إعلان

لماذا فاز ترامب؟

09:35 ص الخميس 10 نوفمبر 2016

المرشحة الخاسرة هلاري كلينتون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي ويسرا سلامة:

قبل التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية، كانت استطلاعات الرأي ترجح كفة الديمقراطية هيلاري كلينتون، على نظيرها الجمهوري دونالد ترامب. غير  أن الأخير وصل إلى البيت الأبيض مكتسحا، ما يفتح باب التساؤلات عن أسباب اختيار الأمريكيين له.

"أمريكا عظيمة مرة أخرى" هو شعار حملة ترامب الانتخابية. من روح ذلك الشعار صدرت تصريحات مثيرة للجدل عن ترامب، على رأسها حديثه عن "الإسلام الأصولي المتطرف"، حيث اقترح فرض حظر على دخول المسلمين لأمريكا، كما اتسمت آرائه بما وُصف بـ"العنصرية" ضد المجموعات العرقية، كالسود أو اللاتينيين.

يقول الخبير الإعلامي، ياسر عبد العزيز، إن خطاب ترامب الإعلامي يرضي هواجس الإسلاموفوبيا لدى الأمريكيين، فقد اعتمد على خطاب يميني شعبوي فيما يخص التيارات الدينية المتطرفة، ما جعله أقرب للمواطنين.

ويتفق معه أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، مضيفا أن الشعب الأمريكي يعيش في خوف دائم، بين تهديدات تتحدث عن الإرهاب واللاجئين وغيرهم.

وتعتقد ماجدة شاهين، أستاذ الشؤون السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، أن فوز ترامب ظل أمرا مُتوقعا، فالمرشح أتى من خارج "مطبخ السياسة الأمريكية"، وعبر عن الجمهوريين من أبناء حزبه.

ويضيف عبد الله، أستاذ الطب النفسي، أن الشعب الأمريكي جرّب كلينتون كوزيرة خارجية من قبل، وتسربت إلى البعض قناعة أنها إذا أرادت تقديم شيء جيد لفعلت ذلك.

وتولت هيلاري كلينتون منصب وزيرة الخارجية الأمريكية في الولاية الاولى للرئيس باراك أوباما 2009 - 2013.

ميزة أخرى لعب عليها الرئيس الُمنتخب لتوّه، وهى "التغيير". تقول شاهين إن ترامب وجه انتقادات لإدارة أوباما. وتُرجمت محاولات ترامب للثورة على سياسة  أوباما، بأجندة اقتصادية توافق الهوى الأمريكي، إذ رُوج لخفض الضرائب عن كاهل المواطن، والوقوف مع العامل والمهاجر، وإعطائه مزيدا من الآمان.

يقول عبد العزيز إن الخطاب الإعلامي لترامب يوافق الشرائح الدُنيا من الأمريكيين.

كما تفرّد ترامب بتصريحاته عن اجتذاب الاستثمارات وفتح مجال العمل، بينما قالت كلينتون إنها سترفع الضرائب، ما يراه عبد الله، سببا كافيا لانتخاب الأول: "المواطن الأمريكي يحتاج لشخص يُقلل الأعباء المالية عنه،" يقول عبد الله.

ويرى الخبير الإعلامي أن تصريحات ترامب داعبت هاجس الرجل الأبيض الذي خشي أن يصبح أقلية عقب ثماني سنوات من حكم أوباما، لذا لاقى قبولا عند الأمريكيين البيض الذين تتعدى نسبتهم الـ70 في المئة من تعداد سكان الولايات المتحدة.

وأضافت شاهين أن ترامب رجل "على طبيعته" يتحدث بصدق للشعب، لا يملك حجة سياسية قوية لكنه يستخدم العواطف. وترى أن ذلك يناسب طبيعة الشعب الأمريكي العاطفي، والذي ربما لا يعتبر مُحنك سياسيا مثل الشعب البريطاني والفرنسي على سبيل المثال.

في الواقع الافتراضي لم تكن منصات التواصل الإجتماعي منحازة لترامب-قبل فوزه- حيث أن 140 مسؤولا في مجال التكنولوجيا ومواقع التواصل الإجتماعي، وجهوا خطابا مفتوحاً ضده في أغسطس الماضي واصفين إياه بـ"الكارثة على الإبداع"، ومتهمينه بالعنصرية.

نتيجة لذلك، مالت كفة "مواقع التواصل" لصالح كلينتون، تماما كما في وسائل الإعلام واستطلاعات الرأي العام، لكن ذلك لم يكن له تأثير على الارض، حسب عبد العزيز.

يضرب الخبير الإعلامي المثل بالإعلام عندما انحاز لجورج بوش مقابل آل جور في انتخابات 2000، وأدّى ذلك لفوز الأول، لكن ما حدث هذه المرة يدل على أن الإعلام ليس له قاعدة راسخة. يقول عبد العزيز "تعلمنا درسا من هذه الانتخابات، أن الإعلام قد يساعد في تقدم مرشح على الآخر.. لكن لا يمكن له أن يصل بمرشح إلى كرسي البيت الأبيض مباشرة".

فيديو قد يعجبك: