إعلان

في رحلة البحث عن "حياة".. "ناسا" تصدر أول تقرير عن الطقس في المريخ

07:32 م الأحد 11 أبريل 2021

المركبة المثابرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

في الـ18 من فبراير الماضي، هبطت مركبة فضائية تابعة لـ"ناسا" بنجاح على سطح المريخ، لتكمل بذلك رحلة استغرقت نحو 7 أشهر، قطعت خلالها نحو نصف مليار كيلومتر، لتتلقى الوكالة الأمريكية بعد أقل من شهرين أول بيانات عن حالة الطقس في الكوكب الأحمر.

بالقرب من خط استواء المريخ، هبطت المركبة "المثابرة" في فوهة عميقة، تُسمى "جيزيرو كريتر"، حيث ستقضي المركبة المزودة بست عجلات، العامين المقبلين على الأقل في حفر صخور على سطح الكوكب، بحثا عن آثار تدل على وجود حياة في الماضي، حيث يُعتقد أن الفوهة كانت تضم بحيرة عملاقة قبل مليارات السنين، وحيثما كان هناك ماء يُحتمل وجود حياة.

في الـ19 من فبراير الماضي، أي بعد يوم واحد من هبوط المركبة على الكوكب الأحمر، تم تشغيل نظام محلل الديناميكيات البيئية للمريخ (MEDA) على متن المركبة الجوالة المثابرة التابعة لناسا لأول مرة لمدة 30 دقيقة، وفي حوالي الساعة 8:25 مساء في نفس اليوم، تلقى المهندسون بيانات أولية.

"كانت تلك لحظات من الحماس والإثارة. فأخيرا، بعد سنوات من العمل والتخطيط، تلقينا أول تقرير بيانات".. حسبما قال خوسيه أنطونيو رودريغيز مانفريدي، الباحث الرئيسي في نظام محلل الديناميكيات البيئية للمريخ، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا.

وعندما تلقى المهندسون بيانات نظام محلل الديناميكيات البيئية للمريخ الأولى على الأرض، قاموا بتجميع أول تقرير عن الطقس عن جزيرة "جيزيرو كريتر" بالمريخ التي هبطت عليها مركبة "المثابرة".

وأظهرت البيانات أنها درجة الحرارة كانت أقل بقليل من 4 درجات فهرنهايت (ناقص 20 درجة مئوية) على السطح عندما بدأ النظام في التسجيل، وانخفضت درجة الحرارة إلى 14 درجة فهرنهايت تحت الصفر (سالب 25.6 درجة مئوية) في غضون 30 دقيقة.

كما أظهرت مستشعرات الضغط أن الضغط على المريخ كان 718 باسكال، ضمن نطاق 705-735 باسكال الذي تنبأت به نماذجهم لذلك الوقت على المريخ.

ويزن نظام محلل الديناميكيات البيئية للمريخ حوالي 12 رطلا (5.5 كيلو جرام) ويحتوي على مجموعة من أجهزة الاستشعار البيئية لتسجيل مستويات الغبار وستة ظروف جوية "الرياح (السرعة والاتجاه)، الضغط، الرطوبة النسبية درجة حرارة الهواء، درجة حرارة الأرض، والإشعاع (من كل من الشمس والفضاء)".

يعتقد رئيس الجمعية المصرية لعلوم الفلك عصام جودة إن "التعرف على الطقس على سطح المريخ، إحدى سبل البشرية الأكثر أهمية للتعرف على إمكانية وجود حياة في الماضي على الكوكب الأحمر".

شارحا جودة في تصريحات لموقع مصراوي: "تسعى البشرية للبحث عن حياة على المريخ، وفقا لتعريفنا البشري لها، والتي من مقوماتها وجود المياه، فوجود مياه في صورة سائلة في الماضي يزيد من احتمالية وجود حياة، ولا يمكن أن تكون المياه في حالة سائلة إلا في مدى درجة حرارة معينة، إن زادت عنها أو قلت فلا احتمالية لوجود تلك المياه أو الحياة".

ويضيف رئيس الجمعية المصرية لعلوم الفلك: "لكن ذلك لا ينفي أيضا احتمالية وجود حياة على المريخ مغايرة لتلك التي نعرفها على الأرض، فيحتمل أن تكون الحياة التي نبحث عنها لكائنات حية بسيطة ميكروبية أو بكتيرية أو طحلبية أو ما شابه، لكن ليس بالضرورة أن تكون هذه الكائنات من لحم ودم أو حتى تتنفس الهواء وتشرب الماء مثلنا، فقد تكون لهذه الكائنات شكل ومضمون مختلف تماما عن شكل ومضمون البشر".

وخلال العام المقبل، سيوفر نظام محلل الديناميكيات البيئية للمريخ معلومات قيمة عن دورات درجة الحرارة، وتدفق الحرارة، ودورات الغبار، وكيفية تفاعل جزيئات الغبار مع الضوء، مما يؤثر في النهاية على درجة الحرارة والطقس.

ويتابع جودة: "أن دراسة درجة الحرارة هو جزء محوري في دراسة الغلاف الجوي، فالتغير في درجة الحرارة يعطينا مؤشر عن سلوك الغلاف الجوي للمريخ".

ويمكن لنظام محلل الديناميكيات البيئية للمريخ (MEDA) تسجيل درجة الحرارة على ثلاثة ارتفاعات جوية: 2.76 قدم (0.84 متر)، و4.76 قدم (1.45 متر)، و98.43 قدم (30 مترا)، بالإضافة إلى درجة حرارة السطح، ويستخدم النظام أجهزة استشعار على جسم المركبة وصاريها ومستشعر الأشعة تحت الحمراء القادر على قياس درجة الحرارة على ارتفاع 100 قدم تقريبا فوق العربة الجوالة، ويسجل النظام أيضا مستويات الإشعاع بالقرب من السطح، مما سيساعد في التحضير لمهام الاستكشاف البشرية المستقبلية على المريخ.

وعن تلك المؤشرات الأولية التي تتوافر لنا عن احتمالية وجود حياة في الماضي على المريخ، يقول جودة: "رغم توافر احتمالات كثيرة على وجود حياة في الماضي على الكوكب الأحمر، كوجود آثار لقنوات مياه على المريخ، ووجود غازات، والتي تنشأ من الحياة العضوية وفقا لمفهومنا البشري، من المبكر جدا الجزم باحتمالية وجود تلك الحياة على الكوكب الأحمر، فكما يشير وجود قنوات متصحرة للمياه على المريخ إلى احتمالية وجود حياة في السابق، يحتمل بنفس القدر أن يكون هذا التصحر مصاحبا للمريخ منذ نشأته".

اقرأ أيضا:

مهاجرة تبحث عن الحياة في المريخ.. مصراوي يحاور "فرح علي باي" (فيديو)

فيديو قد يعجبك: