إعلان

صُناع الخيامية.. من كسوة الكعبة لفوانيس رمضان (صور)

02:20 م الخميس 24 مايو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد الليثي:
تصوير- جلال المسري:

في عهود مضت كان صناع الخيامية ملء السمع والبصر؛ حين كانت أياديهم تغزل كسوة الكعبة المشرفة والتي كانت تصنع من الحرير الخالص، وتتزين بآيات قرآنية نقشت بخيوط الذهب والفضة.

11

وكانت للكسوة شرف كبير يتباهى به الجميع وليس المصريين فحسب؛ يحكى أنه في عام 514 هجريا أسقط بن رشد الحج عن المغاربة؛ لأنه كانت تعترض طريق الحجاج من المغرب للمشرق، برا قطاع الطرق، وبحرا كان الصليبيون يعترضونها، وكانو يضطرون الناس إلى التنصر، فأصبح الحج مسألة عسيرة بل تكاد تكون مستحيلة.
وظل المغاربة محرومون 80 عاما من حج البيت، ومع عودة أول فوج للحجيج أصر أهل المغرب أن تكون رحلتهم برفقة الكسوة، وكانت عادة الملوك المصريين أن يستقبلوا الحجاج المارين بالحدود المصرية كي يرسلوا معهم –والوفد المصري- الكسوة.

22

الآن بات مصدر رزق صانعي الخيامية شحيحا، أضحى مجرد "فلكلور"، كثير من يقدره، وقليل من يُقبل على شراءه.
داخل سوق السلاح والدرب الأحمر ومصر القديمة يتحايل صناع الخيامية على ضيق الحال بالبحث عن أشكال جديدة؛ منها تغليف الفوانيس بالخيامية، بيع الخيام لمحبي الرحلات في الصحراء، وبعض أعمال الديكور لهواة التراث.

ولا تزال بعض المحافظات تهتم بتزيين منازلها بقماش الخيامية، كمال الحال في البيوت الأسوانية، ويحبذ العديد من السياح اقتنائها، لطبيعتها الفنية وارتباطها بالتراث الشرقي.

ولم يكن التطور بظهور الأقمشة المطبوع عليها رسومات مماثلة لتلك التي يصنعها رجال الخيامية إلا وبالا على أصحاب المهنة الأصليين؛ بعدما حلت الآلات محلهم في إخراج نفس الأشكال من دون الاعتماد على الفن اليدوي، غير أنه يعيبها أنها نسخة ضعيفة لا ترتقي لما تحيكه الأيدي الماهرة، لكنها ذات سعر أرخص.

ورث صناع الخيامية المهنة جيل تلو الآخر، وتعود الخيامية في مصر لعصور الفراعنة، وازدهرت مع دخول الإسلام وبخاصة في العصر الفاطمي. وظلت في أوجها حتى ستينيات القرن الماضي قبل أن تنحسر عنها الاضواء رويدا رويدا، مع توقف إرسال كسوة الكعبة.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: