إعلان

قصة "إدريس" عليه السلام في القرآن الكريم والسنة.. هل رفع وهو حي؟

10:06 م الثلاثاء 28 أبريل 2020

قصة سيدنا إدريس عليه السلام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

أثير الجدل حول قصة سيدنا إدريس عليه السلام مؤخرًا بعدما ذكر مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، الدكتور علي جمعة، في برنامج "مصر أرض الأنبياء" أنه علم المصريين علومًا كثيرة وقد يكون هو من بنى الأهرامات.. فما هي قصة سيدنا إدريس عليه السلام كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية؟ ومن أول من قال ببنائه الأهرامات؟

قال تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" هكذا أخبرنا القرآن الكريم قصة سيدنا إدريس عليه السلام في سورة مريم في الآيات 56 – 57، ويروي ابن كثير في "البداية والنهاية" أن الله سبحانه وتعالى قد أثنى عليه، ووصفه بالنبوة، والصديقية، وهو في عمود نسب رسول الله ﷺ، على ما ذكره غير واحد من علماء النسب، وكان أول بني آدم أعطي النبوة، بعد آدم وشيث عليهما السلام، ونقل ابن كثير عن ابن إسحاق قوله أن نبي الله أدريس كان أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم، ثلاثمائة سنة وثماني سنين، فقال ابن كثير: "وقد قال طائفة من الناس: إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي، لما سأل رسول الله ﷺ، عن الخط بالرمل فقال: "إنه كان نبي يخط به، فمن وافق خطه فذاك)".

وأشار ابن كثير إلى أن علماء التفسير والأحكام كذبوا على إدريس في أمور كثيرة، وليس إدريس وحده بل كان هذا دأبهم مع غيره من الأنبياء والعلماء وغيرهم، فيقول: يزعم كثير من علماء التفسير، والأحكام، أنه أول من تكلم في ذلك، ويسمونه هرمس الهرامسة، ويكذبون عليه أشياء كثيرة، كما كذبوا على غيره من الأنبياء، والعلماء، والحكماء، والأولياء.

وليس هناك أي نصوص أخرى في القرآن تشير إلى قصة سيدنا إدريس عليه السلام باستثناء بعض الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ذكر ابن كثير في تفسيره للآيات السابقة : قد تقدم في الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به في ليلة الإسراء وهو في السماء الرابعة، إذا فما نعرفه عن سيدنا أدريس عليه السلام بوجه اليقين أنه كان نبيًا من الأنبياء وقد أثنى الله عليه ووصفه بالصديقية والنبوة، وأما عن لقاء النبي به في السماء السابعة، فيرويه ابن حجر في كتابه "فتح الباري" في شرح صحيح البخاري قائلًا: وكون إدريس رفع وهو حي لم يثبت من طريق مرفوعة قوية، وقد روى الطبري أن كعبا قال لابن عباس في قوله تعالى: ورفعناه مكانا عليا. أن إدريس سأل صديقا له من الملائكة فحمله بين جناحيه، ثم صعد به، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت، فقال له: أريد أن تعلمني كم بقي من أجل إدريس؟ قال: وأين إدريس؟ قال: هو معي، فقال: إن هذا لشيء عجيب أمرت بأن أقبض روحه في السماء الرابعة، فقلت: كيف ذلك وهو في الأرض؟ فقبض روحه فذلك قوله تعالى: ورفعناه مكانا عليا. وهذا من الاسرائيليات. والله أعلم بصحة ذلك.

أما كون إدريس عليه السلام علم المصرين الطب وغيره من العلوم، فقد ذكرها ابن تغري بردي منذ قرابة الـ 600 عام، في كتابه "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"، فقال: "إنه قد استدل من فهمه لحركة الكواكب على قرب الطوفان، فبنى الأهرامات وأودعها العلوم التي خشي من ضياعها".

فمن هو ابن تغري بردي الذي ذكر أن إدريس عليه السلام هو من بنى الأهرامات، رغم اختلاف علماء الآثار والمصريات مع تلك المرويات وإثبات عدم صحتها استنادا لتحليلات علمية.

ابن تغري بردي هو إمام وفقيه ومؤرخ مصري، ولد بمدينة القاهرة وتاريخ ميلاده مختلف فيه، فقيل ولد سنة 812 هـ/ 1409م، وقيل سنة 813 هـ/ 1410م، وهو تلميذ تقي الدين المقريزي المؤرخ المصري الشهير، وعاصر ابن تغري بردي كبار المؤرخين مثل ابن حجر العسقلاني والسيوطي وشمس الدين السخاوي وغيرهما، ويعد كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" من أشهر مؤلفاته.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: