعكس وكلاء العلامات التجارية الذي تتوزع أرباحهم ما بين البيع المباشر وخدمات ما بعد البيع.
وتوقع أن تستمر موجة التخفيضات خلال الأشهر الأولى من عام 2026 مع انضمام سيارات جديدة إلى قائمة التجميع المحلي، بالإضافة إلى طرح سيارات مستوردة لأول مرة وهو ما يسهم في اتساع رقعة الاختيار وعدم التكالب على موديلات بعينها.
مبيعات لم يرها السوق من قبل
التراجعات غير المسبوقة بالأسعار التي شهدها السوق، ترجمتها أرقام المبيعات التي ارتفعت بحسب البيانات الصادرة عن مجلس معلومات سوق السيارات "أميك" بنسبة 77.4% خلال الأشهر العشر الأول من 2025.
وبلغت مبيعات السيارات في الفترة من يناير وحتى أكتوبر 139.180مركبة مقابل 78.427 مركبة خلال الفترة ذاتها من عام 2024؛ وكان للسيارات "الملاكي" نصيب الأسد من تلك المبيعات بواقع 107.655 سيارة.
وتوقع رأفت مسروجة، الخبير والرئيس الشرفي السابق لمجلس معلومات سوق السيارات "أميك"، أن يكون السوق المصري واحدًا من أكثر الأسواق النشطة بمنطقة الشرق الأوسط من حيث حجم المبيعات خلال سنوات قليلة.
وأضاف مسروجة لـ"مصراوي" أن التوسع في اتفاقيات تجميع السيارات محليًا، ودخول عدد من كبرى العلامات التجارية العالمية للتصنيع في مصر مثل فولكس فاجن الألمانية، يعكس مؤشرات قوية تبرز أهمية السوق المحلي وتحوله إلى مركز محوري لصناعة السيارات بالمنطقة.
وأكد أن عام 2026 سيكون مكملًا لما حدث في 2025 وستشهد مصر طفرة حقيقية في سوق السيارات، مستشرقًا وصول إجمالي مبيعات السيارات بنهاية العام إلى 350 ألف سيارة، بفعل زيادة الطروحات الجديدة، ودخول أعداد كبيرة من الطرازات التي تطرح لأول مرة في السوق المصري
وأسهب رئيس أميك السابق في توقعاته بأن تصل أعداد السيارات المباعة في مصر بنهاية عام 2030 إلى مليون سيارة، مرجعًا ذلك إلى تحسن مستويات دخل الأفراد، وارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وزيادة معدلات الادخار، وتنامي ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري واستقرار العملة المحلية.
اقرأ أيضًا:
سيارة تتعطل كلما اشترى صاحبها آيس كريم.. وجنرال موتورز تكشف السبب
عقل سيارات شاومي يثير المخاوف في 2025: حرق 4 صينيين وغرق في نهر
صدق أو لا تصدق| هيونداي أكسنت RB مستعملة بسعر أعلى من الزيرو 2026
حقيقة طرح تويوتا سيارة جديدة في مصر بسعر 555 ألف جنيه.. فيديو وصور
الذكاء الاصطناعي يتحدث عن مزايا وعيوب "بجاج كيوت".. وهل تصلح للعائلات؟
يخدم بالقاهرة و6 مدن أخرى.. تعرف على تكلفة ركوب "التاكسي الطائر" في مصر