إعلان

مونديال اليد في مصر.. اهتمام شعبي محدود لحدث استثنائي

04:11 م الثلاثاء 19 يناير 2021

مونديال اليد في مصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتب- عبدالله عويس:

مساء الأربعاء الماضي، كان منير سيد، يعرف أن مصر على موعد مع حدث هام، حيث تستضيف على أرضها «مونديال كرة اليد» للمرة الثانية في تاريخها بعد عام 1999. جهز صاحب المقهى الشاشات التي ستعرض لزبائنه فعاليات المباراة الأولى بين منتخبي مصر وتشيلي، لكن المباراة لم تحظ باهتمام كبير داخل مقهاه، فاللعبة التي يتميز فيها لاعبو مصر لا تلق اهتماما واسعا كما الحال في كرة القدم، التي لا تتسع المقاهي أحيانا لبعض مشجعيها، في المباريات الساخنة.
بلا جمهور، كإجراء احترازي لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، بدأت البطولة، التي تمتد من 13 يناير وحتى الـ31 من الشهر نفسه، بحفل افتتاحي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن انطلاق نسختها الـ27، بعد أن كان مقررا حضور الجماهير للمباريات، غير أن ذلك تغير مع اقتراب المباريات، ورغم فوز مصر في المباراة الأولى بنتيجة 35-29، وفوزها في المباراة التالية حين واجهت مقدونيا وفازت بنتيجة 38-19، ثم خسارتها أمام السويد مساء أمس، بفارق هدف واحد، إلا أن ذلك لم يلق صدى كبيرا في المقهى الذي يملكه منير بأحد شوارع شبرا: «أنا تصورت إنه هيكون في اهتمام من الناس شوية بالبطولة، بس اللي حصل كان غير توقعاتي، الناس مهتمة بكرة القدم أكتر».

صورة رقم 1
اللحظات الأولى من المباراة، شهدت بعض الاهتمام من المتواجدين بالمقهى، لكنها كانت نظرات لم تمتد لأكثر من دقائق معدودة إلى الشاشة، ثم تابع الكثيرون أحاديثهم الشخصية، واستكمال ما كانوا يفعلون بالمقهى، دون انتباه كبير لوقائع المباراة، وكان صاحب المقهى، الذي عانى كثيرا بسبب الإغلاق المبكر حاليا للمقاهي، في الـ12 منتصف الليل، كما حددت السلطات المصرية، وبسبب الإغلاق الكلي الذي صاحب ذروة الفيروس في موجته الأولى بمصر، يأمل أن تكون المباريات جاذبة لقدر أكبر من الزبائن: «لكن غالبا الاهتمام هيكون لما نتأهل للنهايات، ساعتها الناس هتشجع اللعبة، حتى لو مش مهتمين بيها أوي، من باب إنه مصر مشاركة ونفسهم يفوزوا بأي حاجة».

وتقام مباريات بطولة كأس العالم لكرة اليد، في أربع صالات رياضية، هي ملعب القاهرة الدولي، والعاصمة الإدارية الجديدة، والسادس من أكتوبر، وبرج العرب بالإسكندرية، وهي بطولة يهتم باسم محمد بشأنها عكس كثير من أصدقائه، فالشاب المصري الذي يتابع تطورات منتخب كرة اليد المصري، يعرف كثيرا من التفاصيل بشأنها، وهو أحد المولعين بها: «يمكن أنا عكس زمايلي، ولما قلتلهم تعالوا نتفرج على أول ماتش على القهوة، قالولي إنهم مش مهتمين» لكن الشاب الذي يعمل مترجما للغة الإنجليزية، اتجه إلى مقهى قريب من منزله لمتابعة المباراة وحده: «مصر أول دولة إفريقية تستضيف المونديال ده، فده حدث مش قليل، وإحنا على مستوى كرة اليد مميزين».
صورة رقم 2

في مونديال عام 1995 حصلت مصر على المركز السادس، وهو نفس المركز الذي حصلت عليه في مونديال 1997، ثم احتلت المركز السابع في مونديال 1999 الذي استضافته على أرضها، للمرة الأولى في تاريخها، ثم تأهل المنتخب المصري ولأول مرة في تاريخه للمربع الذهبي، عام 2001، قبل أن يطيح المنتخب الفرنسي بأحلام المصريين، بهزيمة المنتخب المصري، الذي تراجعت مراكزه في النسخ التالية من البطولة، والتي كان آخرها في 2019، حيث حصل على المركز الثامن: «لكن عندنا أمل السنة دي، بوجود لاعبين مهمين، وبتمنى نوصل للمربع الذهبي على أقل تقدير» يحكي باسم، الذي أسف لتأجيل أولمبياد طوكيو 2020 والذي تأجل بسبب كورونا.

تكاد المعلومات بشأن كرة اليد في مصر لدى قطاع كبير من المواطنين شحيحة، طريقة اللعب، أسماء اللاعبين، الأخطاء، الجهاز الفني، بعكس كرة القدم، التي لها النصيب الأكبر في الاهتمام، لكن يارا خالد، التي تلعب كرة اليد بأحد الأندية في مصر، تتمنى أن تكون لتلك البطولة سببا في مزيد من الانتشار بكرة اليد: «مش واخدة الصيت زي كرة القدم، لكن لي ناس أعرفهم تابعوا لحظات من مباريات مصر، فابتدوا يركزوا معاها» وتأمل أن يكون للاهتمام الإعلامي بوقائع المباريات المقامة في مصر أن يكون سببا في مزيد من الاهتمام، كما تشرح الشابة لصديقاتها تفاصيل متعددة بشأن كرة اليد: «يعني أغلب الوقت بناخد مراكز بطولة أفريقيا، وآخر مرة خدنا بطولة أفريقيا في 2020، وبرضه متواجدين في كأس العالم، وعندنا فرق ناشئين بتاخد كأس العالم زي 2019، فده مفروض يكون في اهتمام أكبر بيه».

حين فازت مصر بكأس العالم لكرة اليد للناشئين عام 2019، للمرة الأولى في تاريخها، كان مصطفى محمود أحد المتابعين للمباريات، وكانت تلك المرة الأولى له لمتابعة تلك اللعبة، وما جذبه لها، كان ما يحرزه منتخب الناشئين من تقدم ملحوظ، ومنذ ذلك الحين وهو مهتم باللعبة، ويأمل أن تحصل مصر على مراكز متقدمة في البطولة المقامة على أرضها، ليكون للعبة مزيدا من الانتشار والجماهيرية، ويتابع العامل بأحد المحال التجارية الكبرى بالقاهرة، النسخة المقامة حاليا في مصر: «مش هقول إن منتخبنا أقوى منتخب، لكن لو قارنته بكرة القدم، فإحنا لينا وجود أكبر، عشان كده نفسي الناس تهتم بيه».

فيديو قد يعجبك: