إعلان

الشقيانين في رمضان| عمال محور ترعة الزمر في عيدهم: "الشغل مبيوقفش"

05:32 م السبت 01 مايو 2021

عمال محور ترعة الزمر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب وصور- محمود عبدالرحمن:

بعد ساعتين من الإفطار، يستكمل عمال المعمار الأعمالَ الإنشائيةَ التي بدأها زملاؤهم في نهار رمضان، ففي أيام الصيام تختلف طبيعة عملنا عن باقي أيام السنة، يقول سالم كمال الذي يعمل ضمن مجموعة من عمال حديد التسليح، بالمرحلة الثانية ضمن مشروع محور ترعة الزمر؛ فالشغل الخفيف الذي لا يتطلب مجهودا كبيرا يكون في ساعات النهار، على عكس ساعات الليل المخصصة للشغل الذي وصفه بالصعب ويحتاج إلى مجهود كبير "زي صبة الخرسانة وتسليح الأعمده بيكون بالليل".

الصورة الأولى

يتحول موقع العمل بالمشروع الذي يعتبر أحد المشروعات القومية التي وفرت آلاف الوظائف إلى خلية عمل في ساعات الليل، حيث يتواجد المئات من عمال النجارة والتسليح والخرسانة وغيرهم من العمالة الفنية التي تعمل تحت إشراف مهندسين ومشرفين، وسط أجواء تطغى عليها أصوات المعدات الثقيلة التي تعتبر ركيزة العمل الأساسية بالموقع، العمل هنا "مبني على بعضه"، كما يحكي المهندس حسام بكر أحد المسؤولين عن إدارة العمل بالموقع، والعمالة تعتبر المحرك الرئيسي في جميع مراحل التنفيذ والبناء، من رفع إحداثيات الموقع لبدء العمل، وصولا إلى التشطيبات وتشغيل المشروع، كلها مراحل يكون للعمال دور فيها، وفقا لـ"بكر" المدير التنفيذي لإحدى الشركات المنفذة للمشروع.

الصورة الثانية

آخر شارع جامعة الدول العربية من ناحية بولاق الدكرور، من المناطق والمحاور العرضية التي يربطها مشروع محور ترعة الزمر، ينقسم العمال إلى فرق متعددة، ما بين عمال تعمل في صب الخرسانة ومجموعة أخرى تعمل في حديد التسليح، وثالثة في تجهيز السقالات والروافع.

يقول حداد التسليح سالم كمال: ضيق الوقت في رمضان يجبرنا على مضاعفة جهودنا "علشان نلحق ننجز لأن الوقت بيجري بسرعة وإحنا بنكون ملزمين بالانتهاء من شغلنا في وقت محدد، لأن فيه شغل تاني بيكون مترتب عليه زي بتوع الصبة، اللي بيكونوا منتظرين إننا نخلص علشان هما يشتغلوا"، فتأخر مجموعة التسليح يعنى تأخير أعمال الخرسانة وما بعد، لذلك يحرص الجميع على الانتهاء من العمل اليومي المطلوب منهم.

الصورة الثالثة
بجوار ماكينة "حفر الخوازيق" يقوم سالم مع مجموعته بتقطيع الحديد وفقا للمقاسات المطلوبة وتشكيله وفقا لاستخدامه، سواء كان للأعمدة أو القواعد أو أرضية الكوبري، واصفا عمله الدائم بالشارع بالشاق والصعب، لكنه يحبه، فهو مصدر رزقه ودخله الوحيد، "كل ما أشتغل أكثر بيكون دخلي أكثر"، خاصة بعد خبرته التي تمتد إلى 10 سنوات من العمل في هذا المجال.

الصورة الرابعة
حداد التسليح باليومية، عمله غير الدائم يعتبر أحد الأسباب التي تدفعه إلى استمرار عمله في رمضان وبنفس الإنتاج، لكن الفرق بين العمل في رمضان والأيام العادية "إنى بشتغل بالليل بدل النهار، لأن سني كبير وبيكون صعب عليا الشغل وأنا صائم" يقول صاحب الخمسين عاما.
من الثامنة مساء وحتى الثامنة صباحا، يعمل سالم الذي يستريح لمدة ساعة واحدة للسحور وصلاة الفجر، وبعدها يعود مجددا للعمل حتى يأتي زملاؤه الذين يعملون صباحا.

الصورة الخامسة

ويرى على محمد الذي يعمل ضمن عمال مجموعة التكسير أن العمل ليلا في رمضان أفضل كتير من العمل في نهار رمضان، لأن التكسير يتطلب مجهودا كبيرا، ومن الصعب القيام بهذا العمل في ساعات النهار، بسبب الصيام وحرارة الجو المرتفعة، فحتى لو اضطررنا إلى التأخر ساعة زيادة في الشغل، كما يحدث في بعض الأحيان، فلن يؤثر ذلك على عملنا، ونستطيع أن نؤدي المطلوب منا بدون تقصير أو الشعور بالتعب.
عمليات التكسير التي يقوم بها "على" وزملاؤه يتولى سائق الحفار هاني فريد رفعها وتحميلها على العربات النقل لتجهيز أماكن الحفر لكي تكون جاهزة لأعمال الأساسات، كلنا هنا بنكمل بعض وكل واحد فينا بيسلم التاني، يقول هاني الذي تختلف طبيعة عمله عن غيره من العمال بالموقع، حيث تنقسم أيام عمله ما بين الليل والنهار، وفقا لاحتياجات الموقع التي يحددها المهندسون.

الصورة السادسة

ويرى أن هذا الاختلاف له مميزاته وعيوبه، حيث يكون مع أسرته بعد الإفطار، لكن في المقابل العمل في نهار رمضان يكون مرهقا بسبب الصيام والحر.
إحنا ملتزمين بمواعيد عمل للانتهاء من المشروع، لذلك يستمر العمل في رمضان بنفس مقداره في الأيام العادية، يقول المهندس حسام بكر، المدير التنفيذي لإحدى الشركات المنفذة للمشروع، لأن أعمال المشروع مقسمة على فترات زمنية محددة وملتزمون بالانتهاء وفقا لهذه التوقيتات، ولذلك لا يوجد وقت لوقف العمل في شهر رمضان، ولكن يتم وضع خطة معينة للعمل فيه، منها تغيير المواعيد وعدد العمالة.

فيديو قد يعجبك: